كيف يرى قادة الصناعة المالية شكل الأسواق عام 2052؟

time reading iconدقائق القراءة - 11
في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار: فريدمان، سولومون، فرازير، سيغل، ويكراماناياكي، بار ديا - المصدر: بلومبرغ
في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار: فريدمان، سولومون، فرازير، سيغل، ويكراماناياكي، بار ديا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

الإنترنت والهواتف الذكية واليورو والعملات المشفرة، ليست سوى عدد قليل من الابتكارات التي أحدثت ثورات في الأسواق خلال العقود الثلاثة الماضية. لذا، سألت "بلومبرغ ماركتس" بعض قادة الصناعة المالية، عمّا يمكن أن يقود في نظرهم، أكبر التغييرات من اليوم وحتى عام 2052. تم تنقيح تعليقاتهم بهدف الاختصار والوضوح:

اقرأ المزيد: 10 ابتكارات حضرية أعادت المدن إلى الحياة في 2021

أدينا فريدمان

الرئيسة والمديرة التنفيذية

شركة "ناسداك"

أعتقد أن الثلاثين عاماً المقبلة ستركز بالتأكيد على الوساطة ذات القيمة المضافة في الأسواق. ستكون التكنولوجيا موجودة للسماح برقمنة كل أصل على هذا الكوكب، وإتاحته للشراء والبيع بطريقة فورية.

إذن ما هي التقنيات التي يقوم عليها ذلك؟

أعتقد أن نقل الأسواق إلى البنية التحتية السحابية سيكون أمراً مهماً، ما يعني إدخال المزيد من التعلم الآلي في قرارات السوق وإدارة الأنشطة الإجرامية وإدارة الأسواق لتحقيق العدالة. ومن ثم أعتقد من دون شك، أن النظام البيئي للأصول الرقمية سينضج بشكل ملموس للغاية، ليصبح سائداً.

اقرأ أيضاً: ثورة الكريبتو تحفّز البنوك المركزية حول العالم لتصميم مستقبل الأموال

لكن هناك محاذير كبيرة لذلك، أولها، هو إدارة الأنشطة الإجرامية. فإذا لم يأخذ النظام البيئي للأصول الرقمية إدارة الجريمة على محمل الجد، فلن تسمح الحكومات بتبنيه بطريقة شاملة. الأمر الثاني، هو أن قابلية التوسع في النظام البيئي للأصول الرقمية يجب أن تتطابق - أو بالأحرى تتجاوز - قابلية التوسع لما تستطيع الأسواق التقليدية تحقيقه اليوم.

إذا كان بإمكان "بلوكتشين" التوسع أكثر بكثير مما هو عليه الحال اليوم، أعتقد بأنك سترى الجهات التنظيمية تشعر براحة أكبر تجاه إدخال بنية الأصول الرقمية في الأسواق التقليدية. سيكون بمقدورك رؤية إمكانية حقيقية لدى العملة الرقمية للبنك المركزي، تتمثل في تشكيلها الأساس لهيكل دفع يكون رقمياً أكثر بكثير. وبعد ذلك يمكنك أن ترى أسواق رأس المال تنفتح على صيغة ذات عولمة أكبر بكثير.

ديفيد سولومون

رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي

"غولدمان ساكس غروب"

تدور الاتجاهات الكلية الكبيرة حول الذكاء الاصطناعي، والأدوية الحيوية، والتكنولوجيا الحيوية – وهي تغييرات سيكون لها تأثير عميق على الطريقة التي نعيش بها جميعاً. وهذا من منظور شامل. يضاف إلى ذلك أيضاً، الاستثمارات في محاولة إيجاد طرق لجعل مصادر الطاقة المتاحة، خضراء أكثر مع مرور الوقت.

كيف نجمع رأس المال الضروري لدفع الابتكار؟

يمكن القيام بجزء من ذلك من خلال رأس المال المغامر في القطاع الخاص. ويمكن أن جزءاً من رأس المال من الحكومات. كما يمكن أن يُجمع جزء من رأس المال أيضاً من الشراكات بين القطاع الخاص والحكومات، لمحاولة إيجاد طرق لتشجيع المزيد من الاستثمار.

اقرأ المزيد: الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وأقل تكلفة في توقعات الأحوال الجوية

هناك بالفعل الكثير من رأس المال المستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي ما يتعلق بالتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الحيوية، كانت لدينا جائحة، ورأينا الحكومة تتدخل، لكن بشكل عام، فإنه من أجل إحراز التقدم التكنولوجي المنتظم والابتكار، لا أعتقد أننا بحاجة إلى إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال التكنولوجيا الطبية أو التكنولوجيا الحيوية. فالدفع بتقنيات مناخية مبتكرة، والانتقال الأسرع إلى الطاقة النظيفة، يتطلبان قدراً أكبر بكثير من رأس المال مما تتطلبه تلك المجالات الأخرى.

