تعطل قطار اكتتابات التكنولوجيا في الهند بعد هوس طروحات 2021

time reading iconدقائق القراءة - 6
شخص ينظر إلى لوحة إلكترونية لمؤشر الأسهم على حائط مبنى بورصة مومباي، الهند - المصدر: بلومبرغ
شخص ينظر إلى لوحة إلكترونية لمؤشر الأسهم على حائط مبنى بورصة مومباي، الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يواجه قطار الطروحات العامة الأولية التكنولوجية في الهند تهديداً بالتوقف بعد انهيار أسهم عدة شركات بارزة عقب إدراجها في السوق.

أجّلت مجموعة كبيرة من أبرز شركات التكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك "فنادق أويو" (Oyo Hotels)، ومزودة الخدمات اللوجستية "ديلهيفري" (Delhivery)، طرح أسهمها، وتستعد لإعادة النظر في التقييمات المستهدفة، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وكانت الشركتان المدعومتان من قبل "سوفت بنك غروب"، من بين الطروحات المرتقبة عن كثب في الهند.

أطول موجة نزوح أجنبي من الأسهم الهندية في 5 سنوات

ويتم حالياً إعادة النظر في اكتتابات بيئة الشركات الناشئة المزدهرة في الهند، بعد أسابيع فقط من تحقيقها لعام قياسي. وتسود حالة من النفور لدى المستثمرين حيال اكتتابات أسهم التكنولوجيا الجديدة بعد الطرح العام المأساوي لـ "باي تي إم"، شركة التكنولوجيا المالية، فضلاً عن الصفعة التي تلقّتها شركة التجارة الإلكترونية المدرجة حديثاً "زوماتو"، وشركة "نايكا" (Nykaa). وكثّفت الجهات التنظيمية تدقيقها بشأن الشركات المؤهلة للاكتتابات العامة بعد أن اكتوى المستثمرون بنيران الخسائر، الأمر الذي أدى إلى التأخيرات.

لا صخب ولا ضجيج

قال أنوب جين، الشريك الإداري في "أوريوس فينتشر بارتنرز"، شركة استثمار في المراحل المبكرة: "لم يعد المستثمرون مفتونين بالشركات الناشئة ذات الأسماء الرنانة"، فهم يبحثون عن الطريق إلى الربحية والعوائد، وليس عن ضجيج أو صخب.

من جانبه، قال متحدث باسم "أويو" في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إنَّه من الإجراءات المعيارية للجهة التنظيمية أن تُطلب توضيحات بشأن الإيداع الأولي للاكتتابات الأولية العامة، مضيفاً أنَّ "المصرفيين لدينا يتواصلون معهم بشكل نشط. ولا يمكننا التعليق على التفاصيل. ورفضت "ديلهيفيري" الردّ.

موجة طروحات عامة أولية بـ8.8 مليار دولار تكتسح الهند مع صعود الشركات الناشئة

قال بعض المطّلعين، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لخصوصية التفاصيل، إنَّ مالكي "ديلهيفري" أجّلوا الاكتتاب الأولي العام البالغة قيمته مليار دولار تقريباً حتى العام المالي الذي يبدأ في شهر أبريل المقبل. وأشاروا إلى أنَّ الشركة تعكف أيضاً على مراجعة خطة الإدراج بعد أن أبدت الجهات التنظيمية لسوق الأوراق المالية ضيقها إزاء تخطيط المستثمرين لبيع كمية كبيرة من الأسهم في الاكتتاب. وكانت شركة اللوجستيات الناشئة، المدعومة من كلٍّ من "كارلايل"، و"سوفت بنك"، قد خططت مسبقاً للإدراج بحلول شهر مارس.

تدقيق مكثف

تواجه "أويو"، التي خضعت للتدقيق بسبب هيكل ملكيتها، فضلاً عن خسائر فادحة بعد تقديم وثائق الاكتتاب الأولي العام الماضي، استيضاحات من الجهة التنظيمية أيضاً. وتقدّمت الهيئة التنظيمية الهندية باستفسارات حول عملية التقاضي المستمرة بين "أويو"، ومشغلة النُزل "زوستيل هوسبيتاليتي" (Zostel Hospitality)، التي تطالب بحصة في الشركة بعد عملية اندماج فاشلة في عام 2016.

وما تزال الموافقة على مسودة نشرة الاكتتاب الأولي العام المزمع لشركة "أويو"، والبالغة قيمتها 1.2 مليار دولار معلّقة منذ ما يقرب من خمسة أشهر. ومن بين المستثمرين في الشركة، هناك: "سيكويا كابيتال" و"لايتسبيد فنتشر بارتنرز"، بالإضافة إلى "سوفت بنك".

