بلومبرغ
تشهد العقود الآجلة للقمح في الولايات المتحدة تقلبات سعرية في ظل موازنة المتداولين بين الضغوط التي تتعرض لها إمدادات الحبوب العالمية وبين توقعات الطلب الغامضة في ظل تنامي المخاوف من إغلاقات جديدة بسبب المتحول "دلتا".
خفضت وزارة الزراعة الفرنسية من توقعاتها لحصاد القمح خلال العام الجاري، كما أن جودة الحبوب تشكل مصدر قلق. وهو ما يضيف إلى توقعات الإنتاج المنخفضة في روسيا. وكذلك أدى الجفاف إلى تقليص آفاق القمح الربيعي في أمريكا الشمالية، وألحقت الأمطار أضرارًا بالمحاصيل في الصين، بينما زاد استخدام القمح في أعلاف الحيوانات.
ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار المحاصيل يؤدي إلى إضعاف الطلب لدى بعض المشترين الرئيسيين، فقد قبلت مصر، أكبر مستورد للقمح، شحنة حبوب وحيدة في مناقصة يوم الاثنين، وهو أصغر حجم لها في نحو عام. كما ألغت تركيا طلبًا كان يسعى للحصول على 515 ألف طن من علف الشعير، واشترت باكستان أقل من نصف القمح المطلوب في مناقصة أواخر الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، يثير الوباء العالمي النسبي تساؤلات حول احتياجات الحبوب على المدى القريب.
قالت جاكلين هولاند، المحللة في فارم فيوتشرز، في مذكرة: "القلق بشأن حالات Covid-19 حول العالم قد يحد من معدلات الاستهلاك في الأسابيع المقبلة".
وقلص القمح يوم الأربعاء من مكاسبه الأخيرة في شيكاغو، حيث ارتفعت العقود الآجلة منذ بداية الشهر الماضي وحتى يوم الثلاثاء بنسبة 11%، بينما ارتفع القمح الربيعي مؤخراً في مينيابوليس بنحو 10% ووصل إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات.
قال توبين جوري، الخبير الاستراتيجي في بنك الكومنولث الأسترالي، في إشارة إلى القمح: "يرفض بعض المستهلكين ارتفاع الأسعار". وقد أثار رد الفعل هذا قلق بعض المتداولين من أن الأسعار ربما تكون مرتفعة جدًا، مع تحقيقه مكاسب كبيرة في وقت ضيق جدًا. وأضاف "هناك حالة من عدم اليقين، ولكن السوق تقلل تقديرات محصول القمح".