بلومبرغ
كان العام الجاري بالفعل عاماً واقعياً لصانعي الصفقات بعد الانهيار القياسي في 2021، حيث انخفضت قيم الاندماج والاستحواذ بمقدار الثلث تقريباً، وتم إغلاق سوق الاكتتاب العام الأولي فعلياً.
يُعتبر التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والحرب هي الأسباب الرئيسية في تأجيج مخاوف الركود الذي جعل المستثمرين لا يشاركون في السوق، وأضر بتوافر التمويل لإبرام الصفقات. في حين كانت هناك قطاعات تشهد نشاطاً متزايداً، لكن يتطلع المصرفيون والمحامون لحدوث انتعاش في معظم القطاعات والمناطق الرئيسية خلال عام 2023.
تحدثنا إلى كبار صانعي الصفقات للحصول على توقعاتهم للأشهر الـ12 القادمة- حول كل شيء بدءاً من التقييمات الفنية وحتى موعد عودة الاكتتابات العامة. وفيما يلي مجموعة مختارة من الردود:
جيم لانجستون، الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ لدى شركة المحاماة الأميركية "كليري جوتليب ستين وهاملتون" الأميركية
تدفق الصفقات في عام 2023:
"أصبحت الشركات أكثر راحة للعمل في هذه البيئة. في حين لا يوجد يقين كامل بشأن ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، حيث ستظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين أو حيث تتقلب مستويات التوظيف، أعتقد أن هناك صورة أفضل لذلك. نعتقد أن العام المقبل سيكون أكثر نشاطاً مقارنة بهذا العام. جعبة العام المقبل ممتلئة بالتطورات".
براين هوفركت الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ في الولايات المتحدة لدى "غولدمان ساكس"
بشأن قيم الصفقات:
"في العام المقبل، يمكن أن تتطلع بسهولة إلى إتمام صفقات بقيمة 4 تريليونات دولار، نوعاً ما يشبه ما نراه في الوقت الحالي. لكن ما إذا كان المبلغ قد يبلغ 5 تريليونات دولار أو 3 تريليونات دولار، كل هذا يتوقف على حدوث الاستقرار لإعادة إطلاق الكثير من النشاط المتوقف".
كيفين برونر الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ العالمية لدى "بنك أوف أميركا"
القطاع الأكثر نشاطاً في العام المقبل:
"نتوقع أن تستمر التكنولوجيا في الريادة، إذ تم تطوير عدد من الاستراتيجيات الرقمية المختلفة في كل صناعة تقريباً خلال السنوات القليلة الماضية. ولا يقتصر الأمر على استحواذ شركات التكنولوجيا على شركات نظيرة فحسب، بل إن الشركات الاستهلاكية تتحول إلى شركات تكنولوجيا استهلاكية، وتتحول الشركات الصناعية إلى شركات تقنية صناعية. نشهد أنشطة واستثمارات في التكنولوجيا عبر المشهد بأكمله".
سابا نزار الرئيس المشارك العالمي للرعاة الماليين لدى "بنك أوف أميركا"
انتعاش شركات الأسهم الخاصة:
"العامل الرئيسي الذي يجب مراقبته عندما يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى مستوى الذروة. عندما يمكن للمشترين تسعير المخاطر بشكل مناسب بالنسبة لحقوق الملكية (الأسهم) والديون. ستعود السيولة إلى أسواق الائتمان مما يسمح للبنوك الاستثمارية بالتخلص من المخاطر، وتوحيد القروض المعلقة التي تعرقل مراكزها المالية. سيخلق هذا الوضع القدرة على ضمان المعاملات الجديدة. في النصف الأول من العام المقبل، قد نشهد المزيد من صفقات الأقلية، حيث لا يتعين عليك إعادة التمويل ومن ثم قد ينتعش النشاط بشكل كبير اعتباراً من الربع الثالث".
