بلومبرغ
تحوّلت صناديق التحوط للرهان على صعود الدولار للمرة الأولى منذ مارس، مع تزايد التكهنات بأن صنّاع السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقون على ميلهم نحو التشديد النقدي عندما يجتمعون هذا الأسبوع.
أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن الصناديق ذات الرافعة المالية (القائمة على الاقتراض) والكيانات الرئيسية الأخرى، احتفظت بما إجماليه 18 ألف مركز شراء (دائن) للدولار عبر ثمانية نظراء رئيسيين في الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر، مقابل 25175 مركز بيع (مدين) في الأسبوع السابق.
تراجع شراء اليورو
وهذا التحول مدفوع بأكبر انخفاض في مراكز شراء اليورو منذ يناير، إذ يراهن المتعاملون على أن البنك المركزي الأوروبي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة.
كتب وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات في "براون براذرز هاريمان آند كو (Brown Brothers Harriman & Co) في نيويورك، في مذكرة للعملاء: "مع بقاء البيانات الأميركية قوية نسبياً، نعتقد أن ارتفاع الدولار سيستمر".
وأضاف: "نتوقع موقفاً متشدداً من مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، ما يترك الباب مفتوحاً لمزيد من التشديد. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تسير جميع البنوك المركزية الرئيسية الأخرى التي تجتمع هذا الأسبوع على خطى البنك المركزي الأوروبي، وترفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، مع الإشارة إلى اقتراب الذروة (الرفع)".
اقرأ أيضاً: صناديق تحوّط تحذر من الرهان على انخفاض الدولار الأميركي
بات المستثمرون أكثر إيجابية تجاه الدولار على مدى الأسابيع السبعة الماضية بعد أن احتفظوا بأكبر صافي مراكز بيع للعملة الأميركية منذ أكثر من عامين في نهاية يوليو. حدث هذا التحول فيما عزز الاقتصاد الأميركي المرن احتمال التزام مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بتوقعاتهم لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى على الأقل هذا العام، ودفع المتعاملين إلى تقليص رهاناتهم على التخفيضات الحادة في 2024.
توقعات بتثبيت الفائدة الأميركية
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي الأميركي السياسة النقدية من دون تغيير يوم الأربعاء، وينصب التركيز بشكل أكبر على ما يسمى بالمخطط البياني النقطي الذي يحدد توجيهات أسعار الفائدة للسنوات القادمة.
شركة "نيوتون إنفستمنت مانجمنت" ( Newton Investment Management) من بين المستثمرين الذين تحولوا إلى الرهان على صعود الدولار في الأشهر القليلة الماضية. قال تريفور هولدر، مدير الأموال في "نيوتن إنفستمنت" في لندن، في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي: "لقد تحولنا إلى شراء الدولار بسبب فوارق النمو".