تتعامل غالبية الشركات مع اتجاهات متسارعة للرقمنة والأتمتة في أعمالها. أعتقد بأن تقنية "بلوكتشين" هي نسخة مبكرة من التقنيات التي ستُستخدم في النهاية لتعزيز رقمنة البنية التحتية للخدمات المالية. لأنه على الرغم من وجود الكثير من الأشياء الجيدة الناجمة عن استخدام "بلوكتشين"، إلا أنها ليست تقنية رائعة لعدد كبير من المعاملات ذات السرعة العالية جداً.

قد لا يكون هذا تشبيهاً مثالياً، ولكن طريقة التفكير بذلك، هي كالطريقة التي دخلت بها إلى الإنترنت قبل 25 عاماً مقابل الطريقة التي تصل بها إلى الإنترنت الآن.

جين فرازير

المديرة التنفيذية

"سيتي غروب"

عندما أفكر في السنوات الثلاثين المقبلة والابتكارات التي ستغير وتحدّد الأسواق، لا يتبادر إلى ذهني منتج واحد، بل وبدلاً عن ذلك، أركز على الطرق الجديدة التي سنمارس بها الأعمال في هذا القطاع. هناك تغييرات جوهرية تلوح في الأفق، من شأنها إعادة بناء البنية التحتية للأسواق العالمية، وإعادة هيكلية قطاع التمويل الذي نعرفه اليوم.

نحن نتحرك نحو اقتصاد افتراضي لا حدود له، حيث لا تفتح الأسواق أو تغلق، ولا حدود لشراء الأصول الرقمية بالنقود التقليدية أو بيعها، وتنتشر أنشطة "ميتافيرس". سيتم احتضان الأصول الرقمية وتأمينها على نطاق واسع، وسنرى "صوراً تشخيصية" (أفاتار) للأصول، موجودة في أكثر من شكل بين الأصول التقليدية والأصول الرقمية الأصلية والإصدارات المرمّزة من الأصول التقليدية.

اقرأ المزيد: خبير في صناعة الألعاب يشكك في رؤية "فيسبوك" لعالم "ميتافيرس"

في هذا العالم، سيتمكن المشاركون في السوق من الرد على إعلانات "ما بعد إقفال البورصة" والأحداث الخارجية في أي وقت من اليوم، وعلى امتداد المناطق الزمنية. ستعمل طبيعة هذه المعاملات على مدار الساعة كل أيام الأسبوع، على تقليل المخاطر التشغيلية، وتبسيط المدفوعات عبر الأنظمة الأساسية على مستوى العالم، وتعزيز تجربة المستهلك والعميل.

سيتطلب جعل هذا الأمر حقيقة واقعة، وضع معايير تشغيلية على مستوى الصناعة المالية، وبنية تحتية محسّنة للسوق عبر كل من القطاعين العام والخاص. سنحتاج إلى الأطر التنظيمية المناسبة، وإلى جيل جديد من أدوات إدارة المخاطر والحوكمة، والبنية التحتية المناسبة لدعم التوائم الرقمية للأنظمة المادية والأشياء.

سيعني ذلك إضفاء الطابع المؤسسي على نطاق واسع على فرص البيع بالتجزئة والأصول غير المادية، وهو ما نشهده اليوم بالفعل. يتزايد تبني المؤسسات للأصول الرقمية، وهناك تزايد في "إضفاء الطابع المالي" على الأشياء التي كانت موجودة في السابق فقط في أيدي أفراد التجزئة، مثل العقارات الفردية والفنون والمقتنيات الأخرى. هناك شيء واحد مؤكد، هو أن عام 2050 سيكون افتراضياً وبلا حدود.

ديفيد سيغل

المؤسس المشارك والرئيس المشارك

"تو سيغما إنفستمنتس"

يمكننا أن ننظر إلى ما لدينا الآن، ونرى أننا في مرحلة تشبه المراحل الأولى من وجود الإنترنت في عام 1992. هناك الكثير من الأمور التي تحدث، فيما لا يزال تأثير التشفير غير معروف. كذلك الأمر بالنسبة إلى تأثير التقنيات الطبية الجديدة، مثل تقنية (mRNA)، والقدرة على تطوير العديد من المجالات باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه المجالات الثلاثة، تذكرني بطريقة ما، بعام 1990 والإنترنت.

من المحتمل أنه بعد 30 عاماً من الآن، سيؤدي التقدم الحاصل في التكنولوجيا الطبية إلى علاجات حقيقية وذات مغزى لأمراض فظيعة مثل السرطان. تخيل التحوّل الذي ستشهده حضارتنا إذا استطعنا تطوير علاجات لبعض الأمراض التي ابتليت بها البشرية إلى الأبد. قد يغير ذلك في واقع الأمر، حياة الكثيرين من الناس أكثر من أي شيء آخر.

اقرأ أيضاً: هل تنقلب المضادات الحيوية على البشر يوماً ما؟

قد يتضح أن مشكلات المناخ المتسارعة - يبدو أننا ندخل وضع سيئ في هذا المجال - ستكون بالفعل المشكلة المهيمنة. أنا متحمس للغاية بشأن التقنيات التي تعمل على تطوير إزالة الكربون في العالم.