طرح "بايتم" الهندية يلقن "سوفت بنك" و"بركشاير" درساً قاسياً

وقال أحد المطلعين، إنَّ الإدارة والمصرفيين في "أويو"، المعروفة رسمياً باسم "أورافيل ستايز" (Oravel Stays)، غير متعجلين بشأن الاكتتاب. وأضاف أنَّهم يستغرقون وقتهم قبل الرد على استفسارات الجهة التنظيمية لإبطاء الإدراج عن قصد.

كذلك لم يتم تأكيد مواعيد الاكتتاب العام لشركة "فارميزي" (Pharmeasy)، التي تديرها شركة "إيه بي آي هولدنغز"، وسوق السيارات "دروم تكنولوجي"، التي سجّلت مستندات الاكتتاب الأولي في شهر نوفمبر الماضي. ويشمل مستثمرو "فارميزي" كلاً من شركتي "بروسوس فينتشرز"، و"تي بي جي"، في حين أنَّ "دروم" مدعومة من كلٍّ من "بينيكست"، و"لايتبوكس فينتشرز".

ورفض المتحدثون باسم "فارميزي"، ودروم" التعليق.

التخارجات

شهدت أول انطلاقة للاكتتابات الأولية العامة بأسهم التكنولوجيا في الهند عاماً حافلاً من تخارج المستثمرين العالميين خلال 2021. فقد جمعت "وان97 كوميونيكشنز"، الشركة الأم لـ "باي تي إم"، مبلغاً قياسياً يقدّر بـ 2.5 مليار دولار عندما طرحت أسهمها للاكتتاب العام في نوفمبر الماضي. لكن هوت أسهمها بـ 60% من سعر الاكتتاب الأولي العام، الأمر الذي أثار حفيظة المستثمرين، ومخاوف الجهات التنظيمية. وأدى التراجع الأوسع في أسهم شركات التكنولوجيا في الهند وخارجها إلى تفاقم حالة الغضب.

سهم "باي تي إم" الهندية ينهار مجدداً وخسائره تصل إلى 30%

وبحسب مطّلعين؛ فإنَّ الاكتتابات الأولية العامة للشركات الناشئة الهندية "دروفا" (Druva)، و"إن موبايل" وباين لابز" في السوق الأمريكية، قد تم تعليقها إلى النصف الثاني من عام 2022 أو ما بعده. وتأسست هذه الشركات في الهند، وهي كلٌّ من "دروفا" التابعة لـ "صنيفيل"، مزوّدة البرمجيات كخدمة ومقرها في كاليفورنيا، و"إن موبايل" الناشئة لحلول الأجهزة المحمولة ومقرها سنغافورة، و"باين لابز"، المتخصصة في التكنولوجيا المالية، إذ ما تزال تمتلك الجزء الأكبر من عملياتها.

خسارة "سي ليمتد" 16 مليار دولار من قيمتها تنذر بمشكلة تتخطى حدود الهند

قال متحدث باسم "دروفا" في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إنَّ "الشركة ستستمر في متابعة ظروف السوق والصناعة، على أن تبذل قصارى جهدها لتحقيق النمو والنجاح في المستقبل".

ولم تردّ "إن موبايل" ولا "باين لابز" على استفسارات للتعليق على الأمر.

ويُعد تعليق الإدراجات في الهند حدثاً كبيراً غير معروف، مثل مصير الطرح الضخم لأسهم شركة "لايف إنشورانس" الهندية المملوكة للدولة، والتي قدّمت مسودة نشرة الاكتتاب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال العديد من الأشخاص، إنَّ التقييم النهائي واهتمام المستثمرين فيما يُطلق عليه بـ "مصدر جميع الاكتتابات الأولية الهندية" يمكن أن يفرض مسار خطط إدراج شركات التكنولوجيا.

قال سانديب مورثي، الشريك في "لايتبوكس"، ومقرها في مومباي، إنَّ المخاوف بين المستثمرين في سوق الاكتتابات العامة تتزايد بعد عامين من النمو "الصاروخي".

وأضاف مورثي: "هيمن النهم على السوق في العام الماضي، باستثناء إقبال المستثمرين الأجانب، إذ كانت السوق مستعدةً لقبول أي شيء. وفي الوقت الحالي، تهيمن حالة من الخوف، ولكن انتظر بعض الوقت فقط، وستعود حالة الزخم مرة أخرى".

تصنيفات

قصص قد تهمك