بلومبرغ
دخل مؤشر "ستوكس 600" سوق هابطة لينضم بذلك لنظرائه الإقليميين والأميركيين، حيث أدت المخاوف من الركود الوشيك إلى زعزعة الطلب على الأصول الخطرة.
هبط المؤشر 2.3% عند الإغلاق في لندن، إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر 2020. لتصل إجمالي خسائره من أعلى مستوى قياسي سجله في يناير الآن إلى 21%، مما يؤكد دخوله في سوق هابطة فنية.
مستثمرو "وول ستريت" يتهيأون لـ"سقوط حرّ" لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"
تعرّضت أسهم شركات الطاقة والتعدين لأكبر ضغوط بيعية بين القطاعات اليوم، في ظل هبوط السلع وسط مخاوف من انخفاض الطلب وتأثر النمو الاقتصادي برفع أسعار الفائدة عالمياً. وتفوّقت القطاعات الأكثر دفاعية مثل الغذاء والرعاية الصحية، في حين تراجعت القطاعات الدورية.
مخاوف الركود
مؤشر الأسهم الأوروبية هو آخر مؤشر إقليمي رئيسي يدخل السوق الهابطة بعد إغلاق مؤشر "داكس" الألماني و"يورو ستوكس 50" في تلك المنطقة في مارس، وتبعه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في يونيو وسط مخاوف بشأن تشديد البنوك المركزية سياساتها النقدية بقوة، كما ضافت نظرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية لتلك المخاوف.
تعرضت الأسهم الأوروبية لضغط خاص هذا العام حيث تأثرت بشكل أكبر بالحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة المتصاعدة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.
قال يواكيم كليمنت، رئيس الاستراتيجية والمحاسبة والاستدامة في "لايبرام كابيتال" (Liberum Capital): "تحاول السوق حالياً معرفة مدى عمق وطول فترة الركود في أوروبا.. سيستغرق هذا بعض الوقت، وبشكل عام لا نتوقع قاعاً في هذه السوق الهابطة قبل الربع الأول من 2023".
تخفيضات الضرائب البريطانية
أظهرت أحدث البيانات انكماش نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو للشهر الثالث على التوالي، حيث أدى التضخم القياسي إلى تآكل الطلب وإجبار بعض الشركات على الحد من الإنتاج. يدفع المستثمرون أيضاً أكبر قدر من التكلفة لتأمين سندات الشركات الأوروبية عالية الجودة ضد التخلف عن السداد منذ ذروة جائحة كوفيد-19 حيث أدى التشديد النقدي ومخاوف الركود إلى تدهور ظروف العمل.
في المملكة المتحدة، وضعت حكومة ليز ترَس أكبر حزمة من التخفيضات الضريبية منذ عام 1972، حيث خفضت الرسوم على أجور الموظفين والشركات في محاولة لتعزيز الإمكانات طويلة الأجل للاقتصاد.
المملكة المتحدة تعتمد أكبر تخفيضات ضريبية منذ 1972
سجل العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل 5 أعوام أكبر مكاسب على الإطلاق، بينما انخفض الجنيه إلى أدنى مستوى له منذ عام 1985. وانخفض كل من مؤشر "فوتسي 250" المركز المحلي ومؤشر "فوتسي 100" الثقيل بنسبة 2% لكل منهما.
كما تخلى الاستراتيجيون في البنوك بما في ذلك "غولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا" عن توقعاتهم السابقة بارتفاع الأسهم الأوروبية في نهاية العام، وسط ترجيحات لهبوط مؤشر "ستوكس 600" بنحو 5% في الشهر الماضي، وفقاً لمتوسط تقديرات 16 محللاً في استطلاع بلومبرغ.
في غضون ذلك، سجلت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات خارجة للأسبوع الـ32 على التوالي، وفقاً لتقرير "بنك أوف أميركا" نقلاً عن بيانات "EPFR Global".
أكثر تشديد نقدي انتشاراً
قال جيمس آثي، مدير الاستثمار في "أبردن": "نواجه واحدة من أكثر عمليات التشديد النقدي انتشاراً على مستوى العالم.. ولكي تنخفض سوق الأسهم بنسبة 20% أو نحو ذلك، وأن تضع في اعتبارك أن هذا هو التسعير في الظروف الكلية، أجده شيئاً لا يصدق. والحقيقة هي أن توقعات الأرباح ما زالت لا تعكس احتمالية حدوث تباطؤ مادي في النمو مستقبلاً ".
الدولار عند أعلى مستوى في 20 عاماً بعد إشارات على مواصلة التشديد النقدي
حذّر محللون استراتيجيون آخرون من تضرر أرباح الشركات، حيث تؤدي أزمة الطاقة المتصاعدة إلى زيادة التضخم. قالت سارة مكارثي، الخبيرة الاستراتيجية في "سانفورد سي بيرنشتاين"، هذا الشهر إنها تتوقع خفض تقديرات الأرباح الآجلة لمدة 12 شهراً بنسبة 10% إلى 12% أخرى.
من جهته،ـ قال ريتشارد هانتر، رئيس الأسواق في "إنتراكتيف إنفستور" (Interactive Investor): "تستمر الدائرة التي يسير فيها البنك المركزي في زيادة احتمالية حدوث ركود على نطاق عالمي، وإلى أن تصبح آثار التشديد واضحة للعيان، فإن المزيد من التقلبات جنباً إلى جنب مع معنويات المستثمرين المتقلبة أمر لا مفر منه".
من بين أبرز تحركات الأسهم ، تراجع سهم "كريدي سويس غروب" إلى مستوى قياسي منخفض بعد أن اضطر البنك إلى نفي تقرير صحفي بأنه يدرس التخارج من السوق الأميركية، مما يشير إلى أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن الإصلاح القادم لاستراتيجية المقرض المتعثر.