بلومبرغ
بعد سنوات قليلة فقط من مساعدة البنوك في إنشاء سوق عملاقة لشركات الشيك على بياض؛ أصبحت تبتعد عن الصفقات بدافع الخوف من المخاطر.
أفادت "بلومبرغ" أمس الإثنين أنَّ "غولدمان ساكس" بصدد إنهاء مشاركته مع معظم شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة التي طرحها للتداول، ويوقف مؤقتاً إصدار شركة "شيك على بياض" جديدة في الولايات المتحدة.
قال أشخاص مطّلعون على الأمر، إنَّ "بنك أوف أمريكا" قلّص العمل مع بعض شركات "الشيك على بياض"، ويمكن أن يتراجع أكثر أثناء تقييمه لسياساته المحيطة بالصفقات.
يأتي تراجع البنوك بعد طفرة مكثّفة من تأسيس الشركات على مدى العامين الماضيين، إذ اعتمد المموّلون والسياسيون والمشاهير على الصفقات المدرجة بالبورصات العامة لجمع الأموال كي يتمكّنوا من شراء شركات أخرى.
إلغاء خطط طرح 4 شركات "شيك على بياض" في أقل من 24 ساعة
لكنَّ الإرشادات الجديدة الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات عملت على تقليص شركات "الشيك على بياض" التي كانت بالفعل تنكمش بسرعة بسبب التوترات في الأسواق، ولدى الجهات التنظيمية، وتراجع عوائد الصفقات.
قال أوليفر شاربينغ، مدير محفظة في "بانتليون" (Bantleon): "تواصل هيئة الأوراق المالية والبورصات تثبيط شركات (الشيك على بياض) الضعيفة بالفعل .. لا يوجد عملياً أي أموال يمكن جنيها من الإصدارات الجديدة في الوقت الحالي".
تتركز مخاوف البنوك في الآونة الأخيرة حول مخاطر المسؤولية الناشئة عن القواعد الجديدة، والتي تهدف إلى تشديد الرقابة على السوق بعد أن سجلت أداءً قياسياً لعدة سنوات.
قواعد متشددة
تتطلب المقترحات من شركات "الشيك على بياض" الكشف عن مزيد من المعلومات حول تضارب المصالح المحتمل، وتسهيل مقاضاة المستثمرين بشأن التوقُّعات الخاطئة.
كما تتطلّب من مديري الاكتتاب لطرح شركات "الشيك على بياض" أن يضمّنوا أيضاً الشراء اللاحق للشركة المستهدفة، والتي تُعرف بـ"الاندماج مع شركة شيك على بياض". حذّرت شركات قانونية بارزة من أنَّ التوسع في مسؤولية إدارة الاكتتاب يشكّل خطراً أكبر على البنوك الاستثمارية.
حتى الآن، وضعت المقترحات العقبات أمام أكبر البنوك في "وول ستريت" مع توقُّع أن تحذو حذوها بنوك أخرى.
"القابضة" و"شيميرا" تستعدان لإدراج أول شركة شيك على بياض في الشرق الأوسط
أوقف "سيتي غروب" الطروحات العامة الأولية لشركات "الشيك على بياض" الأمريكية الجديدة حتى تحصل على مزيد من الوضوح بشأن المخاطر القانونية المحتملة التي تشكّلها الإرشادات، بحسب ما أفادت "بلومبرغ" الشهر الماضي.
يتراجع "غولدمان ساكس" بسبب القواعد المقترحة، على الرغم من أنَّه قد يختار مواصلة العمل الاستشاري مع عدد صغير من عملاء شركات "الشيك على بياض" في حالات نادرة.
أفادت "بلومبرغ" أنَّ "بنك أوف أمريكا"، الذي يواصل أيضاً العمل الانتقائي مع بعض الصفقات، أنهى علاقاته مع بعض شركات "الشيك على بياض"، ودخل في مناقشات مع العملاء بشأن اجتياز البيئة الحالية.
استحوذ "بنك أوف أمريكا"، و"سيتي غروب"، و"غولدمان ساكس" معاً على أكثر من 27% من صفقات شركات "الشيك على بياض" الأمريكية منذ بداية العام الماضي، وأشرفوا على حوالي 47 مليار دولار من المعاملات، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
شركات في مأزق
تعمل شركات "الشيك على بياض" مع مستشاريها حتى بعد طرحها للاكتتاب العام على إتمام اندماجها مع شركة مستهدفة، تُعرف باسم الاندماج مع شركة خاصة بأغراض الاستحواذ. إذا فشلت في إتمام هذه الصفقة؛ فإنَّها تضطر إلى إعادة رأس المال إلى المستثمرين.
من المحتمل أن يثير الانسحاب في الآونة الأخيرة غضب العملاء الذين قاموا بزيادة رأس المال لتأسيس شركات "الشيك على بياض" الخاصة بهم، وهم ما يزالون يبحثون عن أهداف الاستحواذ لإكمال عمليات الاندماج الخاصة بهم.
من غير المعتاد أن ينسحب البنك من شركة "شيك على بياض" تتسم بالنشاط، لأنَّها تقوم بدور الاندماج مع شركة خاصة بأغراض الاستحواذ أيضاً. تشكّل هذه الخطوة خطورة بجعل مموّل شركة "الشيك على بياض"- عميلها - في مأزق وغير سعيد.
أثّرت المعنويات أيضاً في الأسهم؛ فقد انخفض مؤشر "دي سباك" (SPAC-De) - الذي يتتبّع 25 شركة تم طرحها للاكتتاب العام من خلال الاندماج مع شركة "شيك على بياض"- بنسبة 10.4% أمس الإثنين.
جمعت شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المدرجة في الولايات المتحدة 679.3 مليون دولار من خلال الطروحات العامة الأولية في أبريل، أي أقل بنسبة 89% من المتوسط الشهري البالغ 5.95 مليار دولار في العام الماضي، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".