طفرة صناديق المؤشرات المتداولة تجذب 11 تريليون دولار وتنعش شركات الاستشارات

time reading iconدقائق القراءة - 12
صناديق المؤشرات تشهد طفرة متزايدة في وول ستريت - المصدر: بلومبرغ
صناديق المؤشرات تشهد طفرة متزايدة في وول ستريت - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بعد أن أمضى معظم حياته المهنية في مساعدة المؤشرات في السيطرة على عالم الاستثمار، يتعامل لورانس بلاك هذه الأيام مع تداعيات الثروة البالغة 11 تريليون دولار التي ساعد على إطلاقها.

بصفته مبتكراً للمقاييس الكمية المعقَّدة في "باركليز"، فقد ساهم في حدوث طفرة في المؤشر المرجعي، و يقول النقاد، إنَّ هذه الطفرة خرجت عن نطاق السيطرة، التي تضمُّ حوالي 3 ملايين سهم على مستوى العالم مقارنة بحوالي 45000 سهم مدرج.

تتعرَّض الأسواق التي تنتشر فيها الأوبئة، في الوقت الحالي، لجميع أنواع المخاطر، سواء من الهياكل المبهمة والمحفوفة بالمخاطر إلى المحافظ شديدة التركيز.

أسس "بلاك"، مستشار روبرت شيلر الحائز على جائزة نوبل، شركة الاستشارات "ذا إندكس ستاندرد" (The Index Standard) للاستفادة من طلب المستثمرين المتزايد لفهم ما يحدث في صناديق المؤشرات.

قال "بلاك"، الرئيس السابق للمؤشرات والاستراتيجيات الكمية في بنك "باركليز": "بصرف النظر عن كل التعقيدات ، مكَّنت الحواجز التي تعترض الدخول والتكنولوجيا أي شخص تقريباً من إطلاق مؤشر.. ختم الجودة ليس موجوداً هنا".

تكمن الفكرة في أنَّ تلك الأسهم البالغ عددها 45000 لديها العديد من المعنيين بها في "وول ستريت"، وما وراء تحليل كل تفاصيلها، لكن بالمقارنة لا يكاد أي شخص يقوم بتقييم المؤشرات. ومع ذلك؛ فإنَّ مخاطر الازدهار أصبحت معروفة بشكل متزايد.

كاثي وود

على سبيل المثال؛ فإنَّ هناك نمواً هائلاً لصناديق المؤشرات المتداولة في البورصة، التي تجسِّدها كاثي وود المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "آرك إنفستمنت مانجمنت" المعروفة في كوريا الجنوبية باسم "شجرة الأموال". في حين تطبّق "وود" استراتيجيات نشطة في الغالب، يوجد الآن عدد كبير من صناديق المؤشرات المتداولة التي تستخدم المؤشرات لتقديم تعرُّض مماثل لاتجاهات، مثل الروبوتات والقيادة الذاتية.

يقول "بلاك"، إنَّه لا يوجد عدد كافٍ من الشركات في هذه القطاعات للوفاء بمثل هذه المعايير، لذلك ينتهي الأمر بمزوِّدي المؤشرات إلى جذب الشركات من الصناعات الأخرى، أو يقومون بضخِّ كل الأموال في عدد قليل من الأسهم.

قال جاي واتسون، الذي انضمَّ إلى مشروع "بلاك" من "باركليز" هذا العام: "في بعض الأحيان، يمكن أن ينتهي الأمر بهذه المؤشرات إلى التعرُّض لانكشافات كبيرة جداً لأسهم صغيرة نسبياً.. يمكنك أن تقلق عندما يصبح الوضع معكوساً".

تُقدِّم "ذا إندكس ستاندرد" التصنيف والتقاريرَ عن المقاييس عبر فئات الأصول، بحثاً عن الفرز بين الجيد والسيئ، ومساعدة العملاء على تجنُّب المخاطر المحتملة، وتبيع أعمالها لشركات التأمين، ووكالات التسويق، والمجموعات البحثية، بهدف التوسُّع ليشمل الجميع من البنوك إلى المستشارين الماليين.

