بلومبرغ
تعاني إحدى أولى العملات الرقمية للبنوك المركزية في العالم مصاعب متنامية خطيرة.
قال مسؤولو البنك إنّ "دي كاش" (DCash)، النسخة الرقمية من دولار شرق الكاريبي، التي تستخدمها سبع دول صغيرة، بقيت لأكثر من شهر دون اتصال بالإنترنت، وقد يستغرق الأمر عدة أيام أخرى لاستعادة الخدمة بالكامل.
تُلقي انتكاسة "دي كاش" الضوء على بعض التحديات الفنية التي تواجهها الحكومات التي تفكر في تبنّي عملات إلكترونية سيادية.
قال جوش ليبسكي، مدير مركز "جيو إيكونومكس" (GeoEconomics) التابع لمركز "أتلاتنيك كاونسل" للأبحاث: "هذه دراسة حالة مهمّة للأمور التي قد تسوء عند طرح عملة رقمية وتوسيعها. واجه كل بلد حاول القيام بعملية طرح كبيرة مشكلات".
أطلق البنك المركزي لشرق الكاريبي في مارس الماضي عملة "دي كاش"، وتصدرت عناوين الصحف العالمية لكونها أول عملة رقمية يستخدمها اتحاد نقدي. رغم أن البنك لا يزال يُعتبر المشروع في المرحلة التجريبية، فإنه عمَّمه على جميع الدول الأعضاء الثماني باستثناء واحدة.
أعلن البنك في 14 يناير أن منصة "دي كاش" عانت من "انقطاع" لم يؤثر في أي بيانات لكنه وقف جميع المعاملات.
يبلغكم البنك المركزي لشرق الكاريبي بأن منصة "دي كاش" تعرضت لانقطاع في الخدمة أثَّر في جميع المستخدمين.
مشكلة تقنية
قالت كارينا جونسون، مديرة مشروع "دي كاش" (DCash) في البنك، عبر رسالة بريد إلكتروني إنّ المشكلة تتعلق بشهادة منتهية الصلاحية على إصدار "هايبرليدجر فابريك" (Hyperledger Fabric) الذي يستضيف سجلّ حسابات "دي كاش"، ما أجبر البنك على إلغاء التحديثات.
وكتبت يوم الجمعة: "نقترب من نهاية الاختبار المغلق للحل التقني، ونتوقع بدء اختبار أوسع مع أصحاب المصلحة في الأيام السبعة المقبلة".
أحالت شركة "بيت" (Bitt)، التي يقع مقرها في باربادوس، والشريك الفني للبنك في المشروع، والتي تدعم أيضاً جهود "إي نايرا" (eNaira) النيجيرية، جميع الأسئلة إلى البنك.
تُراقَب منطقة البحر الكاريبي من كثب لأنها تبرز كرائدة في العملات الرقمية الصادرة عن بنك مركزي، أو "CBDCs". أطلقت جزر الباهاما "ساند دولار"، أول عملة رقمية من بنك مركزي في العالم، في أكتوبر 2020، ويُنتظر أن تطرح جامايكا "جام–ديكس" (Jam-Dex) في وقت لاحق من هذا العام.
أُطلقت أو جُربت حول العالم أكثر من عشرين عملة رقمية لبنوك مركزية، عديد منها في الأسواق الناشئة، وفقاً لمتتبع العملات الرقمية للبنوك المركزية لدى "أتلانتك كاونسل". على عكس نظيراتها المشفرة مثل "بتكوين" و"إيثر"، تُعَدّ عملات البنوك المركزية الرقمية امتدادات رقمية للعملة الورقية، وهي صادرة عن الحكومة وتتحكم بها.
لا يزال هناك أمل
كان تكتل "جيو. إف هوغينز آند كو" (Geo. F. Huggins & Co)، الذي يقع مقره في غرينادا، أول شركة تقبل مدفوعات "دي كاش" قبل عام، قبل الإطلاق الرسمي وفي ذروة الوباء العالمي.
بيّنت نجوما فرانسيس باتريك، مديرة تسويق شركة "هغينز"، أن أزمة كوفيد والإغلاقات التي تلته عاقت الحملات التعلميمية حول "دي كاش" في أنحاء الجزيرة، ولا تزال العملة الإلكترونية تمثل "الحد الأدنى" من إجمالي المبيعات في متاجر البقالة التابعة للشركة. لذلك لم يكُن انقطاع "دي كاش" المستمر المتسبب الأساسي في تعطيل الأعمال.
قالت فرانسيس باتريك إنّ لديها آمالًا كبيرة رغم ذلك حول نظام العملة الإلكترونية الذي يسمح لأي شخص لديه هاتف محمول بالتسوق ودفع الفواتير، وأضافت قولها: "عندما نبدأ الخروج من كوفيد، نعتقد أن (دي كاش) سيصبح أحد خيارات الدفع المفضلة في المستقبل القريب".