مستوى قياسي لصادرات وواردات الصين في نوفمبر مع ارتفاع الطلب

حققت صادرات وواردات الصين نمواً أسرع من المتوقع في شهر نوفمبر الماضي، وسجلت كل منهما رقماً قياسياً بسبب صعود الطلب الخارجي قبيل إجازات نهاية العام وانتعاش الإنتاج محلياً مدعوماً بانحسار أزمة الطاقة.

ارتفعت الصادرات مقومة بالدولار الأمريكي بنسبة 22% مقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي إلى نحو 326 مليار دولار، بينما زادت الواردات بنحو 32% إلى 254 مليار دولار، وفق ما أعلنته إدارة الجمارك اليوم الثلاثاء.

وكان الاقتصاديون توقعوا زيادة الصادرات بنسبة 20.3% والواردات بنسبة 21.5%.

بعد 20 عاماً بمنظمة التجارة العالمية.. "التنين الصيني" يواصل التمدد وأمريكا تكافح لترويضه

قوة الطلب

تكشف البيانات عن استمرار قوة الطلب العالمي على السلع الصينية، الذي ظل قوياً طوال فترة انتشار جائحة كورونا.

وإذا ثبتت خطورة انتشار متحوِّر "أوميكرون" الجديد وبدأت بلاد أخرى في العودة إلى الإغلاق، فإنه يرجح أن يساهم ذلك في دعم صادرات الصين، خاصة من أدوات الوقاية الشخصية ومستلزمات العمل من المنزل.

قالت ميشيل لام، الاقتصادية المعنية بشؤون الصين لدى بنك "سوسيتيه جينرال" في هونغ كونغ: "ارتفعت الصادرات تماشياً مع العوامل الموسمية في شهر نوفمبر وتشير إلى استمرار قوة الدفع في الطلب الخارجي، أما النمو المفاجئ في حجم الواردات فهو مدفوع بارتفاع السلع الأولية، وربما يعكس تحسن الطلب نتيجة الإنفاق الرأسمالي المرتبط بالبنية الأساسية على خلفية زيادة الحكومات المحلية خطط التحفيز مع اقتراب نهاية العام".

الصين تخفض نسبة متطلبات الاحتياطي الإلزامي للمرة الثانية في 2021

كانت الولايات المتحدة هي أكبر أسواق التصدير لدى الصين في شهر نوفمبر الماضي، يليها الاتحاد الأوروبي ثم رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان). وارتفعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 28.3% في الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام، بينما ارتفعت واردات الصين منها بنسبة 36.9% في نفس الفترة.

وحققت قيمة واردت الطائرات أسرع نمو في الفترة بين يناير ونوفمبر الماضي، تلتها واردات الفحم ثم خام الحديد وخام النحاس، وفق تحليل الواردات الذي نشرته هيئة الجمارك.

في شهر نوفمبر حلَّقت واردات الطاقة والمعادن من حيث القيمة والحجم معاً، إذ سجل حجم واردات الفحم أعلى مستوى في تاريخه هذا العام، وكانت واردات الغاز الطبيعي هي الأكثر منذ شهر يناير، بينما بلغت مشتريات النفط الخام أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.

أزمة العقارات

تعرض اقتصاد الصين إلى ضغوط متزايدة من أزمة سوق العقارات المتفاقمة، والتي قد تستمر في تأثيرها السلبي على معدل النمو على مدى السنة القادمة.

تحرك صناع السياسة بهدف زيادة دعم اقتصاد البلاد يوم أمس الإثنين، مع إعلان البنك المركزي تخفيض معدل الاحتياطي الإلزامي عند معظم البنوك، مما سيؤدي إلى تحرير 1.2 تريليون يوان (188 مليار دولار أمريكي) من السيولة وإطلاقها في الأسواق.

اختتم اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي أمس الإثنين بإشارة إلى تخفيف القيود على قطاع العقارات وتعهد بتحقيق استقرار الاقتصاد في عام 2022.