بلومبرغ
انخفضت أسعار النفط مع تراجع المخاوف المتعلقة بمستوى الطلب في الصين وبقية الاقتصاد العالمي رغم سلسلة إعلان نتائج الأعمال التي أنعشت وول ستريت.
استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 85 دولاراً للبرميل مع تركيز المتعاملين على آفاق نمو الاقتصاد العالمي وقرارات رفع أسعار الفائدة التالية.
وفي وقت مبكر من يوم الإثنين، انخفضت أسعار النفط إلى أقل من 83 دولاراً للبرميل بعد استيعاب المستثمرين للبيانات الاقتصادية من الصين التي كشفت عن تعاف مختلط أثناء الربع الثالث من العام، لكنها استردت بعض خسائرها بعد أن كشفت تقارير نتائج الأعمال أن الشركات الأميركية تماسكت وسط عاصفة من مخاوف تباطؤ الاقتصاد.
رغم ذلك، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين المستثمرين في كلمة بنيويورك من أن الاضطرابات التي تعاني منها الأسواق العالمية قد تلحق ضرراً بالنظام المالي للولايات المتحدة، الذي أثبت مرونة وقوة حتى الآن في مواجهة صدمات متعددة.
خفض الإنتاج
فقدت أسعار النفط نحو ثلث قيمتها منذ يونيو الماضي بسبب استمرار سيطرة المخاوف المتعلقة بحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي على الأسواق. ورغم ذلك، تصاعد القلق من وقوع أزمة في الطاقة مع قدوم فصل الشتاء بعد قرار تحالف "أوبك+" تخفيض الإنتاج بنسبة كبيرة، ومع احتمال تطبيق الاتحاد الأوروبي عقوبات على تدفقات النفط الروسي.
تسبب قرار منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها بتخفيض معروض النفط بداية من شهر نوفمبر في انتقاد حاد للمنظمة من جانب الولايات المتحدة، التي دعت الدول المنتجة قبل اتخاذ القرار إلى ضخ مزيد من النفط للمساعدة في الحد من التضخم. وقال مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة يوم الأحد الماضي إن تخفيض الإنتاج مدفوع بأهداف سياسية إلى حد كبير.
حركة أسعار النفط
خام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر انخفض 47 سنتاً ليستقر على 84.58 دولار للبرميل |
انخفضت عقود خام برنت لشهر ديسمبر 24 سنتاً إلى 93.26 دولار للبرميل |
أولويات الصين
ومازالت الرياح المعاكسة القوية بالنسبة للنفط تأتي من الصين، فقد تراجعت احتمالات انتعاش الطلب في الصين مع ما أشعلته التغييرات التي طرأت على قيادة الرئيس تشي جينغ بنغ من "الرهان على أن مواجهة فيروس كوفيد والحفاظ على الأمن القومي ستكون لها الأولوية على أي اعتبارات اقتصادية، مما يؤدي إلى خفض توقعات الطلب على النفط"، وفق تصريحات هاري ألثام، محلل لدى شركة "ستون إكس غروب" للوساطة.
وفرضت الصين مؤخراً قيوداً تتعلق بمواجهة فيروس كوفيد في مدينة غوانغزو، وهي مركز صناعي في جنوب الصين. ورفعت البلاد من حجم وارداتها من النفط ومعالجته خلال الشهر الماضي، مع عودة المصافي إلى العمل بعد الصيانة الموسمية، في حين قفزت صادرات منتجات الوقود بعد تخصيص حصص جديدة. وارتفعت الشحنات الواردة إلى الداخل إلى أعلى مستوى لها منذ مايو، وفقاً لحسابات أجرتها "بلومبرغ" استناداً إلى بيانات الحكومة.