"دويتشه بنك": خيبة توقعات "فيديكس" أسوأ ما رأيناه في 20 عاماً

أسهم عملاق تسليم الطرود الأميركي هوت بنسبة 23% يوم الجمعة

time reading iconدقائق القراءة - 5
عامل يقود عربة في منطقة لفرز الطرود تابعة بشركة \"فيديكس\" في ممفيس بولاية تينيسي، الولايات المتحدة، يوم 8 مارس 2022. قالت الشركة إنها ستسحب توقعاتها للأرباح، في إشارة على أن الاقتصاد العالمي بدأ يشهد تباطؤاً - المصدر: بلومبرغ
عامل يقود عربة في منطقة لفرز الطرود تابعة بشركة "فيديكس" في ممفيس بولاية تينيسي، الولايات المتحدة، يوم 8 مارس 2022. قالت الشركة إنها ستسحب توقعاتها للأرباح، في إشارة على أن الاقتصاد العالمي بدأ يشهد تباطؤاً - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عندما ناقش محللو "وول ستريت" توقعات شركة "فيديكس" (FedEx) للربع الحالي -التي ذهبت أدراج الرياح– وتراجعها عن توقعات أرباحها للعام بأكمله، جلّ ما قالوه كان "إنها سيئة حقاً".

بالنسبة إلى المحللين والباحثين لدى "دويتشه بنك"، كان ذلك أسوأ تقرير رأوه منذ عقدين.

كتب محللو البنك، بمن فيهم أميت ميهروترا، في مذكرة للعملاء: "أعلنت (فيديكس) الليلة الماضية عن أضعف مجموعة من النتائج مقارنة بالتوقعات، سمعنا بها في نحو 20 عاماً من تحليلنا للشركات".

قالت شركة توصيل الطرود العملاقة في بيان مساء الخميس، إنها تتوقع أن تبلغ أرباح الربع الأول - باستثناء بعض العناصر- 3.44 دولار للسهم، أو أقل بنسبة 33% تقريباً من متوسط تقديرات المحللين البالغ 5.10 دولار. بالإضافة إلى ذلك، سحبت "فيديكس" توقعاتها للأرباح لعام 2023، قائلة إن اتجاهات الاقتصاد الكلي "ساءت بشكل كبير" على الصعيدين العالمي وفي الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تتدهور أكثر، ما يغذي بالتالي المخاوف من انخفاض الأرباح على نطاق واسع.

"فيديكس" ترسل إشارة مزعجة حول أداء الاقتصاد العالمي

خفّض ما لا يقل عن أربعة محللين يغطون عمليات البيع في تعاملات الأسهم، توصياتهم في "فيديكس" يوم الجمعة، حيث هوى السهم بنسبة 23%. لخّص المحلل غاريت هولاند من "روبرت دبليو بيرد آند كو" (Robert W. Baird & Co.) هذه الآراء بالقول: "إنه ربع قبيح". وقد دفعت التوقعات القاتمة أسهم شركة "يونايتد بارسل سيرفيس" (United Parcel Service) المنافسة، وعملاق التجارة الإلكترونية "أمازون"، وشركات التوصيل الأوروبية، إلى الانخفاض.

"غولدمان ساكس" يحذر من الأصول الأوروبية حتى ظهور علامات القاع

قال إيبيك أوزكاردسكايا، كبير المحللين لدى "سويس كوت" (Swissquote): "جاء تحذير (فيديكس) بمثابة الصفعة. إنها علامة قوية على أن الاقتصاد بدأ يتباطأ. لا شك في أنه أول تحذير من سلسلة تحذيرات قد نراها في الأرباع السنوية المقبلة".

كان بعض الاستراتيجيين حذرين بالفعل بشأن توقعات الأرباح قبل تحذير "فيديكس"، حيث كتب مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا" في مذكرة يوم الجمعة، إن ركود الأرباح من المرجح أن يدفع الأسهم الأميركية إلى مستويات منخفضة جديدة، بينما قال محللو "دويتشه بنك" إن انخفاض أرباح الشركة قد يعرّض مؤشر "ستاندر آند بورز 500" لخطر كبير، مع عمليات بيع أوسع نطاقاً.

تحذيرات في أوروبا

الجدير أن "فيديكس" ليست الشركة الوحيدة التي تحذّر من أن خلفية الاقتصاد الكلي قد تؤثر على النتائج النهائية. قال المدير المالي لشركة "جنرال إلكتريك" يوم الخميس، إن تحديات سلسلة التوريد تلقي بثقلها على أداء شركته في الربع الثالث، بينما تتوقع بعض أكبر البنوك في "وول ستريت"، انخفاضاً كبيراً في رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية للربع الحالي، مع استمرار قلق المستثمرين بشأن التضخم، ورفع أسعار الفائدة، والركود المحتمل.

في أوروبا، بدأت تحذيرات مشابهة بشأن الأرباح تتوالى بالفعل. فقد حذّرت المجموعة البريطانية "أسوشيتد بريتش فودز" (Associated British Foods) من أن الأرباح في السنة المالية المقبلة ستكون أقل، في ظل تأثر أعمال شركة تجارة الملابس التابعة لها "بريمارك" (Primark)، بارتفاع تكاليف الطاقة وصعود الدولار. أما صانعة الأجهزة السويدية "إلكترولوكس" (Electrolux)، فقالت إن الأرباح ستنخفض "بشكل كبير" في الربع الثالث، في ظل تسارع التضخم وتراجع ثقة المستهلك.

تعديل التوقعات

مثل هذه الإشارات السلبية، دفعت المحللين بالفعل إلى تعديل توقعاتهم، حيث تجاوزت عمليات خفض توقعات الأرباح أسبوعياً، تلك التي ترفعها، وذلك على مدى أربعة أشهر تقريباً في الولايات المتحدة، وفقاً لمؤشر "سيتي غروب". ولكن، ربما لا يزال الطريق طويلاً أمام إعادة ضبط التوقعات- تقترب تقديرات أرباح المحللين للشركات الأميركية من مستويات قياسية، على الرغم من انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 18% هذا العام.

من أجل التحوّط ضد الرياح المعاكسة التي تواجه الشركات بشكل غير مسبوق، يقترح بعض الاستراتيجيين أن يكون المستثمرون انتقائيين أكثر قبل موسم الأرباح، فيما يتعلق الأمر بانكشاف الشركات إقليمياً.

سوق قوية نسبياً

قالت ماريجا فيتمان، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس" (State Street Global Markets): "يتركز الضعف في أرباح (فيديكس) في آسيا وأوروبا، حيث نشهد بالفعل أكبر التحديات الاقتصادية، في حين أن نشاطها في الولايات المتحدة قوي بشكل معقول. وهذا يتناسب مع تقييمنا الأوسع للظروف الكلية في الوقت الحالي. في الواقع، الولايات المتحدة هي سوقنا المفضلة".

يتفق الخبراء الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group) مع هذا الرأي، ويقولون إن الشركات الأميركية التي تمارس نشاطها في بلدها ستكون أفضل حالاً من تلك المرتبطة بأسواق أوروبا، حيث الركود شبه مضمون. وما تكشفه الأرقام، هو أن مؤشر "ستوكس يوروب 600" تخلّف عن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام، في حين أن سلة "غولدمان" من أسهم الشركات الأميركية ذات المبيعات المحلية بنسبة 100%، تفوّقت في الأداء على تلك التي تتبع شركات لديها انكشاف كبير على أوروبا.

تصنيفات

قصص قد تهمك