بلومبرغ
يستعد المستثمرون للعودة إلى استراتيجيات مواجهة جهود التدخلات الجديدة التي سيبذلها المسؤولون من أجل حماية عملات بلادهم في ظل ارتفاع قيمة الدولار الأميركي.
أصدر البنك المركزي التايواني بياناً نادراً هذا الأسبوع لتهدئة المستثمرين بعد أن قلصت الصناديق العالمية حيازاتها من أسهم الجزيرة وتراجعت العملة المحلية. من جهة أخرى، صرح مسؤول كوري جنوبي للصحفيين يوم الأربعاء بأن ضعف الوون مبالغ فيه، فيما عزز البنك المركزي الصيني دعمه لعملته من خلال نظام التثبيت اليومي. كما تتزايد التكهنات بأن الدور القادم سيكون على الين الياباني.
قال كايل رودا، المحلل لدى شركة "كابيتال دوت كوم" (Capital.com) في ملبورن، إن "الخوف من زيادة التدخل في الأسواق مبرر. وربما تغاضى صُناع السياسات عن الأمر واعتبروا أن مهمتهم أُنجزت العام الماضي، لكن الدولار القوي أدى إلى عودة المخاوف بشأن العملة من جديد، وقد تتفاقم التقلبات نتيجة استثمارات المضاربين".
قفز مؤشر بلومبرغ للدولار بنحو 2% هذا العام، مع ارتفاع قيمة العملة أمام جميع نظرائها من العملات الرئيسية، حيث قلص المستثمرون رهاناتهم على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. وعلى الرغم من أن صعود العملة الأميركية لم يتحول بعد إلى ارتفاع ممتد كما كان الحال في العام الماضي، فإن الزيادة الأخيرة تمثل اختباراً واقعياً للمستثمرين الذين يراهنون على ضعف الدولار، وللسلطات التي تأمل في التقاط الأنفاس.
مخاطر ارتفاع الدولار في آسيا
تتجلى المخاطر بشكل خاص في آسيا، وهي موطن العملتين الرئيسيتين اللتين كانتا الأسوأ أداءً في العالم أمام العملة الخضراء. فقد انخفض الين بأكثر من 4% هذا العام، مما أثار مخاوف بشأن تدخل وشيك للحكومة مع اقترابه من مستوى 150 يناً مقابل الدولار. كما انخفض الوون إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر، بينما هبط الدولار التايواني بنحو 1.5% هذا الأسبوع فقط.
قالت ليمون تشانغ، المحللة لدى بنك "باركليز" في سنغافورة: "نتوقع أن يعمل بنك كوريا وبنك الشعب الصيني على تهدئة تقلبات السوق". وأوضحت أن البنك المركزي الكوري ربما يتخذ إجراءات أقوى، مما يعني اتساع نطاق حركة تداول الدولار مقابل الوون في نهاية المطاف.
ربما تواجه الدول التي تعاني من عجز في الحساب الجاري والميزانية العامة، مثل الهند وإندونيسيا، صعوبة في دعم عملاتها إذا استمر الدولار في الارتفاع، بحسب "كيه بي كوكمين بنك" (KB Kookmin Bank).
وقال مون جونغهيو، الاقتصادي لدى البنك في سيؤول، إن الدول التي لديها قدرات مالية أعلى، مثل كوريا الجنوبية واليابان، يرجح أن تبادر بالتدخل قبل غيرها، موضحاً أنه "من حيث التقلب، كانت حركة الوون أشد الحركات درامية مؤخراً"، مما يجعله واحداً من أكثر العملات عرضة لتدخل الحكومة.