بلومبرغ
أصبحت الولايات المتحدة سوقاً أكثر جاذبية لمتداولي النحاس والمعادن الأخرى. يتم تداول العقود الآجلة للنحاس في بورصة "كومكس" (Comex) بعلاوة قريبة من بورصة لندن للمعادن في الأسابيع الماضية، ما جذب المزيد من "نحاس الكاثود" خاصة من أمريكا الجنوبية، أكبر منطقة منتجة في العالم، وارتفعت واردات "الكاثود" إلى الولايات المتحدة من تشيلي بنسبة 37% خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام، مقارنة بالربع السابق، وفقاً لبيانات "ستاندرد آند بورز غلوبال".
يشير التسعير الأقوى في نيويورك إلى الاقتصاد القوي في الولايات المتحدة، حيث يركز بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن بشدة على خفض التضخم المتزايد، بالإضافة إلى المشاكل اللوجستية المستمرة التي لا تزال تمنع المواد من الذهاب إلى أماكن طلبها على الفور.
قال بارت مالك، المدير العالمي لاستراتيجية السلع في "تي دي سيكيوريتيز": "يعد أداء الاقتصاد الأمريكي أفضل نسبياً من الاقتصادات الأخرى، وبالتأكيد أفضل من أوروبا".
عانت السلع بما في ذلك النحاس من اضطرابات الحرب الروسية على أوكرانيا، وحتى قبل الغزو، صعدت أسعار المواد الخام بسبب ارتفاع الطلب، واختناق الإمدادات بسبب مشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن الوباء، كما أدت أزمة الطاقة في أوروبا، التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى تقليص الإنتاج أو وقفه بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.
مع تفشي الإصابة بـ"كوفيد 19" بشدة مؤخراً في شنغهاي، برزت مخاوف أخرى من أن يؤدي ازدحام الموانئ إلى مزيد من التأخير في نقل المواد إلى الأسواق، وقال "مالك": "تتباطأ التدفقات من آسيا وروتردام"، موضحاً أن ذلك بجانب التباين في الطلب يعني أن الأسعار النسبية في أمريكا الشمالية أقوى.
كما يقول المتداولون إن المستثمرين ينقلون على الأقل جزءاً من تجارتهم إلى عقود "كومكس" للنحاس، في أعقاب أزمة تداول النيكل في بورصة لندن للمعادن.
وارتفع عدد عقود المشتقات القائمة في "كومكس" للنحاس بنسبة 15% منذ أن أعادت بورصة لندن للمعادن فتح تداول النيكل منتصف مارس، وهذا يتناقض مع هجرة المتداولين الجماعية من عقود المعادن الستة الرئيسية في بورصة لندن للمعادن، بعد أزمة عقود البيع على المكشوف غير المسبوقة في عقود النيكل في البورصة.
وبحسب ما أكده "مالك" فإنه: "من المنطقي القول إنه لأسباب تتعلق بتخفيف المخاطر، قد ترغب في نقل بعض التحوط إلى مكان آخر".