النرويج تزيد إنتاجها النفطي من بحر الشمال تأكيداً على أهميتها لأمن الطاقة في أوروبا

حقل "سفيردروب" النفطي سيغطي قريباً ما بين 6% و7% من إجمالي الطلب الأوروبي على النفط

time reading iconدقائق القراءة - 14
منصة \"إيكوينور\" البحرية للتنقيب عن النفط في حقل \"يوهان سفيردروب\" في بحر الشمال، النرويج - المصدر: بلومبرغ
منصة "إيكوينور" البحرية للتنقيب عن النفط في حقل "يوهان سفيردروب" في بحر الشمال، النرويج - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعرض شاشات إلكترونية معلّقة على أحد جدران غرفة التحكم بحقل "يوهان سفيردروب" النفطي التابع لشركة "إيكوينور" (Equinor) في بحر الشمال حصيلة إنتاج النرويج اليومي من النفط، التي تعتبر مقياساً لمدى أهمية النرويج بالنسبة إلى أمن الطاقة في أوروبا.

بلغ معدل إنتاج النرويج من النفط حوالي 720 ألف برميل يومياً، و"بحلول نهاية الشهر الجاري، أو ربما قبل ذلك، سيكون هناك اختبار لمستوى الإنتاج لمعرفة ما إذا كان بالإمكان زيادته إلى 755 ألف برميل من النفط يومياً"، بحسب ما قال كجيتيل هوف، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "إيكوينور " لعمليات التنقيب والإنتاج في النرويج خلال زيارته إلى المنصة.

أضاف هوف: "في هذه الحالة، سيغطي حقل (سفيردروب) النرويجي ما بين 6% و7% من إجمالي الطلب على النفط في أوروبا".

أهمية إمدادات النرويج النفطية

لم تكن إمدادات النرويج النفطية على هذا القدر من الأهمية بالنسبة إلى أوروبا حتى غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا قبل عام تقريباً، حيث أصبحت البلاد أكبر مورد للغاز الطبيعي في القارة، وضخّت رقماً قياسياً بلغ 122 مليار متر مكعب في عام 2022 عبر أكثر من 8 آلاف كيلومتر من الأنابيب تحت سطح البحر. وتشير التقديرات إلى أنَّ حقل "يوهان سفيردروب"، الذي بدأ إنتاج النفط في أواخر عام 2019، يحتوي على 2.7 مليار برميل من النفط المكافئ، مما يجعله أكبر حقل نفطي في القارة.

قال وزير البترول والطاقة النرويجي تيري آسلاند خلال زيارته للمنصة البحرية احتفاءً بالافتتاح الرسمي لمرحلتها الثانية: "مع تحوّل أمن الطاقة إلى قضية محورية في ظل الحرب الراهنة في أوروبا؛ تظهر الأهمية الكبرى التي تتمتع بها النرويج كمصدر طاقة يمكن التنبؤ به والاعتماد عليه، سواء للعالم أو لأوروبا التي تحتاج إلى إمدادات النرويج فعلاً".

حقل "يوهان سفيردروب"

يُعتبر "يوهان سفيردروب" أحدث حقل نفطي رئيسي في النرويج، حيث يوفر لـ430 عاملاً وعاملة يعملون فيه مستوى عالياً من الراحة بالنسبة إلى موقع يبعد 160 كيلومتراً في عمق البحر. تجمّع موظفو "إيكوينور" لسماع خطاب آسلاند في غرفة تشبه قاعة الفندق التي تحتوي على مجموعة من الكراسي الجلدية الناعمة، ورقعة شطرنج، وجرار زجاجية مليئة بالحلوى. وفي أسفل الغرفة، هناك درج يؤدي إلى غرفة الطعام، حيث تجد بيانو بحجم كبير على الجانب الآخر.

نظرة سريعة من خلال نوافذ الغرفة تُذكّر بسبب وجود كل هذه الميزات؛ منظر واضح لبحر الشمال، تنتشر فيه حفارات النفط وسفن الدعم.

قال آسلاند: "إنَّ ما يحدث هنا هو أمر بالغ الأهمية". عندما يصل حقل "يوهان سفيردروب" إلى طاقته الإنتاجية الكاملة، "فإنَّ كل برميل ثالث من النفط النرويجي سيُنتج من هذا الحقل".

خفض انبعاثات الكربون

تُعتبر المنصة كبيرة جداً، بحيث ينتقل العمال من أحد طرفيها إلى الطرف الآخر باستخدام دراجات ثلاثية العجلات، ويقطعون مسافة 1 كيلومتر (ما يعادل 3281 قدماً) عبر ممرات مغلقة تربط أقسامها الخمسة المتباعدة عن بعضها. الرحلة إلى هذه المنصة أكثر هدوءاً من معظم المنصات البحرية الأخرى، لأنَّ حقل "يوهان سفيردروب" يستمد الكهرباء من الشاطئ عبر الكابلات البحرية، بدلاً من تشغيل المولدات الكهربائية الصاخبة داخل حدود المنشأة.

تُعتبر هذه الطريقة في توفير الطاقة الكهربائية للمحطة جزءاً أساسياً من جهود النرويج الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن قطاع النفط والغاز. وأشار هوف إلى أنَّ اعتماد الطاقة الكهرومائية لتوليد الكهرباء على الأرض، سيسهم في خفض انبعاثات حقل "يوهان سفيردروب" السنوية بحوالي 1.2 مليون طن متري عن تلك الناجمة عن إحراق الغاز الطبيعي لتشغيل مولدات الكهرباء على متن المنشأة، أي ما يعادل 2.5% تقريباً من إجمالي انبعاثات النرويج في عام 2021.

قال كارل جوني هيرسفيك، الرئيس التنفيذي لشركة "أكير بي بي" (Aker BP): "هذا أمر جيد للجرف القاري النرويجي بأكمله، ولكل النرويج". تمتلك شركته حصة 32% في حقل "يوهان سفيردروب". ومن بين الشركات الأخرى المشاركة في هذا المجال "بيتورو" (Petoro) و"توتال إنرجيز" (TotalEnergies) في النرويج.

المزيد من الاستثمارات

تسعى "إيكوينور" وشركاؤها إلى استمرار إنتاج الحقل لـ50 عاماً، مع مرحلة ثالثة يُتوقَّع لها أن تطيل فترة مستوى الإنتاج المستقر. لن تترك الشركة "براميل قيمة وراءها" حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إلى استثمار محافظها في مصادر الطاقة النظيفة وخفض انبعاثاتها من الكربون، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي أندرس أوبيدال الأسبوع الماضي، إذ أضاف: "نمتلك خبرة عشرين عاماً من المصادر في تاريخنا. وسنواصل تطويرها".

في العام الماضي، تلقت إدارة آسلاند خططاً لتطوير حقول النفط والغاز التي تمثل 30 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة. تولّد هذه الصناعة "القيمة والنشاط، والأهم يتمثل في إمدادات الطاقة إلى أوروبا عندما تكون في أمس الحاجة إليها".

تصنيفات

قصص قد تهمك