بلومبرغ
ربما تؤدي أزمة الطاقة في أوروبا إلى انكماش اقتصاد ألمانيا خلال العام المقبل للمرة الثالثة فقط منذ الأزمة المالية العالمية، بحسب توقعات حكومية محدثة نُشرت يوم الأربعاء.
توقعت وزارة الاقتصاد الألمانية تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 0.4% في عام 2023، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة إلى تعطيل الإنتاج الصناعي وتثبيط الإنفاق الاستهلاكي، بالتالي خفض توقعات النمو بنسبة 2.5% المقدمة في نهاية أبريل. كذلك، خفضت الوزارة توقعاتها لنمو اقتصاد البلاد هذا العام من 2.2% إلى 1.4%.
"دويتشه بنك": اقتصاد ألمانيا يتجه صوب الركود بالنصف الثاني
قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني: "هذه أوقات عصيبة. نحن نمر بأزمة طاقة حادة تتطور بشكل متزايد إلى أزمة اقتصادية واجتماعية".
توقعات النمو تتأثر بحرب أوكرانيا
التوقعات المحدثة تجعل الحكومة في برلين في حالة اتفاق مع معظم المؤسسات الكبرى الأخرى، التي اضطرت أيضاً إلى إعادة التفكير بشكل جذري في توقعاتها بسبب التأثير المستمر لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.
حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من تدهور التوقعات العالمية، وخفض توقعاته للنمو خلال العام المقبل إلى 2.7% من 2.9% في يوليو. وقال الصندوق، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن حوالي ثلث الاقتصاد العالمي يواجه خطر الانكماش العام المقبل، مع استمرار تعثر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين.
اقرأ أيضاً: بوتين يدفع الاقتصاد الألماني إلى حافة الخطر
تعد ألمانيا معرضة بشكل خاص لصدمة الطاقة بعد أن عززت اعتمادها الشديد على واردات الوقود الأحفوري الروسي في العقود الأخيرة. لقد انكمش اقتصاد البلاد آخر مرة في عام 2020 بسبب تأثير وباء كورونا، وتراجع أيضاً في عام 2009 خلال فترة نشوب الأزمة المالية العالمية.
في الوقت نفسه، نشرت وزارة الاقتصاد توقعات معدلة للتضخم، قائلة إنها تضع في الاعتبار خطط الائتلاف الحاكم بزعامة المستشار أولاف شولتس للسيطرة على تكاليف الغاز والطاقة.
اقرأ أيضاً: أزمة الطاقة تلقن شولتس درساً قاسياً بشأن إدارة ألمانيا
تتوقع الحكومة ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 8% في عام 2022 و7% في عام 2023، مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 6.1% و2.8% على التوالي. يُتوقع أن يعود الاقتصاد إلى النمو عند نسبة 2.3% في عام 2024.
قال هابيك إن "هذه الأزمة اندلعت بسبب هجوم بوتين على أوكرانيا". وأضاف: "على مدى عقود، كنا معتمدين ومنفتحين على الابتزاز، لكننا في طريقنا إلى التحرر من واردات الطاقة الروسية".