استطلاع "جيه بي مورغان": السيولة مصدر قلق المستثمرين في 2024

التضخم والانتخابات والتوترات الجيوسياسية المتزايدة تهيمن على مخاطر الأسواق خلال العام الجاري

time reading iconدقائق القراءة - 11
مبانٍ في أفق منهاتن بنيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مبانٍ في أفق منهاتن بنيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جاءت مصادر السيولة الموثوقة في مقدمة الاهتمامات التي تشغل بال المتداولين، فيما يتأهبون لعام آخر حافل بالاضطرابات، وفقاً لاستطلاع التداول الإلكتروني الذي أجراه بنك "جيه بي مورغان".

توقعت نتائج الاستطلاع السنوي للمتداولين من المؤسسات، أن تشكّل الأسواق المتقلبة التحدي اليومي الأكبر للعام الثاني على التوالي. تصدرت مسألة الوصول إلى السيولة القلق بشأن هيكل السوق، قبل التغيير التنظيمي وتكاليف البيانات.

في حين أن التقلبات على امتداد فئات الأصول لا تزال محدودة نسبياً مقارنة بالتقلبات الأخيرة، فإن القلق يتمثل في أنها قد ترتفع إذا واجه الاقتصاد العالمي صدمة أخرى.

تضع الأسواق في الحسبان إقدام "الاحتياطي الفيدرالي" والبنك المركزي الأوروبي على تخفيضات بأسعار الفائدة تزيد عن نقطة مئوية.

التضخم والانتخابات تتصدران مخاوف المستثمرين

يرى المشاركون في الاستطلاع أن التضخم سيكون له التأثير الأكبر على الأسواق في عام 2024، وجاءت في المركز الثاني الانتخابات الأميركية وموجة أخرى من الاستحقاقات الانتخابية في جميع أنحاء العالم أيضاً، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

قال تشي نزيلو، الرئيس العالمي للتجارة الإلكترونية الكلية في "جيه بي مورغان": "المتداولون يتطلعون في بعض الحالات إلى تقليص مزودي السيولة لديهم إلى عدد أقل يضم الأطراف المقابلة الموثوقة في حالة الاحتياج إلى نقل حجم كبير في الأسواق التي تشهد تقلبات".

أوضح في مقابلة: "لا يزال العملاء يركزون على من يمكنهم الاعتماد عليه، وطبيعة المنصة التي سيستخدمونها إذا واجهوا تقلبات، وهو ما يتوقعه الجميع طوال العام الجاري".

أضاف: "باستعراض التاريخ الحديث، نجد دائماً سيولة وعروض أسعار ضيقة عندما تكون التقلبات منخفضة. يحتاج العملاء إلى معرفة أن توافر السيولة لديهم يظل موثوقاً به".

هيمنة مصطلحات التداول الإلكتروني

ارتفع عدد المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 4010 بمقدار خمسة أضعاف تقريباً عن العام الماضي، وهم يمثلون الآن نطاقاً أوسع لفئات الأصول، مع هيمنة متداولي العملات الأجنبية على الاستطلاعات السابقة.

قال إيدي وين، الرئيس العالمي للأسواق الرقمية في البنك، إن ذلك يعكس مدى انتشار مصطلحات التداول الإلكتروني حالياً في كل مكان تقريباً عبر فئات الأصول، ويشير إلى كيف سيصبح التداول إلكترونياً مرادفاً للتداول بمرور الوقت.

أضاف: "من المثير للاهتمام أن الكثير من المخاوف لدى الناس يمكن السيطرة عليها أكثر مما قد يتصورون، مثل الوصول إلى السيولة وهيكل السوق، وهي: أين يتداولون وكيف يتداولون".

قال أيضاً: "تكاليف التنفيذ مهمة، والحقيقة هي أن العالم أصبح أكثر تنافسية، والهوامش في جميع أنحاء الصناعة أصبحت أكثر انخفاضاً، والتكاليف التي ربما لم تكن في الماضي ذات أهمية كبيرة لأن الهوامش كانت أوسع أصبحت الآن محل تركيز بشكل بالغ الأهمية".

قال "جيه بي مورغان" إن جميع المشاركين في الاستطلاع توقعوا زيادة نشاط التداول الإلكتروني الخاص بهم.

اهتمام فاتر بالعملات المشفرة

يُتوقع أن تستحوذ سندات الشركات على معظم التطورات في مجال التداول الإلكتروني، تليها الصناديق المتداولة في البورصة والديون الحكومية. ومع ذلك، قال 78% من المتداولين المؤسسيين إنهم ليس لديهم خطط للتعامل في العملات المشفرة، وهو ارتفاع حاد عن الربع نفسه قبل عامين تقريباً، مما يظهر اهتماماً فاتراً بعد عام شهد إدانة سام بانكمان فريد، مؤسس "إف تي إكس" (FTX)، بالاحتيال.

فيما يتعلق بالتكنولوجيا، وضع المتداولون مرة أخرى الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي باعتبارهما الأكثر تأثيراً في تشكيل مستقبل التداول. وهذا يتفوق على تكامل واجهة برمجة التطبيقات (API)، الذي يسمح للتطبيقات بالعمل مع بعضها البعض، وتكنولوجيا "بلوكتشين".

قال وين: "مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فإن القدرة على التداول بناءً على الأخبار، والقدرة على استيعاب المعلومات حول الأشياء المكتوبة بدلاً من البيانات الأولية فقط، يمكن أن يصبح ذلك كله أمراً حيوياً بالنسبة إلى استراتيجيات التداول.

قد يكون لذلك تأثير كبير على تقلبات السوق، وكيفية تعاملنا مع البيانات الشبيهة بالأخبار بالطريقة نفسها التي نغذي بها بيانات السوق تاريخياً في أجهزة صناعة السوق.

تصنيفات

قصص قد تهمك