تريليونات الدولارات

مع وجود أكثر من 11 تريليون دولار في صناديق المؤشرات الآن؛ فإنَّ فهم طفرة المؤشر المرجعي له أهمية متزايدة في "وول ستريت".

في غضون خمسة عقود، خفَّضت الصناعة التكاليف، وسهَّلت الاستثمار للملايين، وتستمر في الحصول على حصة سوقية من المديرين ذوي السلطة التقديرية. ومع ذلك، توجد اختلافات كبيرة داخل الأسواق في كلٍّ من الأداء والمخاطر حتى في المؤشرات نفسها.

من بين صناديق المؤشرات المتداولة في الولايات المتحدة التي استهدفت الأسهم ذات القيمة في العام الماضي، على سبيل المثال ، كان هناك فرق 30 نقطة مئوية في الأداء بين أفضل وأسوأ الصناديق فيما يتعلَّق بالعوائد. ويمكن أن تختلف الرسوم، والاستراتيجية، والهيكل بشكل كبير.

ولإجراء تقييماتها، تبحث "ذا إندكس ستاندرد" في المدَّة التي قضاها مؤشر مرجعي، وما إذا كانت القواعد متاحة أم لا. وتأخذ الشركة في الاعتبار عمليات التراجع التاريخية، والمدَّة التي يستغرقها المقياس للتعافي، وما إذا كان هناك الكثير من تفاوت في أدائه، بهدف وضع معايير التقييم داخل مجموعة المؤشرات.

صمَّم "بلاك" برنامج كمبيوتر يبحث في 35 عاملاً ، مع التركيز بشكل رئيسي على تصميم المؤشر، والتركيز على التعقيد والتنويع، وقال: "إذا رأينا الكثير من المؤشرات، فهذا أمر سيىء".

أصدقاء مشهورون

يمثِّل التركيز على البساطة أمراً مثيراً للسخرية، فبالنظر إلى خلفية "بلاك"، البالغ من العمر 48 عاماً؛ فإنَّه يتمتَّع بحياة مهنية مزدهرة من خلال التعاون مع شخصيات مثل "شيلر" والمستثمر الشهير جويل غرينبلات، حول المؤشرات المعقَّدة في "باركليز".

وقال "بلاك"، إنَّ سوء الفهم والارتباك بشأن المؤشرات قد تزايد على مدار سنوات بتزايد انتشارها في كل مكان. وأضاف أنَّه يمكن حالياً لمنتج سنوي نموذجي يتمُّ بيعه في الولايات المتحدة أن يتَّبع مؤشر يتتبَّع 15 صندوقاً متداولاً، عبر ميزة الذكاء الاصطناعي أو التعلُّم الآلي، ويستهدف مستوى معيناً من التقلُّبات في الوقت نفسه. أضاف "بلاك": "يتمُّ بيع هذا المؤشر إلى مستشارك العادي في الغرب الأوسط".

ومن غير المستغرب أن تجد الشركة الوليدة، التي يقع مقرّها بنيويورك، لها أكبر قدر من الجاذبية في صناعة التأمين الأمريكية، فقد أصبحت المؤشرات شديدة التعقيد هي القاعدة في السوق التي تبلغ قيمتها عدَّة مليارات من الدولارات بالنسبة لمؤشرات المعاشات التعاقدية الثابتة.

يرى "بلاك" أنَّ الكثير من الفرص قادمة من عالم صناديق المؤشرات المتداولة، إذ تزداد المؤشرات التي تدعم الصناديق أكثر غرابةً وقوة.

وتستخدم صناديق الاستثمار المتداولة المحمية، على سبيل المثال، التي اجتذبت مليارات الدولارات، استراتيجيات مستعارة من المنتجات المهيكلة لمساعدة المستثمرين على الحماية من الانهيارات وتحقيق العائد. قال "بلاك": "ظروف السوق تقود الابتكار.. لكنَّنا على الأرجح سنصل إلى نقطة يصبح فيها الأمر معقَّداً للغاية".

تصنيفات

قصص قد تهمك