سوق السندات العالمية تستعد لمخاطر كبرى بعد فترة من الازدهار

العائد الإجمالي خلال الفترة من يناير إلى مارس يعتبر الأفضل منذ 2019

time reading iconدقائق القراءة - 16
مارة يسيرون في شارع وول ستريت قرب بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مارة يسيرون في شارع وول ستريت قرب بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصبح ازدهار السندات معرضاً لخطر النهاية. واختتمت أسواق الائتمان العالمية للتو فصلها الثاني على التوالي من المكاسب مع تكدس المشترين، مراهنةً على أنَّ الولايات المتحدة يمكنها ترويض التضخم مع تجنّب الهبوط الحاد في الوقت نفسه. تأتي أفضل مكاسب لفصل أول منذ 2019 في أعقاب أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة للسندات العالية الجودة، غير أنَّ بقية 2023 تحمل في طياتها مصاعب وتحديات متزايدة على ما يبدو.

أثارت الأزمة التي أطاحت بمصرف "سيليكون فالي بنك" ومجموعة "كريدي سويس" مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي ترتفع فيه احتمالات الركود بينما يظل التضخم مرتفعاً بعناد.

في غضون ذلك، تزيد السياسة النقدية الأكثر تشدداً الضغط على الشركات الأكثر عرضة للخطر من خلال رفع تكاليف الاقتراض.

قال ديفيد كنوتسون، رئيس إدارة منتجات الدخل الثابت بالولايات المتحدة في "شرودرز" (Schroders): من المؤكد أن تؤدي أسرع زيادة في أسعار الفائدة على الإطلاق إلى اضطرابات وقلق وتشوش. السوق غير متأكدة بعد من الذي سيتخلف عن الركب ويفقد موقعه في السباق".

كذلك ستعاني الشركات العالية الجودة إذا ما تراجعت الأُسر، المهتمة بالمستقبل، عن الإنفاق. قال كنوتسون إنَّ ذلك يمكن أن يتسبّب في حلقة من ردود الفعل السلبية بالنسبة للائتمان.

قال جوردون شانون، مدير المحافظ في "توينتي فور أسيت مانجمنت" (TwentyFour Asset Management): "هناك قدر كبير من تقبّل المخاطر الناجمة عن التشديد المالي. فالبنوك تزيد من معايير الإقراض، وتقرض بشكل أقل وبفائدة أعلى، وتطالب بمزيد من الأمان. كل ذلك ينعكس سلباً على الاقتصاد الحقيقي ويعرضه للخطر".

تفاوت وتباين

يتمثل الخبر السار في أنَّ معظم الشركات ذات التصنيف الاستثماري ما تزال تُعتبر في وضع قوي نسبياً في ظل ما لديها من سيولة نقدية كبيرة يمكن أن تدعمها خلال فترة انكماش اقتصادي.

قد يتراجع تصنيف بعض هذه الشركات إلى درجة المضاربة أو غير المرغوب فيها، لكن ليس بنفس الوتيرة التي حدثت أثناء جائحة كورونا، غير أنَّ خصائص المدة الأطول للسندات ذات الدرجة الاستثمارية تعني أنَّ المستثمرين سيستفيدون إذا توقفت دورة رفع الفائدة أو تحوّلت للانخفاض.

قال تود شوبرت، رئيس أبحاث الدخل الثابت في بنك سنغافورة: "نظراً لتزامن التقلبات المتزايدة المستمرة، والانخفاض المحتمل في المعدلات (الفائدة)، وانحدار المنحنى خلال الفترة المتبقية من العام؛ فإنَّنا نفضل الحصول على درجة الاستثمار الآسيوي".

لكنَّ الضغط يتزايد على الشركات ذات التصنيف "غير المرغوب فيه"، التي تضطر إلى جمع التمويل بأسعار فائدة أعلى، حتى مع تباطؤ الأرباح. وقفزت العلاوة التي يتعين على الشركات ذات التصنيف الأدنى دفعها لإصدار ديون جديدة مقارنة بالدرجة المرتفعة في مارس.

قالت أماندا لينام، رئيسة أبحاث الائتمان الكلي في "بلاك روك" (Black Rock)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الخميس: "نشهد بالفعل علامات كامنة على ارتفاع مستويات الضغط في سوق الائتمان. تشير السوق إلى أنَّ هناك مخاوف الآن تتركز إلى حد بعيد في الطرف المنخفض الجودة من مقياس الطيف".

أشارت "لينام" إلى أنَّ "بلاك روك" يتوخى الحذر بشأن شركات من قطاعات مثل التجزئة والمطاعم والرعاية الصحية، والتي لديها تكاليف متغيرة عالية وقوة تسعير محدودة. في غضون ذلك؛ ارتفع حجم السندات والقروض المتعثرة في الأميركتين، كما تعلن الشركات إفلاسها بأسرع وتيرة منذ عام 2009.

