بلومبرغ
قال الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس غروب" ديفيد سولومون إن الأسواق قد تواجه أوقاتاً عصيبة في المستقبل تزامناً مع مساعي الاقتصاد العالمي للخروج من التأثير الحاد لوباء كورونا.
أوضح سولومون في مقابلة بمنتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة: "عندما أتأمل وأفكر في مسيرتي المهنية الممتدة لـ 40 عاماً، أجد أن الجشع تجاوز الخوف بكثير في فترات من الوقت، نحن في إحدى تلك الفترات. تجربتي تقول إن تلك الأوقات لم تدم طويلاً، وسيعود التوازن وستتجلى معه الصورة القادمة بشكل أكبر قليلاً ".
استفادت الأسواق العالمية خلال فترة الوباء بسبب التحفيز الهائل الذي عزّز أيضاً الأرباح في البنوك من أمثال "غولدمان". ويتزايد القلق حالياً من التحدّي الناتج عن التضخم المتسارع الذي سيعتبر تحدياً في طريق الانتعاش المستدام، وقد تضطر البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة رداً على ذلك.
قال سولومون: "هناك احتمالات بأن أسعار الفائدة سترتفع، وإذا صعدت أسعار الفائدة، فإن ذلك بحد ذاته سيقضي على جانب من السيولة في بعض الأسواق".
ناقش سولومون أيضاً التحدي المتمثّل في تغيّر المناخ قائلاً إن الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر "هام للغاية".
كان "غولدمان" واحداً من البنوك والمستثمرين وشركات التأمين التي التزمت في وقت سابق من هذا الشهر بإزالة الكربون بحلول منتصف القرن، من خلال الانضمام إلى تحالف جلاسكو المالي لتحقيق صافي انبعاثات صفرية. مع ذلك، قوبلت المبادرة بالشكوك، حيث تساءل نشطاء المناخ والمنظمات غير الربحية عمّا إذا كان قطاع التمويل الضخم قادراً على إبعاد نفسه سريعاً عن الوقود الأحفوري. أوضح "غولدمان" وآخرون أنه ليس من المجدي التوّقف عن العمل مع الصناعة.
قال سولومون: "علينا أن ندرك أننا نحاول إحداث تغيير جذري للغاية"، مشدداً على أن الانتقال سيستغرق وقتاً.
الصين
يعتبر "غولدمان ساكس" في طليعة البنوك العالمية المندفعة لكسب موقع أكبر لها في الأسواق الصينية التي تفتح أبوابها حالياً، ويتزاحم لجني مليارات الدولارات من الأرباح المحتملة. خلال الشهر الماضي، حصل البنك على الموافقة على الاستحواذ بالكامل على مشروع أوراق مالية، لينهي بذلك شراكة مدتها 17 عاماً. كما يخطط لمضاعفة قوته العاملة في الصين إلى 600 وتوسيع إدارة الأصول والثروات. وحتى الشهر الماضي من هذا العام، أضاف البنك 116 موظفاً إلى أعماله بالبر الرئيسي، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 400.
لكن تتعامل بنوك "وول ستريت" أيضاً مع عدد من القضايا الساخنة بين الصين والولايات المتحدة. وشكك بعض المشرعين الأمريكيين في الاندفاع نحو الصين التي تعتمد على الاستثمارات لمساعدتها في دعم اقتصادها. سبق للصين أن اتخذت إجراءات صارمة ضد صناعات واسعة من قطاعها الخاص، مما أدى إلى اضطراب الأسواق ودفع المستثمرين مثل جورج سوروس إلى التحذير من الاستثمار في البلاد.
مع ذلك، لم تضغط الولايات المتحدة بشكل مباشر على البنك لتغيير خططه طويلة المدى في الصين، وفقاً لسولومون، لكنه قال إنه من وقت لآخر قد يكون هناك ضغط للقيام بأشياء معينة بشكل مختلف.
من جهته، قال نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان، الذي حضر المنتدى أيضاً، إنه يتعين على الصين والعالم العمل معاً لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، متعهداً بمواصلة بكين الانفتاح أكثر على الاستثمار الأجنبي في الوقت الذي ترفع فيه المزيد من الدول الحواجز بشأن مخاوف الأمن القومي.
قال سولومون: "أعتقد أن الصين تريد تنمية أسواق رأس المال لديها، وتريد رفع حجم نشاط الإدراج بشكل أكبر في هونغ كونغ والبر الرئيسي". وأضاف أن مشاركة المؤسسات العالمية "تعزز أسواق رأس المال لديها، ولذلك أعتقد أنها ستستمر في دعم الأمر، لكن العالم يُمكن أن يتغيّر".
هونغ كونغ
ألمح سولومون إلى أن هذه تعد أول زيارة له إلى آسيا منذ أوائل 2020 لكن ليست لديه خطط لزيارة الصين وهونغ كونغ. ووصل نظيره جيمي ديمون من "جيه بي مورغان تشيس آند كو" إلى هونغ كونغ هذا الأسبوع بعد حصوله على إعفاء من الحجر الصحي الصارم في المدينة، مُسلطاً الضوء على أن القيود تجعل من الصعب على البنك الاحتفاظ بالمواهب.
قال سولومون إن النهج الصارم تجاه وباء كورونا في الصين وهونغ كونغ يقف "بالتأكيد عائقاً أمام المواهب العالمية في هذا الجزء من العالم".
تعمل صناعة التمويل على تصعيد الضغط على هونغ كونغ لتخفيف قواعد الحجر الصحي والتخلّي عن سياسة "صفر حالات كورونا"، ووجدت دراسة استقصائية أن ما يقرب من نصف البنوك الدولية الكبرى ومديري الأصول يفكرون في نقل الموظفين خارج المدينة.
يتم تنظيم منتدى الاقتصاد الجديد من قبل بلومبرغ ميديا غروب التابعة لبلومبرغ إل بي، الشركة الأم لبلومبرغ نيوز.