نيك فاولر الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في قسم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "لازارد" ( Lazard Ltd)
ترقب عودة الاكتتابات:
"ننصح في الغالب الشركات المصدرة للأسهم بالانتظار حتى مجيء الوقت المناسب. لا توجد محفزات حقيقية لإعادة فتح سوق الاكتتابات الأولية على نطاق واسع. من الناحية الواقعية، نتوقع أول موجة من عمليات الإدراج خلال النصف الثاني من عام 2023، وبالنسبة لمعظم الشركات، يمكن إرجاء الجدول الزمني للطروحات إلى عام 2024. من بين أمور أخرى، أصبح من الصعب بشكل متزايد على الشركات تحديد إيراداتها أو توقعات الأرباح بشكل مؤكد".
كريستوف هوير، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال لشمال أوروبا، لدى "بي إن بي باريبا"
الاكتتابات الأولية والصفقات المرتبطة بالأسهم:
"في أي عام، كما هو الحال مع طرح شركة بورشه هذا العام، ستجذب أقوى الصفقات المشترين، لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه الصفقات الناجحة إلى موجة من الإصدارات. نتوقع إبرام سلسلة من الصفقات في السوق المرتبطة بالأسهم. مع نمو تكلفة الديون، ستتجه الشركات إلى وسائل أخرى، معظمها إصدار سندات قابلة للتحويل، لتمويل آجال الاستحقاق القادمة واحتياجات رأس المال الأخرى".
لورانس جاميسون رئيس أسواق رأس المال لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "باركليز"
طلب السيولة من المساهمين:
"كانت طلبات توفير السيولة من جانب المساهمين منخفضة نسبياً حتى الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى إعادة رسملة العديد من المراكز المالية للشركات خلال كوفيد. مع ذلك، نتوقع أن نشهد انتعاشاً في نشاط زيادة رأس المال اعتباراً من أوائل العام المقبل، ومن المرجح أن يتركز في الشركات بالقطاعات التي كان للتغيير في بيئة أسعار الفائدة تأثيراً أساسياً على ربحيتها ".
مانولو فالكو الرئيس المشارك العالمي للخدمات المصرفية وأسواق رأس المال والاستشارات لدى"سيتي غروب"
جاذبية أوروبا:
"هناك وجهة نظر متشائمة بشأن أوروبا حالياً، ولكني أعتقد أنها مبالغ فيها بعض الشيء. ستستمر أوروبا كونها مهمة في المشهد الاقتصادي على مستوى العالم. في ظل عوامل العملة الرخيصة وانخفاض التقييم، أتوقع أن يكون هناك تدفق للأموال إلى أوروبا العام المقبل. جميع عملائنا الرئيسيين حريصون جداً على التوسع في الولايات المتحدة وآسيا، لكنني لا أعتقد أنه سيتم تجاهل أوروبا".
باجرين أنجيلوف، رئيس عمليات الدمج والاستحواذ عبر الحدود في الصين لدى "تشاينا إنترناشونال كابيتال كوربوريشن".
فيما يخص المشترين الصينيين:
"عمليات الاندماج والاستحواذ المتجهة للخارج من الصين أقل بكثير من مستوى الذروة خلال عام 2016 وحتى متوسط السنوات العشر الماضية. مع ذلك، فإن الاتجاه الهبوطي يقترب من القاع، ويمكننا أن نتوقع ارتفاعاً في الصفقات المتجهة للخارج خلال السنوات القادمة. هناك بالتأكيد شهية من جانب الشركات الصينية للنمو في الخارج عبر عمليات الاندماج والاستحواذ. حتى لو لم يترجم التوجه بالضرورة إلى إبرام صفقات معلنة، فإن مستوى الاهتمام لا يزال قائماً".
غييرمو بايجوال الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "جيه بي مورغان"
بشأن البنية التحتية:
"لقد كانت البنية التحتية واحدة من أكثر القطاعات رواجاً هذا العام لعقد الصفقات، ونتوقع أن نشهد استمراراً لمستويات عالية من النشاط في العام المقبل. هناك الكثير من رأس المال الذي يتم جمعه في فئة الأصول، وإذا كنت تفكر في إمكانية الاستثمار المشترك في ظل وجود شراكات محدودة، فإن الرقم ينمو أكثر. عبر الركائز الأساسية الثلاث للبنية التحتية -وهي النقل والاتصالات والطاقة- نتوقع وجود مجموعة كبيرة من الفرص".
