بلومبرغ
عزز ارتفاع أسعار بعض أكبر أسهم شركات التكنولوجيا في العالم انتعاش الأسهم في وول ستريت، حيث يدرس المتداولون أيضاً أحدث البيانات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي للحصول على أدلة حول الخطوات التالية للبنك المركزي الأميركي.
وبعد هبوط متتالٍ، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مع تراجع تقلبات سوق السندات. وسجل مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق، وارتفع سهم "أبل" بعد أن رفع محلل توصيته للسهم، وقفزت أسعار أسهم شركات صناعة الرقائق بعد أن عززت توقعات "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" الآمال في انتعاش التكنولوجيا العالمية في 2024.
ولم ينزعج متداولو الأسهم من بيانات طلبات إعانة البطالة التي تؤكد قوة سوق العمل. ومن بين المتحدثين البارزين من البنك المركزي الأميركي، حث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، صناع السياسات النقدية على المضي بحذر نحو خفض أسعار الفائدة في ظل التأثير الاقتصادي المحتمل للأحداث غير المتوقعة التي تتراوح من الانتخابات في الداخل إلى الصراعات العالمية. وقال نظيره في فيلادلفيا باتريك هاركر إنه يتوقع أن يستمر التضخم في الانحسار نحو هدف 2%.
وقال كريس زاكاريللي، من "إندبندنت أدفايزرس ألاينس" (Independent Advisor Alliance): "بالنظر إلى القوة الأساسية للاقتصاد الأميركي، فمن الصعب أن نكون متشائمين للغاية في هذه المرحلة.. كما أن التشاؤم والشك السائدين بشأن سوق الأوراق المالية والاقتصاد هو إشارة مناقضة، وواحد من أفضل الأسباب للضغط ضد الجمهور.. وبمجرد أن يتحول المتشكك الأخير، ستكون السوق عرضة مرة أخرى لصدمة كبيرة، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".
انتعاش الأسهم بقيادة أشباه الموصلات
أغلق مؤشر "إس آند بي 500" التعاملات عند مستوى 4780.94 نقطة، في حين ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%. وقفز مؤشر أسهم شركات تصنيع الرقائق بنسبة 3.5%. استقرت عوائد سندات الخزانة لمدة عامين عند حوالي 4.35%. وارتفع سعر النفط إلى 74 دولاراً. وهبط سعر "بتكوين" إلى ما دون 41 ألف دولار.
يشير انتعاش الأسهم إلى أن الأمور أصبحت أكثر هدوءاً، لكن هذا لا يعني أن الظروف ستظل على هذا النحو، وفق فؤاد رزاقزادة من "سيتي إندكس" (City Index) و"فوركس دوت كوم". وأشار إلى الاعتقاد المتزايد بأن البنوك المركزية الكبرى قد لا تخفض أسعار الفائدة بالقدر أو السرعة التي تتوقعها السوق.
من جهته، قال كريغ إيرلام، من شركة "واندا" (Oanda): "من الواضح أن هناك رغبة يائسة في التشبث بالتفاؤل الذي مكن السوق من تحقيق نهاية العام الماضي القوية، ولكن على عكس تلك الفترة، فإن البيانات لا تساعد حقاً.. لقد كانت الأرقام التي شهدناها حتى الآن هذا الشهر جيدة، وتتماشى تماماً مع توقعات 2024. ولكن هل هذا كافٍ؟".
قال ستيف شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، إنه يتوقع أن يُخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ويرجح عودة "الغرائز العنيفة" إلى الأسواق مع قيام المزيد من المستثمرين بهذا الرهان أيضاً. وقال لتلفزيون بلومبرغ على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي إن توقيت الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة لن يكون واضحاً، مما سيخلق "حالةً من الحيرة" بين المستثمرين.
مسار متقلب
وبعد تسجيله أفضل سلسلة مكاسب له منذ عقدين، توقف مؤشر "إس آند بي 500" عن الصعود في بداية تعاملات العام الحالي، مع بقاء سجل إغلاقه التاريخي الذي تم تسجيله قبل عامين بعيد المنال. لكن المقياس الفني الذي يقيس الزخم لشراء أو بيع الأسهم يشير إلى أن المراهنين على صعود السوق ما زالوا يتدخلون لشراء الأسهم.
يشير مؤشر خط الاتجاه "دي في إيه إن" (DVAN)، وهو تحليل تباين خاص يقيس ضغط الشراء أو البيع، إلى سلسلة شراء منذ أن وصل مؤشر "إس آند بي 500" إلى القاع في أواخر أكتوبر، كما واصل المستثمرون اختطاف الأسهم في عدة جلسات تداول بالأسبوع الماضي حتى قرع جرس الإغلاق.
يرى دان وانتروبسكي، من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott)، أنه رغم استقرار الأسواق بعد الضعف الأخير، إلا أنه لا يزال من المتوقع أن تمر السوق بـ"مسار متقلب". وأضاف :"هناك العديد من العوامل الداخلية/الفنية المتضاربة في السوق التي تظهر على الرسوم البيانية في الوقت الحالي، والتي من شأنها أن تؤدي إلى مسار متقلب ومحدود النطاق على المدى القريب".
بعد تعثرهم في بداية العام الماضي، ركز مديرو الصناديق على أسهم التكنولوجيا، لدرجة ظهور تحذيرات من أن مؤشر "ناسداك 100" يبدو أكثر عرضة لانسحاب المستثمرين.
صناديق التحوط تراهن على أسهم التكنولوجيا
تحتفظ صناديق التحوط بأعلى مستوى من صافي المراكز الشرائية في عقود مؤشر "ناسداك 100" الآجلة منذ ما يقرب من سبع سنوات، وفقاً لتحليل "سوسيتيه جنرال" المرجح لبيانات العقود الآجلة للمؤشر والعقود الإلكترونية المصغرة المقدمة من لجنة تداول عقود السلع الآجلة.
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع لمديري الصناديق العالمية أجراه "بنك أوف أميركا" هذا الشهر أن سياسة التداول التي تشهد أكبر إقبال عليها هي شراء أسهم "العظماء السبعة" وغيرها من أسهم النمو المرتبطة بالتكنولوجيا كوسيلة للاستفادة من آفاق تحول الاحتياطي الفيدرالي لتيسير سياسته النقدية.
يقول مات مالي، من "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co)، إنه رغم قلقه بشأن عودة "التحرك العرضي في نطاق ضيق"، إلا أن هناك بعض الأمل في إمكانية زيادة النطاق.
وأشار مالي إلى أن أنباء صناعة الرقائق "صعودية بالتأكيد"، وأضاف: "إذا كان من الممكن أن تتسبب في تحرك كبير ومستدام فوق أعلى مستوياتها في أواخر عام 2023، فسيكون ذلك أمراً من شأنه أن يدفع سوق الأسهم للأعلى في المستقبل".
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.9% في 4 مساءً بتوقيت نيويورك
- صعد مؤشر "ناسداك 100" 1.5%
- تراجع سعر "بتكوين" بنسبة 4.2% إلى 40850.5 دولار
- ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.8%إلى 2022.08 دولار للأوقية