بلومبرغ
تترقب أسهم الأسواق الناشئة حالة صعودية، بعد تخلفها عن نظيراتها المتقدمة منذ بداية 2021، إذ يقول الاستراتيجيون إن فئة الأصول في وضع أفضل للاستفادة من إعادة فتح الاقتصادات عالميا.
هناك بالفعل علامات على أن الفجوة تضيق، حيث تفوق مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة في مايو على مؤشر مورغان ستانلي لأسواق جميع دول العالم للمرة الأولى منذ يناير.
تعمل عوامل تشمل التقييمات الجذابة نسبيا وضعف الدولار والتوقعات بأن سلاسل التوريد العالمية ستعود إلى أعلى مستوياتها، على تقوية جاذبية أسهم الدول النامية.
كما يضيف الارتفاع في أسعار السلع عالميا إلى التفاؤل بأن تحسن النمو سيساعد في تعزيز الأسهم الدورية بتلك الأسواق.
مضاعف ربحية أفضل
قال ديفيد تشاو، محلل السوق العالمية بشركة "إنفسكو ليمتد " (Invesco Ltd) في هونغ كونغ، التي تدير استثمارات بنحو 1.4 تريليون دولار: "يجب على المستثمرين الذين فاتتهم فرصة تحقيق أداء قوي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والارتفاع الدوري للأسهم حتى الآن منذ بداية 2021 أن يفكروا في الاستثمار بأسهم الأسواق الناشئة".
أضاف "ارتفاع توقعات التضخم وعائدات السندات يجب أن يدفع المستثمرين إلى التناوب المستمر من أسهم النمو إلى الأصول الدورية - اقتصادات الأسواق الناشئة ذات طبيعة أكثر دورية".
يرى المحللون أن مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة، الذي يتم تداوله بأرباح آجلة 14 مرة، يمثل ارتفاعاً بنحو 20% خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، ما يعادل ضعف التقدم الملحوظ لمقياس الدول المتقدمة، والذي يبلغ مضاعف ربحيته حوالي 20 مرة.
في الوقت نفسه، قفزت تقديرات الأرباح الآجلة لمدة 12 شهرا لأسهم الأسواق الناشئة بنحو 40% من أدنى مستوى لها في يونيو 2020.
قالت إميلي وايتنج، خبيرة شؤون الأسهم بالأسواق الناشئة وآسيا والمحيط الهادئ في "جيه بي مورغان آسيت مانجمنت" بلندن: "لا تزال التوقعات للعام المقبل مرتفعة".
أضافت "أدى النجاح في طرح اللقاحات إلى استئناف الحياة الطبيعية في العالم المتقدم وأجزاء من الأسواق الناشئة. بفضل ذلك، يسود التفاؤل بشأن أرباح الشركات وأسواق الأسهم".
لا يقتنع الجميع بأن الأسواق الناشئة ستتفوق في الأداء
قال ماتيو راشتر، استراتيجي الأسواق الناشئة في "جوليوس باير غروب ليمتد" (Julius Baer Group Ltd) في زيورخ، إن المخاطر تشمل الانكشاف على التضخم المتصاعد، والتراجع المحتمل في أسعار السلع الأساسية.
أضاف راشتر أن المستثمرين الذين يتطلعون لشراء أسهم بالأسواق الناشئة قد يدرسون الاحتفاظ بأسهم القيمة في آسيا، لا سيما في الصين والهند وكوريا الجنوبية.
يتخلف مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة عن مؤشر الدول المتقدمة بنحو أربع نقاط مئوية حتى الآن منذ بداية 2021.
من المتوقع أيضا أن تستفيد أسهم الدول النامية بشكل أكبر نسبيا من التوقعات بأن السلع ستواصل المكاسب حيث يساعد إطلاق اللقاح الاقتصادات على الانتعاش بعد التوقف بسبب الوباء.
تمثل أسهم شركات المواد والطاقة نحو 14% في مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة، مقابل حوالي 8% في مؤشر مورغان ستانلي لأسواق جميع دول العالم، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
ارتفع مؤشر السلع العالمية بنحو 20% منذ بداية 2021، مع تحسن آفاق الانتعاش العالمي.
تحظى الأسهم الدورية، التي تشمل قطاعات مثل صناعة السيارات ومتاجر الملابس والمطاعم، بدعم، حيث يكتسب النمو زخما وتقلل مخاوف التضخم من جاذبية أسهم التكنولوجيا.
قالت ماريجا فيتمان، كبيرة محللي الأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس" في لندن: "لا تزال الأسواق الناشئة واحدة من أفضل الطرق للانكشاف على تطورات النمو العالمي".
تفضل "ستيت ستريت " ومقرها بوسطن أسهم شركات المعادن والتعدين في دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وتشيلي على أوروبا الشرقية.
قال ديفيد تشاو، محلل السوق العالمية بشركة "إنفسكو ليمتد" إنه يفضل الأسواق الناشئة في أوروبا والبرازيل.