المتسوِّقون القلقون من التضخم يعرقلون ازدهار التجارة الإلكترونية

time reading iconدقائق القراءة - 7
ازدهرت التجارة الإلكترونية بقوة أثناء أزمة كورونا لكن مع تخفيف قيود الإغلاق وعودة التسوق من المحلات التجارية أدت لتراجع الإقبال على الشراء عبر الإنترنت - المصدر: بلومبرغ
ازدهرت التجارة الإلكترونية بقوة أثناء أزمة كورونا لكن مع تخفيف قيود الإغلاق وعودة التسوق من المحلات التجارية أدت لتراجع الإقبال على الشراء عبر الإنترنت - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تجري حالياً حركة كبيرة وسريعة في عادات المستهلكين، ولا يبدو الأمر جيداً لشركة "أسوس".

أعلن تاجر التجزئة الإلكتروني يوم الإثنين الماضي عن تحذيرٍ مفاجئٍ بشأن الأرباح، بالإضافة إلى مغادرة الرئيس التنفيذي نيك بيتون، وانخفضت الأسهم بنسبة تصل إلى 17%.

يعد تباطؤ نمو مبيعات "أسوس" دليلاً إضافياً على تفكُّك تجارة الإغلاق، مما يعني أننا سنعود إلى المراكز التجارية بدلاً من الشراء الدائم عبر شاشات هواتفنا الذكية.

ولكنه يعكس أيضاً كيف بدأت آفاق ارتفاع تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار الفائدة تؤثِّر في تقليل رغبة المستهلكين في الإنفاق.

تباطؤ المبيعات

حذَّرت شركة "أسوس" من أن مبيعات العام حتى شهر أغسطس 2022 سوف تتوسع بنسبة 10-15% مقارنة بنسبة 18% التي أشار إليها إجماع تقديرات محللي بلومبرغ.

وتتوقع المجموعة أرباحاً أساسية قبل خصم الضرائب بين 110 و140 مليون جنيه إسترليني (191 مليون دولار)، وهو ما يقل عن توقعات المحللين بحوالي 190 مليون جنيه.

في واقع الأمر، تعود هذه النظرة القاتمة إلى عدد من العوامل، يعود أولها إلى توقف نمو المبيعات الإلكترونية بعد إعادة فتح المتاجر، وبدت أرقام شهر سبتمبر ضعيفة.

تتوقع "أسوس" زيادة الإيرادات بنسبة مئوية من رقم واحد متوسط في النصف الأول من السنة المالية الحالية، وهو ما يقل عن نصف معدل التوّسع في الربع الأخير من السنة المالية 2021.

لماذا لا يزال شراء الملابس عبر الإنترنت أمراً صعباً؟

ارتفاع تكاليف الشحن

أما العامل الثاني فإنه يتعلق بارتفاع النفقات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الشحن الناتجة عن مشكلات سلسلة التوريد وإعادة العملاء للمشتريات، الذي يضر بالشركة أيضاً.

ويُمكن أن تصل عائدات الملابس النسائية إلى 50%، والتي كانت منخفضة أثناء الوباء قبل معاودة الارتفاع مرة أخرى. لا أحد يمانع حقاً إذا كانت السراويل الرياضية مترهلة قليلاً أو إذا كان الفستان ضيقاً إلى حد ما.

بالنسبة لشركة "أسوس"، يعني هذا الأمر خسارة قدرها 67.3 مليون جنيه إسترليني خلال العام.

أضف إلى ذلك منافسة المجموعة الصينية "شين غروب"، التي تجعل التكنولوجيا وسلاسل التوريد لديها الوتيرة السريعة الحالية للأزياء تبدو وكأنها بطيئة.

تراجع الإنفاق على التجارة الإلكترونية

وليس من الصعب معرفة سبب تحذير "أسوس" من انخفاض الأرباح، ولماذا شعر رئيس مجلس الإدارة المنتهية ولايته آدم كروزير أن هناك حاجة إلى التغيير على مستوى قمة الإدارة.

في نفس الوقت، يبدو أن العودة إلى المدارس والمكاتب تُلقي بثقلها على التجزئة الرقمية أيضاً، بينما يتم توجيه المزيد من الإنفاق نحو النقل ووجبات الغداء، ناهيك عن الترفيه.

وبعد دفع هذا السعر لمشاهدة فيلم "نو تايم تو داي" في دور السينما والقليل من المشروبات في الخارج، يتبقى القليل من الأموال لإنفاقها على بدلة من الصوف، أو لوحة ظلال العيون النسائية "ماك".

لدى عملاء "أسوس" طرقٌ كثيرة لإنفاق أموالهم بشكل أكبر مما فعلوا في العام 2020 عندما كانت المتاجر الإلكترونية الوسيلة الرئيسية للتسوق.

مخاوف التضخم

لكن قد يكون للمخاوف الأخرى التأثيرُ الأكبر على توقعات أرباح الشركة، إذ يبدو أن العناوين الرئيسية التي تُحذِّر من التضخم وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود تخيف المستهلكين.

وتتعلق دواعي القلق الأخرى بارتفاع تكاليف الاقتراض إذ تُفكِّر البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة.

في شهر سبتمبر، شهد مراقب مبيعات التجزئة، "بي أر سي- كيه بي إم جي"، أبطأ نمو في إجمالي المبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق منذ شهر يناير، عندما كانت بريطانيا في حالة إغلاق.

وبشكلٍ منفصل، وجدت "برايس ووترهاوس كوبرز" أن ثقة المستهلكين بشأن قوة الدخل المتاح لديهم كانت في أدنى مستوياتها هذا العام.

ضغط على هوامش الأرباح

كانت الشركات تأخذ في الحسبان ارتفاع الأسعار لتمرير التكاليف الإضافية من سلسلة التوريد إلى العملاء، ولكن معنويات المستهلك المتداعية تُهدد تلك القدرة، وتزيد من الضغط على هوامش الربح.

حتى الآن، يواكب التضخم الأجور، وتأمل "أسوس" أيضاً في أن تحصل على دفعة من عملائها من جيل الألفية والجيل (زد) الذين يذهبون إلى الفعاليات، والذين يأخذون عطلات مرة أخرى. لكن إذا تجاوز التضخم الدخل، مثلما حدث في المرة الأخيرة التي ارتفعت فيها الأسعار بشكلٍ ملحوظ قبل عقد من الزمن، فإن القاعدة الجماهيرية الشابة للشركة ستكون لديها أموال أقل لشراء ما يحتاجون إليه، ناهيك عن الأزياء الجديدة التي يريدونها.

ازدهر التسوق الإلكتروني خلال الوباء، ونحن على وشك رؤية مدى تراجعها. هذا مصدر قلق لشركة "أسوس" وبقية قطاع المستهلك.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

لندن

10 دقائق

2°C
مطر خفيف
العظمى / الصغرى /
25.9 كم/س
79%