بلومبرغ
في الوقت الذي يحث بنك الاستثمار العالمي "جيه بي مورغان" المستثمرين على الاستفادة من ارتفاع "غير مستدام" في سندات الأسواق الناشئة للتخلص من أدوات الدين لدى بعض أكثر المناطق خطورة في العالم، يوصي، في المقابل، "مورغان ستانلي" بشراء الكثير منها.
كتب الخبراء الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" بقيادة سيمون ويفر في مذكرة بحثية أن قراءة التضخم في الولايات المتحدة التي جاءت أقل من المتوقع، أمس الأربعاء، ستدعم سندات الدول النامية، ما أثار التفاؤل إزاء الجدارة السيادية للمرة الأولى منذ نوفمبر 2020.
قبل يوم واحد فقط، قال الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان" بقيادة ترانغ نجوين إن الانتعاش في فئة الأصول خلال الآونة الأخيرة لن يدوم طويلاً، ما يشير إلى أن العملاء يتخلصون من أصول أقل سيولة وبأسعار مناسبة، ويشترون أدوات تحوط أرخص للحماية من عمليات البيع المكثف.
كما أن بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" يتوخى الحذر بالمثل، إذ يتوقع أن الأوضاع المالية المتشددة في الولايات المتحدة تشكل مخاطر صعودية بالنسبة لعائدات الأسواق الناشئة، حسبما كتب الاستراتيجيون بقيادة دافيد كروسيلا في مذكرة بحثية.
حفزت بيانات التضخم في الولايات المتحدة ارتفاع المخاطر، إذ قلل المتعاملون الرهانات على تشديد السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة بسبب تراجع أسعار البنزين في يوليو
تقلص طلب المستثمرين للعائد الإضافي بهدف الاحتفاظ بالديون السيادية للأسواق الناشئة، مقارنة بسندات الخزانة الأميركية أمس الأربعاء، مواصلاً الاتجاه الذي بدأه منذ منتصف يوليو، عندما بلغت الفروق على مؤشر "جيه بي مورغان" ذروتها عند أعلى مستوياتها في أكثر من عامين.
ساعد الأداء القوي في الأسابيع الماضية المؤشر على تقليص بعض الخسائر. ويظل المؤشر منخفضاً بنسبة 17% تقريباً منذ بداية 2022، وهو في طريقه لأن يواجه أسوأ عام من حيث الأداء منذ 1994، إذ يخشى المستثمرون أن يؤدي انتهاء عصر الإقراض بأسعار فائدة منخفضة إلى سلسلة من حالات التخلف عن السداد من جانب الدول الناشئة المتعثرة.
وفقاً لمحللي "جيه بي مورغان" فإنه "في حين أن مخاوف حدوث ركود وشيك تراجعت مقارنة بتقريرنا الأخير قبل شهر واحد، فإن مزيجاً من الظروف النقدية الأكثر تشديداً والمخاطر المتواصلة المستمرة لحدوث ركود قد تشكل باستمرار صعوبات دورية رئيسية للتصنيفات السيادية بالأسواق الناشئة".
وأضافوا: "نظراً للطبيعة الفنية للارتفاع، فإننا نتوخى الحذر ونميل لأن نجعل محفظتنا دفاعية بشكل أكثر".
على المدى القصير، قد تستمر الفروق في الانكماش مع عودة التدفقات الداخلة إلى فئة الأصول الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ أوائل أبريل، وتميل إلى البقاء لأشهر.
كتب المحللون أن التقييمات لم تمتد حتى الآن، وأن الأسواق الأولية لا تزال خاملة، ما يحافظ على مستويات وفيرة من السيولة.
قدم الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان" بقيادة ترانغ نجوين توصية بخفض السندات الدولارية التي أصدرتها هندوراس وأذربيجان إلى تصنيف "وزن السوق" بدلاً من "زيادة الوزن" حيث يرون نطاقاً محدوداً لمزيد من الارتفاع.
ويقدم الاستراتيجيون حالياً توصيات بزيادة الوزن بالمراكز الاستثمارية المتاحة في رومانيا إضافة إلى المراكز الموجودة بالفعل في صربيا وإندونيسيا وسريلانكا، كما يوصون بتقليص حيازة أدوات الدين في أرمينيا وباربادوس وكوستاريكا وكينيا وتركيا. قام "جيه بي مورغان" أيضاً بترقية سندات الفلبين إلى "وزن السوق".
في غضون ذلك، قال بنك "غولدمان ساكس" إنه طالما أن رفع أسعار الفائدة يستمر في دفع العوائد قصيرة الأجل لأعلى، وظلت المنحنيات مقلوبة في الغالب، فإن معيار المكاسب القوية والمستدامة سيظل مرتفعاً.
يفضل "غولدمان ساكس" جني أسعار الفائدة في أميركا اللاتينية على الأسواق الناشئة الأخرى، إذ من المتوقع أن يتباطأ التضخم في معظم المنطقة، بينما يظل مرتفعاً في وسط وشرق أوروبا وكذلك في آسيا.
على الجانب الآخر، يقوم بنك "مورغان ستانلي" بزيادة التحذير من المخاطر، ويوصي مديري الاستثمار بشراء سندات ذات عائد مرتفع من مصر وأوكرانيا وكولومبيا.
يشير الخبراء الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" بقيادة سيمون ويفر إلى رهانات محفوفة بالمخاطر بالفعل في الأرجنتين والسلفادور وزامبيا وموزمبيق. ومن بين الاقتصادات عالية الجدارة الائتمانية، يوصي فريق "مورغان ستانلي" بشراء أدوات دين رومانيا والمكسيك وبنما.
مع ذلك، من السابق لأوانه إعلان انتهاء تأثير العوامل الخارجية، وفقاً لـ"ويفر"، لكن الفارق على المؤشر قد يتقلص بمقدار 50 نقطة أساس في الأشهر القليلة المقبلة، بقيادة الدول الحاصلة على تصنيف ائتماني "B".
كتب فريق "ويفر": "لقد أظهرت العوائد الإجمالية للمؤشر بالفعل علامات على الانتعاش، مما جلب معها تدفقات مالية جديدة.. ومع وجود مجال محدود لتحقيق انتعاش كبير في سوق الإصدار الأولي خلال أغسطس، قد تكون فروق الأسعار بالسوق الثانوية هي الوجهة الرئيسية لتلك التدفقات".