الشراكات سبيل مصنعي السيارات الكهربائية لتأمين المعادن الأساسية

"بلومبرغ إن إي إف": الطلب على الليثيوم سيقفز ثلاث مرات بحلول منتصف العقد

time reading iconدقائق القراءة - 7
مشروع \"بيلغانغورا\" لشركة \"بيلبارا مينرالز\" في غرب أستراليا - المصدر: بلومبرغ
مشروع "بيلغانغورا" لشركة "بيلبارا مينرالز" في غرب أستراليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يحثّ أحد منتجي الليثيوم الرئيسيين في أستراليا، وهي أكبر مورّد في العالم، مُصنّعي السيارات الكهربائية والبطاريات على الدخول في شراكة معه بمشروعات تكرير جديدة، بحجة أن دعمهم المالي المباشر أساسي لتجنب أزمات النقص في المادة الخام الضرورية للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

قال ديل هندرسن، الرئيس التنفيذي لشركة "بيلبارا مينيرالز" (Pilbara Minerals)، في مقابلة، إن الشركة تستغل اندفاع صانعي السيارات الحالي لتأمين الإمدادات المستقبلية من مواد البطاريات، من خلال السعي لعقد صفقات جديدة مع المستهلكين لتطوير المصافي بشكل مشترك.

أضاف هندرسن: "بالطبع هناك قدر من التهوّر لدى بعض المجموعات" التي تشكّل شريحة المستخدمين النهائيين لليثيوم، وتبحث عن فرصة أكبر للحصول على الإنتاج. وتابع: "إذا صدقت النظرة المستقبلية للعرض والطلب، سيكون هناك نقص، وشركات السيارات التي لم تؤمّن سلسلة الإمدادات ستواجه مشكلة".

طلبٌ متنامٍ

توقعت "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس"، في تقرير نشرته في يوليو، أن يرتفع الطلب على الليثيوم إلى قرابة ثلاثة أضعاف بحلول منتصف هذا العقد، مقارنة بمستوى العام الماضي. وصلت الأسعار لمستوى قياسي جديد في الصين الشهر الماضي بسبب الاستهلاك المتزايد، مع إضافة صانعي سيارات، مثل شركتي "بي إم دبليو" و"جنرال موتورز"، اتفاقيات إمداد جديدة في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ أيضاً: أسعار الليثيوم تستأنف صعودها الجنوني وتضع منتجي السيارات الكهربائية في مأزق

تخطط "بيلبارا مينيرالز"، التي تُقدّر قيمتها السوقية بنحو 8.5 مليار دولار، لتوسع كبير في منجمها بغرب أستراليا خلال العامين المقبلين، من شأنه زيادة إنتاج المواد الخام التي تحتوي على الليثيوم إلى ما يقرب من الضعف. في الوقت نفسه، ستستهدف الشركة الاستفادة من الطلب القوي الحالي للابتعاد عن صفقات الإمداد طويلة الأجل واكتساب قوة تسعير أكبر.

سابقاً، سارعت شركات التعدين إلى عقد اتفاقات مع المصافي وشركات تصنيع البطاريات وصانعي السيارات لتُظهِر للمستثمرين قوة سوق منتجهم ولمساعدتهم في الحصول على تمويل لتطوير المشروعات. مع توقعات المحللين الآن أن الأسعار ستظل مرتفعة بعد أن وصلت لأكثر من ضعفيها هذا العام، بحسب مؤشر رئيسي، فالمنتجون في وضع أقوى لطلب صفقات أفضل.

صرح هندرسن: "منذ عامين، لم يُرِد أحد دخول مجال الليثيوم، ولم يرن الهاتف. أما الآن، لا يتوقف عن الرنين".

صفقات جديدة

أظهرت شركة "لايون تاون ريسورسز" (Liontown Resources) الأسترالية لتعدين الليثيوم قوة التفاوض المتزايدة للقطاع في يونيو، عندما عقدت صفقة مع "فورد موتور". كانت صفقة الإمداد جديرة بالملاحظة، لأنها شملت قرض قيمته 300 مليون دولار أسترالي (ما يعادل 195 مليون دولار أميركي) من عملاقة تصنيع السيارات بسعر فائدة منخفض نسبياً بلغ 1.5% أعلى من سعر الفائدة قصير الأجل بين البنوك، وهو معيار شائع في أستراليا.

اقرأ أيضاً: عراب السيارات الكهربائية لـ"الشرق": بطاريات الليثيوم نفط المستقبل

في حين سعت "لايون تاون" للحصول على تمويل لمشروعها في منجم "كاثلين فالي" (Kathleen Valley) في غرب أستراليا، ترى "بيلبارا مينيرالز" فرصة لإضافة موطئ قدم لها في عمليات المصب في قطاع معالجة الكيماويات، وهي استراتيجية مصممة لمساعدة المنتِجة على التنويع بعيداً عن تقلبات السلع الأساسية الخام.

لدى "بيلبارا مينيرالز" حصة قدرها 18% في مشروع مشترك مع شركة "بوسكو" في كوريا الجنوبية، كما تتوقع أن يبدأ مصنعهما إنتاج هيدروكسيد الليثيوم بدرجة النقاء المستخدمة في صناعة البطاريات في وقت لاحق من العام المقبل. قال هندرسن، في بيرث الأسبوع الماضي، إن شركة التعدين الأسترالية تبحث الآن بنشاط عن صفقات أخرى مشابهة، ومن المحتمل أن تكون هذه الصفقات مع صانعي السيارات.

توسع المشروعات

بدأت شركة "تيانكي ليثيوم"، ومقرها الصين، إنتاج الليثيوم في مصفاة بغرب أستراليا، وهي أول مركز رئيسي جديد لها خارج موطنها، كما بدأت شركة "البيمارل" بتطوير عملية منفصلة بالقرب منها.

رغم ذلك، ليس من المرجح أن تضيف "بيلبارا مينيرالز" منشأة مشابهة في أستراليا، فهي في المراحل الأوّلية من التخطيط لمصفاة ستحوّل المعدن الذي يحتوي على الليثيوم –المعروف باسم أسبودومين– إلى منتج ملح وسيط.

أوضح هندرسن أن ذلك سيكون أسهل من إنتاج هيدروكسيد الليثيوم، وأيضاً أكثر قيمة وأرخص سعراً في النقل من مُركّز الأسبودومين.

أضاف هندرسن أن توسع منجم شركة "بيلبارا" سيضيف 400 ألف طن إضافي في العام من خام الليثيوم الصخري الصلب، أي ما يعادل نحو 50 ألف طن من الليثيوم بدرجة النقاء المستخدمة في صناعة البطاريات، خلال العامين المقبلين. في العام الماضي، صدّرت أستراليا 247 ألف طن من الليثيوم، وهو ما يمثّل قرابة 50% من الإمداد العالمي.

تصنيفات

قصص قد تهمك