بلومبرغ
قال مبتكر عملة "إيثريوم" إن التغيير الذي تم تطبيقه على تقنية "بلوكتشين" أمس، يُعدّ الأكثر أهمية منذ عام 2015، مؤكداً أن الشبكة في وضع جيد لإجراء تحديث أكبر لتقليل استخدام الطاقة بنسبة 99%.
قامت شبكة "بلوكتشين" الأكثر استخداماً في العالم بإجراء تحديث برنامجها، المعروف باسم "لندن هارد فورك" (London hard fork)، والذي يتضمن ميزة تخفيض الرسوم المسماة "إي آي بي 1559" (EIP 1559). وألغى خفض الرسوم بالفعل ما قيمته مليونيّ دولار من عملتها المشفرة الأصلية "إيثير" (Ether) في غضون ساعات قليلة فقط منذ دخوله حيز التنفيذ، وفقاً لموقع التتبع عبر الإنترنت (ultrasound.money). ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضغط صعودي على سعر "إيثر" في المستقبل.
اقرأ أيضاً: أحد مؤسسي "إيثريوم" يترك عالم العملات المشفرة لمخاوف أمنية.. ما القصة؟
قال "بوتيرين" في مقابلة مع "بلومبرغ" من سنغافورة: "1559 هو بالتأكيد أهم جزء في لندن... تُعدّ ترقية نظام لندن دليلاً على أن نظام "إيثريوم" الحيوي قادر على إجراء تغييرات كبيرة".
تعمل كل من "إيثريوم" و"بتكوين" منافستها الأكثر شهرة على استخدام نظام إثبات العمل الذي يتطلب شبكة عالمية من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على مدار الساعة. يعمل مطورو البرمجيات في "إيثريوم" منذ سنوات على تحويل تقنية "بلوك تشين" إلى ما يُعرف بنظام إثبات الحصة - والذي يستخدم نهجاً مختلفاً تماماً من أجل تأمين الشبكة - وهو نظام يقضي أيضاً على مشكلة انبعاثات الكربون. وذكر "بوتيرين" أن التحوّل إلى "إي تي إتش 2.0" (ETH 2.0) سيتم تنفيذه من خلال عملية تسمى الدمج، ومن المتوقع حدوثه مع بداية عام 2022، لكن يمكن أن يأتي في وقت مبكر مع اقتراب نهاية العام. وأضاف: ""لندن هارد فورك" تجعلني بالتأكيد أكثر ثقة بشأن الدمج".
مكاسب كبيرة
شهدت "إيثر" مكاسب سعرية كبيرة بالفعل خلال الاثني عشر شهراً الماضية، إلى جانب "بتكوين" والأصول الرقمية الأخرى. و ارتفعت "إيثر" بحوالي 590% في العام الماضي، بينما تضاعفت "بتكوين" أكثر من ثلاثة أضعاف، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وتأتي هذه المكاسب رغم انخفاض كلتا العملتين بنحو النصف من أعلى مستوياتهما الأخيرة على الإطلاق في أبريل.
يرجع جزء من ارتفاع أسعار "إيثر" إلى طفرة الرموز غير القابلة للاستبدال، أو (NFTs)، وهي ملفات رقمية يمكن التحقق من صحتها وندرتها بواسطة "بلوكتشين" مثل "إيثريوم". وازدادت شعبية الرموز غير القابلة للاستبدال هذا العام، مدفوعة بصفقات من بينها بيع لوحة "كل يوم: أول 5000 يوم" للفنان الرقمي "بيبل" بقيمة 69.3 مليون دولار ومقطع فيديو لـ"لوبرون جيمس دونك". وفي الوقت الحالي أصبح الجميع بدءاً من المعارض الفنية إلى اللجنة الأولمبية الدولية ودور الأزياء و"تويتر" يقدمون الرموز الرقمية.
مسار بتكوين
سيضع التغيير الأحدث "إيثريوم" على مسار أقرب لطريقة عمل "بتكوين"، والتي على عكس "إيثر" كان لديها منذ بدايتها في عام 2009 عرض ثابت يبلغ 21 مليون عملة رقمية، ولن يتم طرح غيرها على الإطلاق. ودفع هذا الاختلاف منتقدي "إيثريوم" إلى القول إنه لا ينبغي اعتبارها عملة رقمية مماثلة لـ"بتكوين".
اقرأ أيضاً: "إيثر أم بتكوين"؟..دليلك للاستثمار في عالم العملات المشفرة.
كان لدى "بوتيرين" في البداية حدا أقصى لمقدار "إيثر" الذي يمكن إنشاؤه في مسودته الأولية لعام 2013 التي وصفت إنشاء "إيثريوم". كما كان هناك مجالاً للتغيير، ومع ذلك، كانت فكرة الانتقال إلى إثبات الحصة هي الخطة دوماً. وقال إن إثبات الحصة سيغير في النهاية اقتصاديات "إيثر".
وقال عن رؤيته الأصلية: "لم تكن هناك إمكانية فعلية لتقديم التزامات قوية جداً وطويلة الأجل من حيث السياسة النقدية".
وفي عام 2018 حضر "بوتيرين" مؤتمر الاقتصاد والحساب في جامعة كورنيل، حيث تمت مناقشة عدم كفاءة مزادات السعر الأول، وهو المزاد الذي يفوز فيه أعلى مزايد، كما تمت مناقشة كيفية قيام "إيثريوم" و"بتكوين" بهيكلة أسواق الرسوم الخاصة بهما. لكن الآن أصبحت "إيثريوم" الآن خارج هذا النظام بسبب "إي آي بي 1559" (EIP 1559).
وبالأمس أيضاً، حدث تغيير مهم، تمثل في أن حجم الكتلة على "إيثريوم" أصبح مُتغيراً الآن، بعدما كان في السابق، حجم المعاملات التي يمكن وضعها داخل كتلة واحدة ثابتاً، ما يعني أنه كان على المستخدمين الانتظار أحياناً حتى تتم معالجة معاملاتهم، عندما يكون هناك طلب كبير على الشبكة. ويمكن أن تنمو الكتل الآن أو تتقلص لتتناسب مع حجم المعاملات الواردة.
قال بوتيرين: "أصبح الآن من السهل للغاية إرسال معاملة ليتم تضمينها في المجموعة التالية وهذا أمر مهم جداً لتجربة المستخدم".