بلومبرغ
ارتفعت صادرات النفط الإيرانية، ما يوفر بعض الطمأنة لكل من طهران والسوق العالمية، التي تخشى من احتمالية تأثر الإمدادات الروسية بالعقوبات المفروضة على موسكو. ويتجه القسم الأكبر من هذه الشحنات إلى الصين.
قفزت صادرات إيران من النفط لتصل إلى نحو 1.3 مليون برميل يومياً في نوفمبر، لتستقر الشهر الماضي بالقرب من أعلى مستوياتها في أربع سنوات، وفقاً للبيانات الصادرة عن شركتي "فورتيكسا" (Vortexa) و"كبلير" (Kpler)، لإصدار البيانات والتحليلات المتعلقة بالشحن.
توفر هذه الزيادة دعماً للأسواق العالمية حيث تهدد العقوبات المفروضة على موسكو بتقييد إمدادات واحدة من الدول المنتجة الرئيسية للنفط. تُعتبر الصورة أكثر تعقيداً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها– الذين يريدون أسعار نفط أقل، لكنهم في الوقت نفسه يسعون أيضاً إلى حظر الصادرات الإيرانية، في إطار تقييد برنامج طهران النووي.
ويبدو أن زيادة الصادرات ترتبط بدرجة كبيرة بالصين، أكبر مستورد للنفط في العالم بفضل الشحنات القادمة من ماليزيا. حيث قفزت واردات بكين من الدولة الآسيوية لتصل إلى مستوى قياسي في ديسمبر، وفقاً لما أظهرته أرقام إدارة الجمارك الصينية.
لا تُعتبر صادرات النفط الماليزية بهذا الحجم الكبير إلى الصين مجدية. حيث بلغت نحو ثلاثة أضعاف متوسط إنتاج النفط الخام اليومي من الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2022. كما تجاوزت الشحنات، تدفقات العراق والإمارات، الدولتين العضوتين في "أوبك".
قال أرمين عزيزان، المحلل في "فورتيكسا"، في تقرير: "قفزت الواردات الصينية من النفط الخام من إيران لتسجل مستوى قياسياً جديداً في الشهر الأخير من 2022".
لم ترد الإدارة العامة للجمارك الصينية على الفاكس الذي تم إرساله على الفور.
لطالما كانت المياه الماليزية مركزاً أساسياً لنقل النفط الخام والمنتجات البترولية من ناقلة إلى أخرى، وفي بعض الأحيان يتم إخفاء البلد الأصلي المصدّر للنفط. حيث سبق وأن تم تغيير اسم بلد المصدر للنفط القادم من إيران وفنزويلا إلى ماليزيا وعمان.
وتظهر البيانات الرسمية أن ماليزيا هي ثالث أكبر مورّد للنفط الخام للصين في الشهر الماضي، بعد السعودية وروسيا. وبلغت الشحنات المرسلة من العراق 5.06 مليون طن، في حين بلغت التدفقات من الإمارات 4.95 مليون طن في ديسمبر.
استوردت الصين خلال العام الماضي ما يصل مجموعه إلى 35.7 مليون طن من النفط الخام من ماليزيا، ما يجعل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا سادس أكبر مورّد للنفط، متقدمة على البرازيل، وأعضاء "أوبك" الكويت وأنغولا.
رسمياً، لم تستورد الصين أي شحنات خام من فنزويلا منذ 2019، بينما استوردت النفط من إيران فقط في أربع مناسبات منذ نهاية 2020، وفقاً لبيانات الصادرة عن إدارة الجمارك.