بلومبرغ
انتعشت الأسهم الصينية على نحو حاد، إذ ساعد التفاؤل بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي سيوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً في يونيو على عودة الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين.
ارتفع مؤشر "هانغ سينغ انتربرايزيز" (Hang Seng China Enterprises) بنسبة 4.3%، وهو أكبر ارتفاع في ثلاثة أشهر، بقيادة شركات العقارات والتكنولوجيا. مؤشر "هانغ سينغ تك" (Hang Seng Tech)، الذي يضم أسهم شركات أغلبها تستفيد عادةً من انخفاض معدل الفائدة في الولايات المتحدة، أضاف ما يصل إلى 4.9%.
يأتي الارتفاع بعد أسابيع من عمليات البيع التي شهدت دخول مؤشر "هانغ سينغ انتربرايزيز" في سوق هابطة على خلفية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، وتزايد التوترات الصينية الأميركية.
وبينما ما تزال معظم المخاوف بشأن الصين قائمة؛ تحولت المعنويات إلى الأفضل، إذ أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أنَّهم يخططون للحفاظ على استقرار أسعار الفائدة في يونيو. كانت المؤشرات الرئيسية تحوم بالقرب من مستويات ذروة البيع، مما يشير إلى أنَّ الوقت قد حان لبعض عمليات الشراء عند الانخفاض.
"ساعد التوقف المؤقت المحتمل لبنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة في اجتماع يونيو المقبل إلى تعزيز المعنويات لأسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ اليوم، وخفف بعض الضغط على تراجع قيمة اليوان"، وفق ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي في "يو أو بي كاي هان هونغ كونغ" (UOB Kay Hian Hong Kong).
اقرأ أيضاً: تباطؤ نشاط التصنيع بالصين يتفاقم ويزيد المخاوف بشأن الانتعاش
تتجه الأسهم الصينية إلى حد كبير نحو الانخفاض منذ أن هدأت موجة إعادة الافتتاح في نهاية يناير. ثبت أنَّ الرهانات على الارتداد القريب بعيدة المنال، وينتظر المستثمرون الآن معرفة ما إذا كانت مكاسب يوم الجمعة مستدامة. أظهرت أحدث البيانات حول التصنيع والخدمات أنَّ الاقتصاد يتأرجح، في حين أدى ضعف اليوان إلى تسارع التدفقات الخارجة.
خفّض الخبراء الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" مستهدف مؤشر "إم إس سي أي" للأسهم الصينية إلى 70 من 80، بعد أن قلّصوا تقديرات الأرباح والتوقُّعات بأداء أقوى للدولار مقابل اليوان. لكنَّهم احتفظوا بتوصيات زيادة وزن الأسهم في المحافظ، وأشاروا إلى أنَّهم وضعوا مخاوف المستثمرين في الحسبان.
في البر الرئيسي، ارتفع مؤشر "سي إس أي 300" بما يصل إلى 1.4%. ضخ الأجانب 8 مليارات يوان (1.1 مليار دولار) في أسهم البر الرئيسي حتى منتصف يوم الجمعة عبر آلية الترابط مع هونغ كونغ، لتصبح على مسار تحقيق أكبر صافي تدفق منذ فبراير.
ينتظر المستثمرون بيانات جديدة في الأسابيع المقبلة حول التضخم والائتمان لقياس صحة الاقتصاد.
وقال ديكي وونج، مدير الأبحاث في "كينغستون سيكيورتيز" (Kingston Securities) إنَّ الانتعاش الاقتصادي في الصين ومعدل بطالة الشباب مرتفعان للغاية، كما "يبدو أنَّ هدف الناتج المحلي الإجمالي البالغ 5% بعيد المنال بشكل متزايد".