ماذا سنشاهد في الأيام المقبلة:

  • كان من المتوقَّع أن تعلن مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب" دخولها في اتفاقية دعم إعادة الهيكلة مع مجموعة كبيرة من حاملي السندات بالدولار. وقالت شركة التطوير العقاري في بيان الأسبوع الماضي إنَّها تتوقَّع حدوث ذلك بنهاية مارس.
  • تتوقَّع مكاتب النقابة، وهي فرق مسؤولة عن الأبحاث والتسويق والتسعير الخاصة بالسندات أو القروض أو الأسهم للشركات، أن تبلغ مبيعات الديون الأميركية الجديدة العالية الجودة نحو 15 مليار دولار قبل عطلة الجمعة العظيمة. وشهد الأسبوع الماضي مبيعات بنحو 24 مليار دولار، متجاوزة الحد الأقصى للتوقُّعات.
  • من المتوقَّع أن يظهر تقرير الوظائف في الولايات المتحدة أنَّ عملية التوظيف تتباطأ، لكنَّها ما تزال سريعة جداً، مما يحول دون راحة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
  • ستكون بيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية بمنطقة اليورو مؤشراً رئيسياً وسط اضطرابات القطاع المصرفي وارتفاع أسعار الفائدة.

في أماكن أخرى:

  • برغم كل ما صدر عن الهيئات المنظمة للقطاع المصرفي والساسة من كلمات تبعث على الاطمئنان والهدوء؛ فإنَّ الشطب المثير للجدل لديون "كريدي سويس" المحفوفة بالمخاطر سبَّب تداعيات كبيرة على سوق سندات المستوى الأول الإضافية البالغة 256 مليار دولار. وظلت العوائد قرب مستويات قياسية وسط مخاوف متزايدة من أن تخرج البنوك عن العرف السائد بالتوقف عن إعادة شراء هذه الأوراق المالية، مما يترك المستثمرين عالقين في الديون.
  • يُعد "جيه بي مورغان تشيس أند كو" و"غولدمان ساكس" و"باركليز" من البنوك الكبرى التي تتطلع إلى بدء تداول قروض الائتمان الخاصة، بينما تسعى إلى دخول إلى عالم الإقراض المباشر المربح. وإذا نجحت هذه الخطوة، فقد ينتهي بها الأمر إلى إعادة تشكيل سوق الشراء والاحتفاظ إلى حد بعيد.
  • أطلقت شركة العقارات الألمانية "أراوند تاون" (Aroundtown) عرضاً مخفضاً لإعادة شراء السندات - وعلقت توزيعات أرباحها- وسط تقلبات عنيفة في سعر سهمها مع قلق المستثمرين من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الشركات العقارية الأوروبية الشديدة الاستدانة. وتتطلع الشركة إلى إعادة شراء ما تصل قيمته إلى 400 مليون يورو (434 مليون دولار) من سنداتها مقابل 71 إلى 83 سنتاً، وهو سعر يشير عادةً إلى وقوع الائتمان في مأزق.
  • في تغيير حاد للمسار، دفعت شركة التطوير العقاري الصينية "سينو-أوشن غروب" (Sino-Ocean Group) المدعومة من الدولة كوبون سند دائم بالدولار بعد أن أدى قرار سابق بتأجيل السداد إلى انخفاض سنداتها الخارجية إلى مستويات متدنية. وحققت السندات مكاسب قياسية في رد فعل على خطوة السداد، مما أدى إلى ارتفاع السوق الصينية ذات العائد المرتفع.
  • وضعت "سوناك تشاينا هولدينغز" (Sunac China Holdings)، التي كانت ذات يوم ضمن أكبر خمسة مطورين عقاريين في الصين، تفاصيل خطة إعادة هيكلة الديون بعد 10 أشهر من التخلف عن السداد. سيحصل المشترون على ديون جديدة تُستحق خلال سنتين إلى تسع سنوات، مع القدرة على مبادلة الديون بأسهم كيانات مدرجة.
  • التقى المسؤولون التنفيذيون في "أداني غروب" بمستثمرين أميركيين في إطار خطط لتسويق سندات خاصة لبعض شركات المجموعة. كانت الاجتماعات جزءاً من حملة ترويجية عالمية وصلت إلى مدن أميركية منها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، حيث يسعى مالكها غوتام أداني لطمأنة المستثمرين الدوليين بأنَّ الشؤون المالية لإمبراطورية أعماله الممتدة من الموانئ إلى الكهرباء تحت السيطرة.
  • تدرس شركة "فيدانتا ريسورسز" (Vedanta Resources) خياراتها، بما في ذلك بيع حصة أقلية في "فيدانتا" سعياً لتقليص عبء الديون الهائل الذي ترزح تحته إمبراطورية تجارة السلع. كما أنَّ لديها نحو ملياري دولار من السندات يتعين تسويتها في 2024، ونصفها مستحق في يناير.
تصنيفات

قصص قد تهمك