بلومبرغ
صرحت شركة "جنرال موتورز" بأنها تتوقع استمرار النقص في أشباه الموصلات في العام المقبل. ورغم إعلان الشركة عن أرباح فصلية فاقت التوقعات، إلا أن هذا التصريح، كان له تأثير واضح على سعر سهمها.
أعلنت شركة صناعة السيارات يوم الأربعاء عن أرباح معدلة للسهم الواحد بلغت 1.52 دولار في الربع الثالث، وهي أعلى من تقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ" عند 97 سنتاً، ومقارنة بأرباح بلغت 2.83 دولار للسهم قبل عام.
اقرأ أيضاً: "جنرال موتورز" تخطط لمضاعفة الإيرادات وهامش الربح بحلول 2030
صعوبات الإنتاج
قالت "جنرال موتورز" إن أرباحها المتوقعة للعام بأكمله ستكون عند الحد الأقصى لتوقعاتها، ورغم ذلك، فقد محت الأسهم المكاسب التي حققتها في وقت سابق، بعد أن أشارت الشركة إلى أن النقص في رقائق الكومبيوتر الذي قيّد الإنتاج لأشهر عدة، لن ينتهي في أي وقت قريب. كما أن الآفاق الضعيفة بشأن إمدادات الرقائق، قد تجعل الربع الرابع أضعف من المتوقع.
في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ"، قالت ماري بارا، الرئيسة التنفيذية للشركة: "سيستمر الأمر في العام المقبل، غير أن لدينا شعوراً بأننا سنكون في وضع أفضل كثيراً في النصف الثاني من عام 2022".
انخفض سهم "جنرال موتورز" في تعاملات الأربعاء بنسبة 5.3% إلى 54.26 دولار عند الإغلاق، لكنه عاد وارتفع في بداية تداولات الخميس مسجلاً 54.61 دولار عند الساعة 9:53 صباحاً بتوقيت نيويورك.
ارتفاع أسعار السيارات
الوجه الآخر لمستويات الإنتاج المنخفضة هو ارتفاع أسعار السيارات بسبب نفاد المخزونات، وهو ما ساعد في زيادة إيرادات "جنرال موتورز" بنسبة 10% في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 93.4 مليار دولار.
جاءت الأرباح المبهجة على الرغم من حجم المبيعات الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق، والذي سجل انخفاضاً بنسبة 33% لهذا الربع، كنتيجة لانخفاض إنتاج المصانع وشح المخزون لدى التجار.
اقرأ المزيد: "جنرال موتورز" تتوقف تماماً عن إنتاج سيارات البنزين بحلول 2035
وأشارت بارا إلى الطلب المتعذر تلبيته على مركبات وشاحنات "جنرال موتورز" الرياضية متعددة الاستخدامات، واصفة النقص في الرقائق بأنه يمثل مشكلة على "المدى القريب"، لكنها أضافت أن "جنرال موتورز" تعمل مع صانعي الرقائق للتأكد من أن هذه المشكلة المرتبطة بخلل سلسلة التوريد لن تتكرر.
قالت بارا في رسالة إلى المساهمين: "نتائجنا للربع الثالث من عام 2021 تشير بوضوح إلى قوة الأنشطة الأساسية التي تمول أعمالنا المستقبلية، وخصوصاً عندما يتم وضعها في سياق النتائج السنوية. ونتيجة لذلك نعتقد بأن نتائج (جنرال موتورز) للعام بأكمله ستقترب من الحد الأقصى لمستهدفاتنا".
تتوقع شركة صناعة السيارات التي تتخذ من ديترويت في ميشيغان مقراً لها، أرباحاً معدلة قبل الفوائد والضرائب تتراوح بين 11.5 مليار و13.5 مليار دولار لعام 2021، أو ما بين 5.70 إلى 6.70 دولار للسهم. نتائج "جنرال موتورز" كانت مدفوعة بالأرباح المتحققة من الإقراض والمكاسب المتحصلة من شركة "إل جي إليكترونيكس" (LG Electronics) والتي وافقت على دفع 1.9 مليار دولار لشركة "جنرال موتورز" مقابل ما يقرب من كامل تكاليف استدعاء سيارتها "تشيفي بولت" الكهربائية.
اقرأ أيضاً: "جنرال موتورز" تتكبد مليار دولار بسبب مخاطر حريق سيارة "بولت" الكهربائية
على الرغم من أن الشركة رفعت مستهدف أرباحها، إلا أن الأرقام الجديدة التي سيتم الإعلان عنها تشير إلى أن الأرباح قبل الضرائب للربع الرابع تقدر بنحو ملياري دولار، وهي أقل من التوقعات عند 2.6 مليار دولار، بحسب مذكرة تحليلية لـ"كريدي سويس".
"جنرال موتورز" تتألق
نقطة مضيئة للشركة، هي الوحدة المالية في "جنرال موتورز"، ذراع الإقراض المتنامي للشركة. فرغم تراجع الأرباح بشكل طفيف خلال هذا الربع نتيجة انخفاض مبيعات الشركة، إلا أن أرباحها المعدلة للعام ارتفعت بأكثر من الضعف لتصل إلى 3.9 مليار دولار.
تقدم وحدة "جنرال موتورز" المالية قروضاً لاستئجار المركبات، وبمجرد أن تنتهي فترة العقود تقوم ببيع السيارات في المزاد إلى التجار. ومع ارتفاع أسعار السيارات المستعملة إلى مستويات قياسية، تمكنت وحدة "جنرال موتورز" من تحقيق أرباح مع نقص المعروض من السيارات في القطاع بأكمله.
لم تحقق شركة صناعة السيارات من خلال أعمالها الرئيسية في أمريكا الشمالية سوى نصف الأرباح قبل الفوائد والضرائب التي حققتها قبل عام، والتي بلغت 2.1 مليار دولار. غير أن إيرادات الشركة من الصين، أكبر سوق في العالم وثاني أكبر سوق لـ"جنرال موتورز"، كانت أفضل قليلاً، حيث ارتفعت إلى 270 مليون دولار من 262 مليون دولار.