بوركهارد كوب رئيس قسم الاتصالات والإعلام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "جيه بي مورغان"
صفقات الاتصالات:
"نتوقع المزيد من الاندماج في السوق وصفقات أقل عبر الحدود في عام 2023. لا يدعم المساهمون مشغلي الاتصالات لدفع أموال كبيرة من أجل إجراء عمليات الاندماج والاستحواذ في الوقت الحالي. يمكننا أيضاً أن نتوقع المزيد من عمليات التخارج من الأصول من جانب مشغلي الاتصالات لخفض الديون".
فيلهلم شولز الرئيس المشارك العالمي للخدمات المصرفية الاستثمارية في مجال التكنولوجيا والاتصالات ذات رؤوس الأموال الكبيرة لدى "سيتي غروب"
التحديات التي تواجه القطاع:
"مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، من الصعب تقديم حالة تقييم مقنعة. مما سيحد من الأنشطة في البنية التحتية الرقمية مثل أبراج الاتصالات ومراكز البيانات والكابلات والألياف لأن قيمتها لا يمكن مواكبة ذلك. سيعتمد الدمج اللاسلكي إلى حد كبير على موقف المنظمين".
ميليسا سوير الرئيسة العالمية لمجموعة عمليات الدمج والاستحواذ لدى "سوليفان وكرومويل"
القادة الجدد:
"أعتقد أن الربع الأول سيكون بطيئاً، باستثناء الرعاية الصحية وعلوم الحياة، ولكن من المحتمل أن تتحسن الأمور بعد ذلك. يجب على الأفراد مراقبة سوق الرؤساء التنفيذيين. لقد شهدنا الكثير من معدل تغيير الرؤساء التنفيذيين وهناك عدد من الشركات التي تحتاج إلى خطط التعاقب مع اقتراب الرؤساء التنفيذيين من التقاعد. يمكننا أن نرى أن هذا يؤدي إلى عمليات الاندماج والاستحواذ ".
ناتاشا جود الشريكة لدى"فريشفيلدز بروكهاوس ديرينجر"
التقييمات التقنية:
"قد يكون من الصعب الحصول على التمويل من المصادر العادية في العام المقبل مقارنة بالوضع خلال العام الجاري. الشركات التي يمكنها إظهار مسار جيد للربحية وتلك الشركات التي يمكنها إظهار مسار جيد للتوسع قد تكون قادرة لأن تحصل على تقييمات جيدة".
ديتريش بيكر الشريك في "بيريلا واينبرغ بارتنرز"
القطاعات التي يجب مراقبتها:
" من الرائع دائما الانضمام إلى صناعتنا في سوق هابطة. سيكون الحصول على أفضل الوظائف أمراً تنافسياً، ولكن بمجرد الدخول، سيكون وقتاً ممتعاً مع تعافي الأسواق. ستكون البنية التحتية والصناعات (شديدة التأثر بالطاقة) نشطة بشكل خاص".
بورك هيسه الشريك لدى "لاثام وواتكينز"
استحواذ شركات الأسهم الخاصة على شركات متداولة بألمانيا:
"عدد عمليات الإقراض من نظير إلى نظير في ألمانيا، تمت مناقشتها كثيراً، ولكن تم تنفيذها في حالات قليلة في الماضي، وقد تصل في الواقع خلال عام 2023 إلى مستوى قياسي مقارنة بالسنتين الماضيتين. يبحث العديد من الرعاة بشكل مكثف في فرص كتلك الصفقات، حيث انخفضت تقييمات الشركات المدرجة بشكل كبير في قطاعات معينة إذا أمكن إقناع مقدّمي الديون بدعم مثل هذه المعاملات".