بلومبرغ
اتخذت شركة "رينو" خطوات رئيسية نحو إنشاء مركز لصناعة السيارات الكهربائية شمال فرنسا، في محاولة من الشركة للمنافسة بقوة في سوق السيارات الكهربائية سريع النمو في أوروبا.
ومن المقرر أن تعلن شركة صناعة السيارات الفرنسية مطلع الأسبوع المقبل عن الخطوط العريضة لخطة دمج عملياتها في ثلاثة مواقع حالية في مقاطعات دواي، وماوبيوغ، ورويتز، وجمعها في كيان قانوني منفصل مملوك بالكامل للشركة، وفقاً لأشخاص مطَّلعين على الأحداث طلبوا عدم ذكر أسمائهم.
الأجور وظروف العمل
تمهِّد تلك الخطوات الطريق لإجراء محادثات مع ممثِّلي العمال حول الأجور وظروف العمل في تلك المصانع. ورفض متحدِّث باسم "رينو" التعليق.
يمكن أن تصل إنتاجية مركز صناعة السيارات الكهربائية الجديد إلى 400 ألف سيارة، التي تمثِّل ركيزة رئيسية في تنفيذ استراتيجية "لوكا دي ميو" الرئيس التنفيذي للشركة، التي تهدف إلى تغيير توجُّه شركة صناعة السيارات المتعثِّرة نحو تعزيز إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة.
تساهم مساعي "رينو" في وفاء الحكومة الفرنسية، التي تعدُّ أكبر مساهم في الشركة، بتعهداتها بالحفاظ على الوظائف، ودعم تطور تكنولوجيا السيارات الكهربائية في فرنسا.
وأعلن "دي ميو" لنقابات عمالية العام الماضي بعد فترة وجيزة من تولي منصبه استهداف الشركة تطوير سيارة كهربائية بتكلفة أقل من 20 ألف يورو (24400 دولار)، واعتبره أمراً حيوياً لمستقبل الشركة.
حقَّقت سيارة الشركة من طراز "زوي" أكبر مبيعات بين السيارات الكهربائية في أوروبا العام الماضي، لكنَّها تواجه خطر تجاوزها خلال العام الحالي من طرازات جديدة لشركة "تسلا"، و"فولكس واجن".
تحديات العام
كشف الرئيس التنفيذي للشركة عن طرازات "ميغان" المستقبلية من السيارات الكهربائية التي سيتمُّ تصنيعها في مدينة دواي، في الوقت الذي يتمُّ فيه إنتاج سيارات تعمل بالبطارية عن طريق شاحنة التوصيل "كانغوو" في مدينة ماوبيوغ.
أعلن دي ميو في يناير الماضي عن خطة إحياء سيارة "رينو 5" الشهيرة كسيارة كهربائية بتكلفة منخفضة برغم تحذيره من الاضطرار لإشراك النقابات والمورِّدين في حال تجميعها داخل فرنسا. وتقوم الشركة في الوقت نفسه بإنتاج سيارة دفع رباعي كهربائية من طراز "داتشيا سبرينغ" في الصين وبيعها في أوروبا.
وأعلنت "رينو" للمستثمرين أنَّ الشركة سوف تواجه تحدِّيات خلال العام 2021 بعد تسجيلها خسارة سنوية صافية بلغت 8 مليارات يورو، التي جاءت أقل من التوقُّعات، إذ تعمل الشركة على خفض التكاليف، وتقليص عدد العمال داخل فرنسا، وهو ما يتزامن مع ما تواجهه الشركة من صعوبات توقُّف الإنتاج بسبب النقص في إمدادات أشباه الموصلات.
تعرَّضت شركة صناعة السيارات العام الماضي لضغوط شديدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الوظائف، ومستقبل المصانع في شمال فرنسا، في الوقت الذي حصلت فيه الشركة على دعم حكومي في هيئة قرض بقيمة 5 مليارات يورو لتجاوز تداعيات الجائحة.