بلومبرغ
رفضت جزر سليمان التوقيع على اتفاقية الشراكة مع حكومة الولايات المتحدة في المحيط الهادئ حتى أُزيلت الإشارات "غير المباشرة" للحكومة الصينية، إذ قال وزير الخارجية، جيريمايا مانيلي، إن بلاده لا تريد "الانحياز لطرف".
أعلنت الحكومة الأميركية عن توقيع اتفاقية تاريخية بين واشنطن وقادة 14 دولة في المحيط الهادئ في 30 سبتمبر، والتي تضمنت زيادة التعاون في الأمن البحري وتغير المناخ والتنمية الاقتصادية.
يُعدّ التوقيع بمثابة مكسب لحكومة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في منطقة كانت تحاول فيها الحد من نفوذ الصين.
لكن مانيلي وزير خارجية جزر سليمان قال، أمس الثلاثاء، إن بلاده رفضت في البداية التوقيع على الاتفاقية، حيث وردت في المسودة الأولية بعض الإشارات التي وجدتها "غير مريحة".
أوضح مانيلي في مؤتمر صحفي في نيوزيلندا: "كانت هناك بعض الإشارات التي تضعنا في موقف يستوجب علينا الانحياز لطرف، ولا نريد أن نكون في أي موقف يتعين علينا اختيار أحد الجانبين". وعندما سئل عما إذا كانت هذه الإشارات تخص الصين، أجاب "بشكل غير مباشر".
قال مانيلي إن موقف جزر سليمان هو أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ "يجب أن تكون منطقة سلام وتعاون وعمل مشترك".
لم يذكر وزير الخارجية ما هي البنود التي تثير قلق جزر سليمان على وجه الخصوص، لكن تقريراً بثته هيئة الإذاعة الأسترالية في سبتمبر قال إنه تم حذف طلب بأن "تتشاور الدول مع بعضها البعض عن كثب بشأن القرارات الأمنية ذات التأثيرات الإقليمية" من الاتفاقية النهائية.
في أبريل، أثارت الصين صدمة لدى الولايات المتحدة وأستراليا بإعلانها أنها وقّعت اتفاقية أمنية مع حكومة جزر سليمان، وهي أول اتفاقية من نوعها توصلت إليها بكين في المنطقة.
لم تُنشر الصياغة النهائية للاتفاقية، لكن أظهرت مسودة مسربة في مارس أن الاتفاقية تمنح السفن الحربية الصينية مرسى آمن على بعد أقل من 2000 كيلومتر (1200 ميل) من الساحل الأسترالي. نفى مانيلي وجود أي بنود في الاتفاقية بين الصين وجزر سليمان تسمح ببناء قاعدة عسكرية في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهادئ.
تحول الآراء
ذكر تقرير صادر عن المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الصينية شنت حملة إعلامية لفترة طويلة في جزر سليمان للتأثير على المشاعر العامة تجاه بكين وكانبيرا.
وفقاً لتقرير المعهد، ازدادت المشاعر السلبية تجاه الدول الغربية بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي في جزر سليمان بعد تسريب مسودة الاتفاقية الأمنية مع الصين في مارس. في الوقت نفسه، انخفضت الآراء السلبية تجاه الصين وحكومة جزر سليمان على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال مؤلفو تقرير المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية إن "الحكومة الصينية لديها قدرات معلوماتية ناشئة ومتطورة باستمرار في جزر سليمان.. وهي قدرات يمكن استخدامها لدعم أهداف الحزب الشيوعي الصيني، والتي تشمل تقويض علاقات جزر سليمان الحالية مع الشركاء الأجانب".