بلومبرغ
خفَّضت "فولفو" طرحها العام الأولي بمقدار الخمس، لتصبح الأحدث ضمن سلسلة الشركات الأوروبية التي تتراجع عن أسواق الأسهم التي تعاني وسط ارتفاع تكاليف الطاقة والتأخير المستمر في سلسلة التوريد.
قالت شركة صناعة السيارات المملوكة لمجموعة "جيلي القابضة" الصينية، يوم الإثنين، إنها تتجه لطرح أسهمها بهدف جمع نحو 20 مليار كرونة سويدية (2.3 مليار دولار). كما حددت 53 كرونة للسهم كحد أدنى للنطاق السعري الاسترشادي الأولي للطرح.
أوقفت الشركات الأوروبية في الأسابيع الأخيرة خطط طرح أسهمها للاكتتاب العام، ومن بينها شركة التجزئة الهولندية للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية "كوولبلو" ومطور عقارات الرعاية الصحية "إيساد سانت" وسط موجة من الصفقات المتدفقة والتي زادت من صعوبة إقبال المستثمرين.
كما تزامن ذلك مع تزايد حالة التقلبات التي تشهدها أسواق الأسهم بكافة أنحاء العالم نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وتسارع التضخم وأزمة ديون مجموعة "إيفرغراند".
السيارات الكهربائية
تسعى "فولفو" لبيع سيارات كهربائية بالكامل بحلول نهاية العقد الجاري، وبناء مصنع للبطاريات في أوروبا.
وتنوي الشركة استخدام أموال الطرح لزيادة قدراتها في صناعة السيارات ومضاعفة مبيعاتها السنوية لتصل إلى نحو 1.2 مليون سيارة بحلول عام 2025.
قال هاكان سامويلسون، الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: "يمكن لعائدات الطرح إلى جانب ميزانيتنا العمومية القوية تمويل استراتيجية تحولنا المتسارع وتحقيق طموحاتنا بحلول منتصف العقد".
قال أشخاص مطلعون على الإجراءات، إن زخم الطروحات الأولية المماثلة وصعوبة تقييم حصة "فولفو" في شركتها التابعة "بولستار" لصناعة السيارات الرياضية الكهربائية حدت من إقبال المستثمرين لمستوى أقل من التوقعات بحسب المسار المخطط له للاكتتاب. حيث توقعت الشركة السويدية في البداية الوصول لتقييم يتراوح بين 19و23 مليار دولار.
يعد إدراج أسهم "فولفو" اختباراً رئيسياً لمدى إقبال المستثمرين في ظل الضغوط التي تتعرض لها شركات صناعة السيارات التقليدية ودفعها نحو الاتجاه لتصنيع السيارات الكهربائية ضمن طرازاتها الحديثة ومواكبة الإنفاق القياسي على ميزات القيادة الرقمية وذاتية القيادة.
تحاول "جيلي" للمرة الثانية زيادة حصة الأسهم الحرة في "فولفو" وذلك بعد عزوف المستثمرين عن محاولتها السابقة في عام 2018 والتي حاولت فيها الوصول بتقييم الشركة إلى 30 مليار دولار.
وبشكل رئيسي، الحفاظ على الاستقلالية
رفض المستثمرون احتفاظ "جيلي" بنحو كافة حقوق التصويت ضمن خطة "فولفو" الحالية للطرح، مما اضطر الشركة لتغيير هيكل الأسهم يوم الجمعة وخفض مستوى السيطرة قليلاً.
قالت "فولفو"، إن خطة خفض الطرح سيصل بنسبة الأسهم الحرة القابلة للتداول إلى 17.9% من إجمالي عدد الأسهم.
قالت ليزلوت ليدين، رئيسة قسم الأسهم في "أليكتا" أحد أكبر مديري الأصول في السويد: "إعادة تصنيف الأسهم من الشريحة أ إلى ب والوصول إلى الحد الأدنى الحالي للنطاق السعري الذي تم التوصل إليه إيجابي، وأحد الأسباب العديدة التي دفعتنا إلى الاستثمار".
أجلت الشركة بدء التداول في ستوكهولم لمدة يوم حتى 29 أكتوبر.
تحافظ "جيلي" على تحقيق مكاسب من الطرح رغم التعديل، حيث استحوذت الشركة على "فولفو" وشراء حصة "فورد" قبل 11 عاماً مقابل 1.8 مليار دولار.
وقد حافظت الشركة في ظل هيكل ملكيتها الجديد على استقلاليتها وازدهارها، حيث أصبحت الصين أكبر سوق لها، تليها الولايات المتحدة والسويد وألمانيا.