بلومبرغ
انخفضت توقعات المستهلكين للتضخم الأميركي خلال السنوات المقبلة بحدة في أحدث مسح أجراه الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وهي نتيجة قد تخفّف قلق البنك المركزي من أن تترسخ تأثيرات الارتفاع المستمر في الأسعار في سلوك الأسر.
هبطت التوقعات للتضخم الأميركي في السنوات الثلاث المقبلة إلى 3.2% في يوليو من 3.6% الشهر السابق، وفق مسح الفيدرالي في نيويورك لتوقعات المستهلكين، وهو الانخفاض الشهري الثاني على التوالي، كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 6.2% من 6.8%.
قفز التضخم الأميركي إلى أعلى مستوى في أربعة عقود العام الماضي بفعل نقص الإمدادات المرتبط بالوباء وارتفاع أسعار السلع وكذلك نتيجة للطلب الاستهلاكي القوي المدعوم بالمحفزات المالية وأسعار الفائدة المنخفضة.
يقول الفيدرالي، الذي يسعى لكبح الأسعار عبر زيادة سعر الفائدة دون التسبب في ركود، إن هناك خطورة تتمثل في دفع الأسعار الأعلى الأسر الأميركية لتوقع المزيد من الصعود في المستقبل وهو توقع قد يثبت أنه ذاتيّ التحقق.
هبوط أسعار البنزين
لعب تراجع أسعار البنزين خلال الأسابيع الماضية دوراً كبيراً في تهدئة مخاوف الأسر، ووجد مسح الفيدرالي في نيويورك أن المستهلكين يتوقعون الآن أن يرتفع البنزين بنسبة 1.5% فقط خلال العام المقبل، بانخفاض من أكثر من 8% في مسح مارس، أيضاً شهدت توقعات تضخم أسعار الغذاء هبوطاً حاداً.
من المرجح أن يسهم انخفاض الأسعار في محطات الوقود في تراجع معدل التضخم الرئيسي في يوليو عندما تصدر وزارة العمل الأميركية البيانات يوم الأربعاء، يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين العام بنسبة 0.2% من الشهر السابق، ومقارنة بـ1.3% في يونيو، وأن يهبط معدل التضخم السنوي.
مع ذلك، لا تزال جميع مؤشرات التضخم فوق المستوى المستهدف للفيدرالي عند 2% حتى وإن كان هناك بعض العلامات على التراجع الشهر الماضي.
انخفضت توقعات زيادات الإيجارات في العام المقبل دون 10% لأول مرة منذ يناير، وفق الفيدرالي في نيويورك، ويقدّر مسح منفصل أجرته "فاني ماي"، صدر أيضاً اليوم الإثنين، أن ترتفع الإيجارات بنسبة 7.6% خلال نفس الفترة بينما من المتوقّع أن تزداد أسعار المنازل بنسبة 3.5%.
استمرار تآكل الدخل
يرجح مسح الفيدرالي في نيويورك أن يستمر تآكل موازنات الأسر نتيجة الموجة الحالية من التضخم المرتفع.
ووجد المسح أن أوسط التوقعات لنمو الإنفاق للعام المقبل -بدون تعديله وفق التضخم- هبط إلى 6.9% في يوليو من سلسلة ارتفاعات وصلت إلى 9% في مايو، وكان التراجع واسع النطاق ويشمل فئات السن والتعليم والدخل المختلفة.
يستند مسح الفيدرالي على عينة من 1300 أسرة متغيرة ويُجرى عبر الإنترنت.