بلومبرغ
محافظ البنك المركزي التركي على وشك اتخاذ أكبر قرار له منذ توليه المنصب، وهو الإبقاء على أسعار الفائدة ومواجهة غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو الامتثال للجدول الزمني للرئيس لخفض الأسعار والمخاطرة بردّ فعل عنيف في الأسواق.
توقّع 22 اقتصاديّاً من الـ23 الذين شملهم استطلاع وكالة بلومبرغ، أن تُبقي لجنة السياسة النقدية، بقيادة المحافظ ساهاب كافجي أوغلو، معدل أسعار الفائدة الأساسية عند 19% يوم الخميس، وهذا أمر غير مفاجئ نظراً إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل غير متوقع إلى 19.25% الشهر الماضي، مما دفع عائد الدولة، مع أخذ التضخم في الاعتبار، إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام.
محللون: تركيا ستُبقي على سعر الفائدة القياسي مع تسارع التضخم
مع ذلك، دعا أردوغان الذي فقد الدعم مع ضرب وباء فيروس كورونا للاقتصاد التركي، إلى خفض تكاليف الاقتراض بحلول شهر سبتمبر الجاري، بحجة أن التضخم سينخفض بعد ذلك. لقد أقال ثلاثة رؤوساء للبنك المركزي منذ عام 2019. يرى المخالف الوحيد للآراء في الاستطلاع أن سعر الفائدة يضعف الليرة بمقدار 50 نقطة أساس.
كافجي أوغلو، الذي تعهد مراراً وتكراراً بالحفاظ على سعر الفائدة القياسي أعلى من التضخم المحقق والمتوقع، أشار هذا الشهر إلى تحول في التفكير، وقال إن "الظروف غير العادية" الناجمة عن الوباء تبرر التركيز أكثر على التضخم الأساسي، الذي يستبعد العناصر المتقلبة مثل الغذاء والطاقة، وهو أقلّ بنحو 250 نقطة أساس من الرقم الرئيسي.
تفاقم التضخم في تركيا يُبيد سعر الفائدة
ماذا يقول خبراء الاقتصاد؟
كريستيان ماجيو، رئيس استراتيجية المحفظة في شركة "تي دي سيكيوريتيز"، وهو من بين غالبية المتنبئين الذين يتوقعون التثبيت، قال: "إذا خفضوا هذا الأسبوع فسيكون من الواضح جداً أنها دوافع سياسية، وقد تتسبب في ضرر أكبر مما لو كانوا خفضوا قبل شهر أو شهرين".
وأضاف: "سبب عدم توقُّع أحد (الرفع) ليس لأنه غير ضروري، ولكن ببساطة لأنه غير وراد ضمن صندوق أدوات البنك المركزي التركي".
فيما قال زياد داود من "بلومبرغ إيكونوميكس"، إن "البنك المركزي لجمهورية تركيا عالق بين الواقع الاقتصادي والمطالب السياسية. يحتاج الاقتصاد إلى سياسة نقدية أكثر تشدداً. يطالب الرئيس رجب طيب أردوغان بالتخفيف. نتوقع أن يقدم البنك المركزي التركي حلّاً وسطاً بالتمسك بأسعار الفائدة الحالية".
يُعَدّ إبراهيم أكسوي، كبير خبراء الاقتصاد في "إتش إس بي سي أسيت مانجمنت تركيا"، الذي يحتلّ المرتبة الأولى بين المتنبئين بقرارات أسعار الفائدة التركية في عامين من استطلاعات بلومبرغ، المحلل الوحيد الذي توقع خفضاً في أسعار الفائدة، مستشهداً بالتعليقات الأخيرة لرئيس البنك المركزي التركي على الأسعار الأساسية وتوقع أن يحدث ذلك. سجلت الليرة أدنى مستوى قياسي لها مقابل الدولار.
"جيه بي مورغان": تقلبات الليرة التركية أبرز عقبة أمام المستثمرين
انخفضت العملة بأكثر من 16% منذ تعيين كافجي أوغلو في شهر مارس الماضي.
القادم
من المقرر صدور بيانات التضخم لشهر سبتمبر الجاري في يوم 4 أكتوبر القادم، وسيحدّث البنك المركزي التركي سيناريو الحالة الأساسية الخاص به للأسعار خلال الفترة المتبقية من عام 2021 والعامين التاليين في 28 أكتوبر المقبل.