بلومبرغ
واجه المديرون التنفيذيون لشركات السيارات في الصين الكثير من التحديات هذا العام. لكن بالنسبة للعاملين في مجال السيارات الكهربائية (الجميع تقريباً هذه الأيام) فقد كان عليهم مواجهة أمور صعبة بشكل خاص. لم يقتصر الأمر على ازدحام أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم في عام 2021، ولكن أدت المبيعات الهائلة- يُتوقع أن تتضاعف عمليات التسليم هذا العام إلى حوالي 3 ملايين وحدة- إلى تصاعد أسعار المواد الخام. ويضغط ذلك أيضاً على أرباح شركات تصنيع البطاريات، ويثير منافسة محتدمة على مستوى العالم على موارد الليثيوم.
جاذبية
تضاعف سعر كربونات الليثيوم أكثر من ثلاث مرات منذ يناير، ليضيف حوالي 470 دولاراً إلى تكلفة صنع سيارة تعمل بالبطارية، وفقاً لما أورده تلفزيون الصين المركزي. كما انعكس نقص المعروض على أسعار مواد الليثيوم الأخرى. جذبت الشركات الموردة لليثيوم في الصين انتباه المستثمرين، قفزت أسهم شركة "تيبت سوميت ريسورسز" بـ 250% هذا العام، وارتفع سهم شركة "تيانكي ليثيوم" بنسبة 205%.
رغم أن احتياطيات الصين من الليثيوم تحتل المرتبة الرابعة حول العالم، إلا أن المعدن الفضي موجود بشكل أساسي في بحيرات الملح حول التبت وتشينغهاي، وهي مقاطعة صينية ذات كثافة سكانية منخفضة تمتد عبر هضبة التبت الشاهقة، ما يجعل من الصعب تكريره ونقله. ورغم تضاعف إنتاج كربونات الليثيوم من بحيرة تشينغهاي هذا العام، لا يزال الطلب يفوق العرض، وفقاً لدونغ يانغ، نائب رئيس مركز أبحاث السيارات الرائد "تشاينا إي في 100" (China EV 100). ولتعويض النقص، تستورد الصين حوالي 70% من حاجتها من الليثيوم من الخارج. ومع احتمال ارتفاع الحاجة إلى المزيد من الليثيوم مع تسارع ثورة المركبات الكهربائية، تكثف الشركات جهودها لتأمين الإمدادات لقطاع التكرير المهيمن.
سباق
قدمت شركة "غانغ فينغ ليثيوم"، إحدى أكبر منتجي الليثيوم في العالم، عرضاً لشراء حصة في "ميلينيال ليثيوم" (Millennial Lithium) الكندية في يوليو، وانضمت شركة "كاتل" (CATL) العملاقة لتصنيع البطاريات، بقيادة الملياردير "زينغ يوكون" إلى السباق بعد بضعة أشهر، لتتفوق على "غانغ فينغ". في النهاية، انتصرت شركة ثالثة، هي "ليثيوم أمريكاز"، (رغم أن "غانغ فينغ" من المساهمين في "ليثيوم أمريكاز"). لم تتوان شركة "غانغ فينغ" في سبتمبر عن شراء شريكتها، "إنترناشيونال ليثيوم" (International Lithium)، في مشروع "ماريانا" في الأرجنتين، أحد أكبر الاحتياطات على مستوى العالم. في الشهر الماضي، دفعت "زيجين ماينينغ" حوالي 755 مليون دولار نقداً لشركة "نيو ليثيوم" (Neo Lithium)، وهي مجموعة كندية لها أيضاً عمليات في الأرجنتين.
انضمت شركات صناعة السيارات أيضاً، أبرمت "بي واي دي" في وقت سابق من هذا الشهر صفقة توريد مدتها أربع سنوات مع "دو فلوريد نيو ماتيريالز" (Do-Fluoride New Materials) لشراء ما لا يقل عن 56,050 طناً من سداسي فلورو فوسفات الليثيوم حتى ديسمبر 2025. يمتلك ليو شيانغ يانغ، ابن عم مؤسس "بي واي دي" وانغ تشوانفو، والذي ساعد وانغ بإقراضه عند تأسيس الشركة في عام 1995، استثمارات في السبودومين، وهو معدن خام يحتوي على الليثيوم، في مقاطعة سيتشوان، ما سيعزز الإمدادات المستقبلية لشركة "بي واي دي".
يُعد نقص الرقائق الذي يقبض على خناق صناعة السيارات بمثابة تذكير للمديرين التنفيذيين في قطاع السيارات الكهربائية في الصين بما قد يحدث إذا نفد الليثيوم. ستصبح المنافسة على بطارية معدنية لا غنى عنها أكثر شراسة؛ ويمكنك توقع أن يرغب الصينيون في الحصول على مقعد رئيسي في أي حرب مزايدة.