بلومبرغ
يتجه اليورو لأطول سلسلة مكاسب مقابل الدولار منذ 2004، في ظل رهان المستثمرين على قرب إنهاء الاحتياطي الفيدرالي حملة رفع أسعار الفائدة.
ارتفعت العملة المشتركة بنحو 0.4% لتبلغ 1.1276 دولار اليوم الثلاثاء، وتواصل سلسلة مكاسبها لليوم التاسع، مسجلة أعلى مستوياتها منذ فبراير 2022. قفز زوج اليورو-دولار 4% في أقل من أسبوعين، ليبلغ ارتفاعه منذ بداية العام حتى الآن 5.1%.
يبيع المستثمرون العملة الخضراء في ظل التوقعات بأن ينهي الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد النقدي قريباً إذ يُنظر إلى رفع يوليو باعتباره الزيادة الأخيرة. تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري إلى أدنى مستوياته خلال 15 شهراً الأسبوع الماضي، بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية انخفاض معدل التضخم بشكل أكبر من المتوقع، ما تسبب في تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية.
عوامل داعمة لليورو
قال روبرتو كوبو جارسيا، مدير استراتيجية أسعار صرف عملات مجموعة العشر دول لدى مصرف "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" في مدريد: "يستمر الفارق في عائدات السندات لأجل عامين في التحرك لصالح اليورو. التغير في العائدات، إلى جانب رضا الأسواق، والتطور الإيجابي لسوق الأسهم يساعد على تفسير الاتجاه المتفائل لسعر صرف اليورو مقابل الدولار".
قال فالنتين مارينوف، مدير استراتيجية وبحوث أسعار صرف عملات مجموعة العشر دول لدى "كريدي أجريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB)، إن مكاسب اليورو في الآونة الأخيرة قد تكون مدعومة بشراء الشركات للعملة، إذ بلغت وتيرة مشتريات الشركات أعلى مستوياتها في شهر.
صعود قد لا يدوم
لكن عند المستويات الحالية، يقول بعض الخبراء إن الصعود قد لا يستمر لفترة طويلة. فبينما ما تزال أسواق النقد تتوقع رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرتين بمقدار ربع نقطة مئوية، فالرسائل الأحدث الصادرة من البنك تعطي إشارات مطمئنة.
قال عضو مجلس إدارة "المركزي الأوروبي"، كلاس كنوت، يوم الثلاثاء إن استمرار التشديد النقدي بعد اجتماع الأسبوع المقبل ليس مؤكداً، مشيراً إلى احتمال وقف المسؤولين سلسلة رفع أسعار الفائدة غير المسبوقة مؤقتاً.
يُعد اليورو قرب أعلى مستوياته، بحسب جيوف يو، كبير المحللين الاستراتيجيين لأسعار الصرف لدى "بنك أوف نيويورك ميللون"، الذي أضاف: "إذا نظرت إلى جوانب محددة باليورو، سيصعب أن ترى أي أمر إيجابي في اليورو بخلاف تعديلات المراكز الاستثمارية".
التشبع الشرائي
أما من الناحية الفنية، فقد بلغ اليورو مرحلة التشبع الشرائي بعد ارتفاعه بأكثر من 18% منذ بلوغه أدنى مستوياته في سبتمبر عندما انخفضت قيمته إلى أقل من الدولار. كما أنه يبلغ حالياً مستويات توحي بتراجع وشيك.
مع ذلك، تشير مؤشرات عقود الخيارات إلى مزيد من المكاسب، مع بلوغ التفاؤل بصعود اليورو في المدى القصير إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2022، بينما تقترب الرهانات على عقود الخيارات لأجل شهر من التحول للصعود للمرة الأولى في 17 شهراً.
كما أن صناديق التحوط متفائلة أيضاً، إذ زادت تعرضها على عقود الخيارات التي ستربح إذا ارتفع سعر اليورو إلى 1.15 دولار خلال الشهر إلى الثلاثة أشهر المقبلة، حسب المضاربين في أسعار الصرف المطلعين على المعاملات والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين للحديث علناً.