بلومبرغ
يخطط الاتحاد الأوروبي لإنشاء صندوق ائتماني للتضامن بهدف تمويل إعادة إعمار أوكرانيا التي مزقتها الحرب، حيث قيل للدول الأعضاء إنه ينبغي عليهم أن يتوقعوا دفع الجزء الأكبر من التكاليف.
أبلغت المفوضية الأوروبية دبلوماسيين أنها تعمل على إيجاد أداة للاتحاد الأوروبي تركز على الاحتياجات طويلة الأجل لأوكرانيا، بدلاً من أداة متعددة الأطراف، لأن التكتل سيتحمل جزءاً كبيراً من التكلفة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشة.
قال الأشخاص، سيمول الصندوق الاستثمارات والإصلاحات بالاتفاق مع الحكومة الأوكرانية، على غرار صندوق التعافي بعد كوفيد -19 للدول الأعضاء، لكن ليس من الواضح مقدار ما سيتم تقديمه عبر المنح أو القروض.
في ضوء استمرار الحرب، فإن الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي ليست على استعداد لوضع حد أعلى التكلفة، لكنها أبلغت سفراء الاتحاد الأوروبي أنها قد تصل إلى مئات المليارات من اليورو على مدى عقود.
من المتوقع أن تحظى مواضيع إعادة الإعمار بعد الحرب، والتعويضات المحتملة، بالاهتمام خلال الأسابيع المقبلة، حيث يخطط كبار المسؤولين في بروكسل وواشنطن لمناقشة طرق دعم كييف مالياً ولضمان عدم إساءة استخدام السيولة الضخمة، حسبما قال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي.
مراقبة الفساد
يستضيف البنك الدولي جلسة وزارية يوم الخميس حول أوكرانيا خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي بواشنطن. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنه من المتوقع أن يشارك فيها نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكيس.
من الصعب على الدول تحقيق إنجازات في أي خطة مع استمرار هجوم القوات الروسية على المدن الأوكرانية، ولكن حتى إذا انتهت الحرب، فستكون هناك عقبات كبيرة. يعد الفساد المستشري في أوكرانيا - والافتقار إلى آليات رقابة قوية- من أكبر العقبات.
اقترحت هولندا أنه يمكن استخدام أي أداة إعادة إعمار جديدة للمساعدة في تنفيذ الهياكل الحاكمة في البلاد التي من شأنها أن تجعلها أقرب إلى الاتحاد الأوروبي وتسهيل مسار انضمامها في نهاية المطاف، حسبما قال الأشخاص.
كخطوة أولى، ستقوم المفوضية بإجراء تقييم شامل للاحتياجات المالية مع البنك الدولي. تقدر الحكومة الأوكرانية الدمار الذي ألحقته القوات الروسية في أراضيها بما قد تصل تكلفته إلى تريليون دولار.
من المقرر تخصيص معظم المساعدات الأولية لإعادة بناء البنية التحتية ودعم توفير الخدمات العامة.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إن حكومته تحتاج 5 إلى 7 مليارات دولار شهرياً لسداد الرواتب والنفقات الاجتماعية الأخرى.
دعم الزراعة
تدرس المفوضية أيضاً تمديد الضمانات لمساعدة الشركات. تقدر أوكرانيا أن حوالي ثلث الشركات أوقفت أنشطتها تماماً وخفضت 45% منها إنتاجها.
على وجه الخصوص، ألحقت الحرب أضراراً بالقطاع الزراعي، وهو أحد الأنشطة الاقتصادية الأكثر مركزية في البلاد، حيث لا يمكن استخدام أجزاء كبيرة من الأراضي، ويواجه المزارعون ارتفاع التكاليف، كما تواجه الصادرات معوقات.
مسؤول: أوكرانيا طلبت دعماً مالياً بـ50 مليار دولار من مجموعة السبع
اقترحت بعض الدول الأعضاء، بما في ذلك السويد وسلوفينيا، استكشاف طرق لإعادة توجيه الأموال الروسية إلى أوكرانيا، على سبيل المثال عن طريق جمع أرباح إضافية من أسعار الطاقة المرتفعة أو استخدام الأصول المجمدة للأوليغارشية الروسية الخاضعة للعقوبات.
قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن التكتل أنفق بالفعل 600 مليون يورو (647 مليون دولار) في شكل قروض ميسرة منذ بدء الحرب، وإنه يسرع الموافقة على 600 مليون يورو إضافية يمكن صرفها بحلول الصيف. كما يعمل الاتحاد الأوروبي أيضاً على حزمة قروض إضافية يمكن أن تكون بنفس المقدار.
بشكل منفصل، وافق صندوق النقد الدولي على تقديم تمويل طارئ بقيمة 1.4 مليار دولار لأوكرانيا مع شطب 2.2 مليار دولار من قرض سابق بقيمة 5 مليارات دولار لصالح أوكرانيا، لأن من الواضح أن الدولة لم تعد قادرة على تلبية الإصلاحات والشروط اللازمة لتلقي بقية القرض، بما في ذلك مكافحة الفساد.