الكثير من هذه الاختراقات، يأتي نتيجة القدرة على تطبيق مناهج حسابية في مجالات تقليدية أكثر - الكيمياء الحاسوبية، والبيولوجيا الحاسوبية، وما إلى ذلك. من هنا، أشعر شخصياً بأن تطبيق الحوسبة لحل مشكلات الطب والمناخ وما إلى ذلك، سيكون المجال الذي سنجد فيه أن الذكاء الاصطناعي يقدم الوعد الأكبر لجعل عالمنا أفضل.

نير بار ديا

الرئيس التنفيذي المشارك

ـ"بريدج ووتر أسوشيتس"

لطالما تم حل أصعب مشكلات البشرية من خلال التعاون: حيث يتشارك الأشخاص المعلومات، ويبنون على تقدم بعضهم البعض، ومناقشة وجهات النظر المختلفة، والعمل معاً لتشكيل حلول أكبر مما يمكن لأي فرد تحقيقه بمفرده.

نحن نعيش في عالم يزداد استقطاباً ويتميز بالصراع بين الدول وداخلها، وسط تدهور حاد للثقة في المؤسسات والأنظمة التي عززت التعاون لعقود.

ستتمثل أهم الابتكارات في العقود القليلة المقبلة في تطوير مجموعة من التقنيات لدعم نهج "التعاون المفتوح" بشكل ناجح. وأعني بـ"التعاون المفتوح"، الديناميكية التي يتم فيها جعل أفضل الأفكار شفافة للناس في كل أنحاء العالم، حتى يتمكن الآخرون من فهمها والتعلم منها وتحسينها، وفي النهاية، إذا انتصرت الحقيقة والجدارة – فعلى المرء الوثوق بها.

غالباً ما تُستخدم أفضل تقنيات التعاون الحالية لإنتاج نتائج معاكسة، وهذا هو بالضبط سبب أهمية تطورها لتمكين التعاون المفتوح بدلاً من الاستقطاب. يمكن أن تمكننا هذه التقنيات من تحقيق أقصى استفادة من معرفتنا الجماعية ومواردنا في مواجهة المشكلات المشتركة، ولدينا القدرة على تشكيل ليس فقط الأسواق المالية بشكل هادف، ولكن كل شيء يتعلق بكيفية تفاعلنا، وكيف نعمل، وكيف نبتكر.

يمكن أن تكون بمثابة وسيلة لتجاوز العديد من الجدران التي تفصل بيننا، ما يسمح للناس بتجاوز الحدود الجغرافية والإيديولوجية، والالتفاف على المؤسسات غير الموثوق بها، وخلق اتصال مع أشخاص خارج دوائرنا الحصرية والمحددة بشكل ضيق.

شيمارا ويكراماناياكي

المديرة التنفيذية

"ماكويري غروب ليمتد"

ليست هناك نهاية للفرص من ناحية الاستجابة للمناخ. لقد أبلينا بلاءً حسناً في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكننا نحتاج حقاً إلى حلول ثابتة في مجال الطاقة. وهذا يعني تكنولوجيا البطاريات، والشبكات الصغيرة، والهيدروجين – جزء كبير منها على الأغلب - وشبكات توزيع الطاقة، وما إلى ذلك. تصل المركبات والسيارات الكهربائية الآن بالفعل إلى نقطة سعر، حيث يمكنها التوسع كثيراً، ولكن بعد ذلك، نحتاج في مجال النقل لمسافات طويلة إلى أشياء مثل الوقود الحيوي ووقود طيران مستدام.

تعدّ الزراعة مصدراً كبيراً للانبعاثات، ولا نزال نفتقر إلى الحلول في هذا المجال. نحن نستثمر في مجموعة كبيرة من الزراعة الدقيقة، لكننا بحاجة إلى أشياء مثل المخزون الغذائي ذو الميثان المنخفض، والذي سيكون حلاً رائعاً كونه مصدراً كبيراً للانبعاثات. وبالطبع، في الصناعة، ليست هناك حدود لمدى الحلول التي نحتاج إليها.

اقرأ أيضاً: الابتكارات... وسيلة القطاع الصناعي إلى الانبعاثات الصفرية

نحن نستثمر في أشياء مثل مشروعات الهيدروجين والأمونيا وشحن البنية التحتية لمحاولة مساعدة الأساطيل الصناعية الكبيرة على الانتقال إلى المركبات الكهربائية. الحلول لا تعد ولا تحصى، ونحن نستثمر في العديد منها. نحن نعمل أيضاً على إيجاد حلول للبلاستيك وإعادة التدوير. لذلك هناك الكثير مما يمكن فعله. لن أحاول أن أختار من بين كل هذه الأمور، بل سأجرب كل شيء لأعرف ما الذي سينجح.

تصنيفات

قصص قد تهمك