بلومبرغ
بعد خسارة أكثر من مليون عميل في النصف الأول من عام 2022، قالت شركة نتفلكس في رسالة للمستثمرين: "كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ".
خسرت الشركة الرائدة في البث التلفزيوني المدفوع 970 ألف مشترك في الربع الثاني، بحسب بيان صدر يوم الثلاثاء. كان هذا أقل من نصف ما تخشاه بنوك وول ستريت، ويرجع الفضل في ذلك لحد كبير إلى الموسم الجديد من "Stranger Things"، المسلسل الأكثر شعبية باللغة الإنجليزية.
ساهم إعلان الشركة عن خسائر أقل من المتوقع بعدد المشتركين في تشجيع عمليات شراء المستثمرين، الذين دفعوا السهم للارتفاع بنسبة تصل إلى 12% في تعاملات ممتدة بعد إغلاق السوق.
تتوقع الشركة تسجيل مليون مشترك جديد في فترة الثلاثة أشهر الحالية الممثلة للربع الثالث من العام. في حين أن هذا أقل بكثير من توقعات المحللين بمشتركين جدد يصل عددهم إلى 1.83 مليون خلال هذه تلك الفترة، إلا أنه يعكس خسائر النصف الأول.
قفزت أسهم نتفلكس إلى 225 دولاراً في التداول الممتد بعدما أغلقت في التداولات الرسمية عند 201.63 دولار في نيويورك يوم الثلاثاء، بانخفاض 67% منذ بداية العام.
أعلى مستوى مشاهدات في أميركا
على الرغم من المخاوف بشأن زيادة المنافسة، تظل نتفلكس واثقة من مكانتها. وقالت الشركة إن حصتها من إجمالي مشاهدات التلفزيون في الولايات المتحدة سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو عند 7.7%.
استجابت الإدارة لشريحة المشتركين من خلال خفض التكاليف وتعديل استراتيجيتها على عدة جبهات. وتخطط الشركة لتقديم نسخة منخفضة السعر من الخدمة ستعلن عنها في أوائل عام 2023، وتختبر طرقاً للحصول على مقابل للسماح للعملاء بمشاركة كلمات المرور.
قالت الشركة في رسالة: "التحدي والفرصة التي نواجهها هو تسريع نمو عائداتنا ومشتركينا من خلال الاستمرار في تحسين منتجاتنا ومحتوياتنا وتسويقنا كما فعلنا على مدار الخمسة والعشرين عاماً الماضية، وتحقيق الدخل بشكل أفضل من جمهورنا الكبير، للمساهمين".
قالت نتفلكس إن الإيرادات نمت في الربع الثاني بنسبة 8.6% لتصل إلى 7.97 مليار دولار. وهي أقل من تقديرات وول ستريت البالغة 8.04 مليار دولار، ويرجع ذلك جزئياً إلى قوة الدولار.
مكاسب آسيا تعوض خسائر أميركا وكندا
خسرت "نتفلكس" خلال الربع الثاني 1.3 مليون مشترك في الولايات المتحدة وكندا، أكبر مناطق مشتركيها، و770 ألف عميل آخرين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهي ثاني أكبر منطقة لها. وهي أشد الانخفاضات الفصلية التي أبلغت عنها الشركة في أي من المكانين منذ أن بدأت في اختراق تلك الأسواق، ولكن النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عوض تلك الانخفاضات حيث أضافت 1.1 مليون عميل في آسيا والمحيط الهادئ، بعد خفض الأسعار في الهند.
وضع رئيس مجلس الإدارة ريد هاستينغز "نتفلكس" كبديل للتلفزيون خالٍ من الإعلانات، لكنه يقول الآن إن الإعلانات التجارية ضرورية لجذب الأشخاص الذين يجدون الخدمة باهظة الثمن.
قامت "نتفلكس" برفع الأسعار عدة مرات وهي الآن واحدة من أغلى خدمات البث وستقدم الشركة الخيار المدعوم بالإعلانات أولاً في عدد قليل من البلدان، واستعانت حالياً بشركة مايكروسوفت كشريك إعلاني للتعامل مع مبيعات الإعلانات والتكنولوجيا.
إستراتيجية جديدة
بدأت الشركة في بث الحلقات الجديدة من المسلسلات على دفعات، مخالفة بذلك تقليدها المتمثل في بث كامل حلقات الموسم في نفس الوقت. حيث أصدرت الموسم الأخير من مسلسلات "Ozark" و"Stranger Things" على دفعتين.
تسمح تلك الإستراتيجية بإطالة عمر عروضها. فعندما يتم إصدار كل الحلقات دفعة واحدة، فإن غالبية المشاهدات تحدث في أول أسبوعين. فيما قفز عدد الأشخاص الذين ألغوا نتفلكس بنسبة 87% منذ عام مضى، وفقاً لـ "أنتينا" Antenna.
قالت نتفلكس، يوم الثلاثاء، إنها ستستحوذ على "أنيمال لوجيك"، وهو استوديو رسوم متحركة أسترالي عمل على فيلم "The Lego Movie".
تجاوزت شعبية الموسم الرابع من "Stranger Things" توقعات مديري نتفلكس التنفيذيين. وكانت الدراما الخارقة للطبيعة واحدة من أكثر الألقاب نجاحاً في الخدمة منذ ظهورها لأول مرة في عام 2015، وحولت النجمة ميلي بوبي براون إلى واحدة من أكثر الممثلات طلباً في هوليوود.
يعني استمرار مسلسل "Stranger Things" أن المعجبين الذين لديهم نتفلكس في الربع الثاني سيرغبون في الاحتفاظ بالخدمة حتى بداية الربع الثالث لإنهاء الموسم. تتطلع الشركة إلى تحويل نجاحات مثل "Stranger Things" إلى امتيازات يمكن أن تدوم لفترة أطول من أي عرض فردي. يقوم مبتكرو المسلسل بتطوير سلسلة منفصلة.
بلغ إجمالي المشتركين في الربع الثاني 220.7 مليون، مقابل 220.2 مليون. وتجاوزت أرباح السهم توقعات المحللين بوصولها إلى 3.20 دولار للسهم.
في الربع الثالث من العام الجاري، تتوقع نتفلكس إيرادات 7.84 مليار دولار، على عكس تقديرات وول ستريت البالغة 8.1 مليار دولار. وترى الشركة أرباحاً تبلغ 2.14 دولار للسهم، مقارنة بتقديرات تبلغ 2.72 دولار، وتقول إن إجمالي المشتركين سيصل إلى 221.7 مليون بنهاية سبتمبر، وهو ما يقل أيضاً عن التقديرات.