في بدايات الوباء، أدى ارتفاع الطلب على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية إلى نقص مستمر في الرقائق، فيما توحي بعض الإشارات الحديثة إلى أن الموقف على وشك التغير أخيرا.
قال مدير تنفيذي في صانعة رقائق الذاكرة، "مايكرون تكنولوجي" (Micron Technology Inc)، الأسبوع الماضي في مؤتمر للمستثمرين، إن الطلب على الحواسب الشخصية الاستهلاكية يتراجع، وإن بعض عملاء الشركة لديهم المزيد من مخزونات الرقائق، وبعد يوم، خفّض "مورغان ستانلي" تصنيفه للعديد من أسهم الرقائق في مذكرة بعنوان "الشتاء قادم"، وقال المحللون إن مخزون الحواسب الشخصية يتزايد، وإن سوق الهواتف الذكية سيختبر على الأرجح هبوطا مشابها.
هناك قاعدة بين المستثمرين تقول إن شركات التكنولوجيا تميل إلى التفوق بسهولة خلال فترات الصعود الدورية، بينما يكون العكس صحيحا في فترات الركود، وبالفعل، بدأ أداء القطاع في التراجع إلى ما دون التقديرات.
ارتفعت شحنات الحواسب الشخصية العالمية بنسبة 13% في الربع الثاني، وفقا لشركة الأبحاث "آي دي سي"، وهو ما كان دون توقعات "إيفركور آي إس آي" المقدرة بـ 18%، ويمثل الرقم تراجعا كبيرا عن الارتفاع بنسبة 55% في الربع الأول. علاوة على ذلك، قدمت صانعة أجهزة الراوتر اللاسلكية، "نيتغير" (Netgear Inc)، توجيهات إرشادية مخيبة الشهر الماضي، وأضافت أن المبيعات كانت أسوأ من المتوقع في فئة شبكات المستهلكين.
مع ذلك، من المبكر للغاية الإعلان عن نهاية نقص الإمدادات، لأن حالات تفشي متحول دلتا من كوفيد 19 والفاعلية طويلة الأجل للأمصال تجعل التنبؤات أصعب من المعتاد، وقال بعض محللي الرقائق إن تقارير الضعف موسمية في الأساس، وإن المبيعات سترتفع خلال العام المقبل.
يختلف النقص أيضا وفقا لنوع الرقائق، لذلك إذا كنت تسير داخل متجر ووجدت الكثير من الحواسب المحمولة، فستجد صعوبة في الحصول على سيارة جديدة أو لوحة تحكم في الألعاب، وفي بعض الحالات، يزيد أجل تسليم الرقائق عن 20 أسبوعا، وهي أطول فترة انتظار في أربع سنوات على الأقل.
لكن كما كتبت الشهر الماضي، فإن التدافع المشهود خلال الوباء على الحواسب وماكينات الطباعة لن يتكرر، فبمجرد أن يشتري الموظف أو الطالب حاسبا محمولا، فلن يحتاج لآخر قبل عدة سنوات، ويقدم تجار التجزئة تخفيضات هائلة على كل فئة تقريبا مرتبطة بالحواسب الشخصية، باستثناء بطاقات الجرافيك (لا يزال الوقت مناسبا للتواجد في أعمال الألعاب).
من المرجح أن يستمر الضعف في الطلب على أجهزة الحاسب الشخصية لعدة أرباع أخرى على الأقل، وتنخفض أسعار رقائق الذاكرة بشكل حاد وسط مخاوف من انتهاء دورة الرقائق، لكنها أخبار جيدة لأي شخص يتطلع إلى شراء كمبيوتر محمول أو طابعة أو كاميرا ويب أو جهاز راوتر، وتوقعوا أن يكون العثور عليها أسهل بكثير في المتاجر الخريف القادم.