بلومبرغ
اكتسبت الأسهم الأميركية والسندات زخماً هذا الأسبوع بعد أن ألمح جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن مسيرة البنك المركزي الأجرأ لرفع أسعار الفائدة تقترب من نهايتها.
حافظ البنك المركزي الأميركي على سعر الفائدة القياسي عند مستواه دون تغيير مع تخلي صناع السياسة النقدية عن مواصلة رفع أسعار الفائدة، وبدلاً من ذلك وضعوا تصوراً لخفض أسعار الفائدة 3 مرات العام المقبل. أغلق مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) تعاملات الجمعة عند أعلى مستوى له على الإطلاق للمرة الأولى منذ عامين. وسجل كل من مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500)، ونظيره المليء بأسهم التقنية سلسلة صعود متواصلة لمدة سبعة أسابيع على خلفية تحول الاحتياطي الفيدرالي.
حتى تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز -الذي صرح لشبكة "سي إن بي سي" يوم الجمعة أنه من "السابق لأوانه" للتفكير في خفض أسعار الفائدة في مارس- فشلت في كبح ارتفاع الإقبال على المخاطرة.
أنهى مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) تعاملات الجمعة دون تغيير، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%. وتباين أداء سندات الخزانة الأميركية.
قال كريشنا جوها، نائب رئيس مجلس إدارة "إيفرسكور" (Evercore): "إننا نعتبر تعليقاته بمثابة محاولة توجيه إلى مسار أبطأ لخفض أسعار الفائدة على مدار عدة سنوات، كما أنها تُعتبر بمثابة تحدٍّ لرهانات السوق القوية على إجراء أول خفض في مارس". يتوقع جوها أن يُقر أول خفض لسعر الفائدة في مايو أو يونيو.
وقال رافائيل بوستيتش رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا في تصريحات لـ"رويترز" إنه كان يرجح إجراء تخفيضين لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في النصف الثاني من 2024. ويتطلع تجار مقايضات أسعار الفائدة إلى خفض المعدلات بما يصل إلى ست مرات العام المقبل.
باول: توقعات اللجنة الفيدرالية لخفض الفائدة ليست قراراً
كتب توم إيساي، مؤسس نشرة "ذا سيفنز ريبورت" (The Sevens Report) الإخبارية، "ارتفع مؤشر (إس آند بي 500) بأكثر من 10% في أقل من شهرين، لذا هناك حاجة لحدوث بعض الاستيعاب لهذا الارتفاع.. ومن المرجح أن يحدث ذلك على المدى القريب، خاصة إذا قمع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي حماس السوق في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين".
ارتفع سعر الدولار بعد هبوط استمر ثلاثة أيام. انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات -وهو المعيار لكل شيء من الرهون العقارية إلى ديون الشركات- إلى أقل من 4% للمرة الأولى منذ أغسطس. وبلغ المعدل على الأوراق المالية لأجل عامين 4.45%.
وضع جديد للسندات
كتبت كارول شليف، كبيرة مسؤولي الاستثمار لدى "بي إم أو فاميلي أوفيس" (BMO Family Office): "لقد كانت عوائد السندات متقلبة بشكل ملحوظ هذا العام في ظل محاولة المشاركين بالسوق تحديد الوضع الطبيعي الجديد لأسعار الفائدة.. نتوقع أن يتراوح الوضع الطبيعي الجديد على المدى الطويل لعائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بين 4% و4.5%".
ومع اقتراب الأسبوع من نهايته، يتعين على المتداولين أيضاً التعامل مع أكبر نهاية آجال فصلية للخيارات والعقود الآجلة لهذا العام وقدرتها على إثارة التقلبات. يحين اليوم أجل عدد مذهل من العقود المرتبطة بالأسهم والمؤشرات بقيمة 5.4 تريليون دولار، وفقاً لتقدير روكي فيشمان، مؤسس شركة تحليل المشتقات "أسيم 500" (Asym 500).
وحتى مع تخفيف ويليامز بعض الحماس في السوق، كانت لهجة الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع أكثر تساهلاً من تلك التي اتبعها أقرانه الأوروبيون. قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ماديس مولر يوم الجمعة إن الأسواق تسابق نفسها في المراهنة على أن المركزي الأوروبي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بالنصف الأول من العام المقبل. وقالت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم الخميس إن البنك لم يناقش تخفيضات أسعار الفائدة على الإطلاق.
"المركزي الأوروبي" يبقي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثانية
وكتب إيبيك أوزكاردسكايا، أحد كبار المحللين في "سويسكوت" (Swissquote)، في مذكرة للعملاء: "التناقض بين الاقتصاد الأميركي القوي الذي يتبنى موقفاً متساهلاً، والاقتصادات الأوروبية المتعثرة التي تتمسك بموقف متشدد، يعطي الانطباع بأن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام".
أداء أبرز المؤشرات:
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.5% في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك.
- استقر مؤشر "إس آند بي 500" عند نفس مستوى الإغلاق السابق.
- مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.2%.
- ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%.
- انخفض سعر "بتكوين" 1.7% إلى 42,242.83 دولار.
- تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2,018.37 دولار للأوقية.