بلومبرغ
أنهت أسواق كوريا الجنوبية أسبوعاً صعباً قبل عطلة يوم الاثنين مع تدفقات قياسية للخارج من أسهم شركات تصنيع الرقائق، في حين دفع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد لأعلى مستوى، المستثمرين إلى البيع تحت وطأة الهلع.
انخفض مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" لليوم السابع على التوالي الجمعة، وسجلت عملة "وون" أدنى مستوى لها في 10 أشهر، وتخارجت صناديق عالمية من كميات قياسية من أسهم أشباه الموصلات الرئيسية مثل "سامسونغ إلكترونيكس". قادت سوق الأسهم والعملة في كوريا الجنوبية الخسائر بآسيا خلال الأسبوع.
قال سو جايونغ الخبير الاقتصادي في "شينهان بنك": "الوون والسندات والأسهم تتحرك في نفس الاتجاه الذي تفقد فيه كوريا الجنوبية جاذبيتها بالسوق... يبدو الوون الكوري الجنوبي أكثر عرضة للخطر بين العملات الآسيوية الناشئة وقد ينخفض إلى ما يصل إلى 1190 أمام الدولار في أي وقت".
الاعتماد على التكنولوجيا
أثرت التدفقات المالية السريعة للخارج على أحد أسواق الأسهم الأفضل أداء في آسيا منذ بداية 2021، مما يؤكد اعتماد الدولة على شركات التكنولوجيا لدفع عجلة النمو.
في الوقت نفسه، يقوِّض الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بسلالة "دلتا" المتحورة ومعدل التطعيم المنخفض، الجهود المبذولة لاحتواء أسوأ موجة تفشي للفيروس في كوريا الجنوبية.
مع تعرض أسهم شركات أشباه الموصلات عالمياً للضغط، توجهت الصناديق الأجنبية للتخارج من أكبر شركتين في العالم لتصنيع الرقائق.
خلال الأسبوع، باعت تلك الصناديق بشكلٍ صافٍ ما قيمته 7.6 تريليون وون (6.5 مليار دولار) من أسهم "سامسونغ إلكترونيكس" و "إس كيه هاينكس"، بما في ذلك التدفق للخارج القياسي يوم 12 أغسطس.
فقدت الشركتان، "سامسونغ إلكترونيكس" و"إس كيه هاينكس"، أكثر من 55 مليار دولار من القيمة السوقية منذ 6 أغسطس.
تراجعت أسهم شركة "سامسونغ" حوالي 9% الأسبوع الجاري، وهو أسوأ انخفاض لها في خمسة أيام منذ تفشي الوباء في مارس الماضي.
قال هوه جاي هوان، المحلل الاستراتيجي في "يوجين إنفستمنت آند سيكوريتيز": "لقد كانت عمليات البيع المتسارعة من جانب المستثمرين الأجانب لأسهم "سامسونغ إلكترونيكس" و"إس كيه هاينكس" شديدة للغاية... المتاعب لدى شركات قطاع الرقائق لم تتوقف بعد".
تراجع العملة
انخفضت عملة كوريا الجنوبية بأكثر من 2% الأسبوع الجاري إلى حوالي 1169 ووناً لكل دولار، في حين تراجع مؤشر "كوسبي" بنسبة 3%، في أسوأ أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من 6 أشهر.
ارتفعت علاوات العائد على سندات الشركات الكورية الجنوبية في الأسابيع الأخيرة.
وارتفع الفارق للسندات الحكومية لأجل ثلاثة أعوام بمقدار 11 نقطة أساس من أدنى مستوى له في فبراير إلى 42 نقطة أساس، وهو عند أعلى مستوياته منذ يونيو، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ .
ضغوط سعر الفائدة
يساهم الانخفاض الحاد في سعر صرف العملة في تهيئة أسباب رفع سعر الفائدة من جانب المركزي الكوري الجنوبي، والذي أكد على الحاجة إلى العودة للسياسة النقدية العادية خلال 2021.
في حين يُنظر إلى ضعف الوون الكوري الجنوبي في كثير من الأحيان على أنه يعزز الصادرات، إلا أن الانخفاض السريع في قيمة العملة يزيد من المخاوف بشأن تدفقات رأس المال للخارج وعدم استقرار الأسواق المالية.
من المقرر أن يجتمع البنك المركزي الكوري الجنوبي في 26 أغسطس.
مع تجاوز حالات الإصابة حاجز الألفين لأول مرة هذا الأسبوع، يدرس المسؤولون في كوريا الجنوبية تطبيق قواعد أكثر صرامة للتباعد الاجتماعي. وطلب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي كيم بو-غيوم من المواطنين الامتناع عن السفر في نهاية عطلة نهاية الأسبوع.
شكوك وقلق المستثمرين
لا يزال من السابق لأوانه وصف "البيع تحت وطأة الذعر" يوم الجمعة بأنه بداية لهبوط السوق، وفق ما قاله هان جيونغ ، المحلل في شركة "كيووم سيكوريتيز".
لا يزال مؤشر "كوسبي" مرتفعاً بنسبة 10% حتى الآن منذ بداية 2021، حتى بعد انخفاضه في الآونة الأخيرة، متفوقاً في الأداء على مؤشر "مورغان ستانلي لآسيا والمحيط الهادئ" الذي شهد تغيراً قليلاً.
قال هان: "متأكد من أن الكثير من الناس لديهم شكوك وقلق بشأن مثل هذه التدفقات للخارج سريعاً بشكل لا يصدق والبيع تحت وطأة الذعر"، مضيفاً أن المستثمرين يُخفِّضون جزئياً مراكزهم بشكل استباقي قبل عطلة يوم الإثنين.
"لكن أسواق الأسهم الكورية لم تنحرف بعد عن السوق الصاعدة. من السابق لأوانه القول إن الاتجاه الصاعد قد تحوّل إلى هابط "، بحسب ما قاله هان.