بلومبرغ
سعّرت شركة "إير بي إن بي" (Airbnb) أسهم طرحها العام الأولي الذي طال انتظاره بسعر يفوق نطاق السعر التسويقي لتتمكن من جمع حوالي 3.5 مليار دولار، مستغلة طلب المستثمرين على أعمال تأجير المنازل التي تعافت بقوة مما ألم بها جراء تفشي وباء كورونا.
جاء الاكتتاب العام الأولي للشركة بعد ساعات فقط من تضاعف سعر أسهم شركة "دوور داش إنك DoorDash Inc" تقريباً مقارنة بسعر الإدراج في جلسة التداول الأولى، لينضم إلى موجة من الشركات التي يقوم نشاطها على التعامل مع المستهلكين عبر شبكة الإنترنت والتي جرى طرحها للاكتتاب العام خلال الشهر الحالي.
باعت شركة "إير بي إن بي" ومستثمروها حوالي 52 مليون سهم يوم الأربعاء مقابل 68 دولاراً للسهم بعدما جرى تسويقها بنطاق بين 56 إلى 60 دولاراً للسهم، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لأن المعلومات لم تكن متاحة للعلن بعد. ووفقاً لهذا السعر، تبلغ قيمة أسهم الشركة بالكامل حوالي 47 مليار دولار، والتي تشمل خيارات أسهم الموظفين ووحدات الأسهم المقيدة.
شركات أخرى اصطفت لجمع الأموال
يزيد إدراج "إير بي إن بي" من طفرة ما كان بالفعل عاماً قياسياً بالنسبة للاكتتابات العامة الأولية؛ حيث جرى جمع أكثر من 163 مليار دولار في البورصات الأمريكية، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ويتضمن ذلك اكتتاب شركة "دوورداش" بقيمة 3.37 مليار دولار. ومن بين الشركات الأخرى التي اصطفت للاكتتاب العام الأولي هذا الشهر شركة ألعاب الفيديو "روبلوكس"، وشركة الإقراض بالتقسيط "أفيرم هولدينغ إنك"، و شركة " كونتكست لوجيك" وهي الشركة الأم لشركة تجارة التجزئة الإلكترونية بأسعار مخفضة "ويش" (Wish).
دفعت الزيادة في اليوم الأول للطرح قيمة شركة "دوورداش" إلى حوالي 71 مليار دولار؛ بما في ذلك قيمة خيارات أسهم الموظفين ووحدات الأسهم المقيدة.
ولكي تتمسك شركة "إير بي إن بي" بأي تقييم كبير، ستحتاج إلى التعامل مع سلسلة من التهديدات، على النحو المبين في نشرة الاكتتاب العام الأولي، بدءاً من زيادة عدد بيوت الحفلات التي تحمل مخاطر المسؤولية التضامنية، إلى زيادة العقارات المدارة بشكل احترافي والتي تفتقر إلى عوامل الجذب التي جعلت التأجير عبر موقع شركة "إير بي إن بي" مشهورا.
ضربة الوباء القاصمة
تتخذ "إير بي إن بي" من مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا مقراً لها. وشهدت الشركة تراجعاً في الحجوزات المحلية منذ الأيام الأولى لوباء كورونا الذي أدى إلى تراجع الطلب.
وفي رسالة إلى المساهمين، قال المؤسسون الثلاثة للشركة إن الأشهر العشرة منذ بدء تفشى الوباء كانت "الفترة الأكثر تحديداً منذ أن أنشأنا "إير بي إن بي"".
وفي السنوات الـ13 الماضية، أحدثت "إير بي إن بي" تغيراً جذرياً في سوق السفر، ومنحت الناس فرصة لكسب الدخل، وأنشأت سوقاً جديدة بالكامل للخدمات المتعلقة بالعقارات والمضيفين. وتعد الشركة حالياً واحدة من أكبر شركات السفر في العالم.
وكانت خطط الاكتتاب العام للشركة قد تم تعليقها في مارس الماضي مع توقف السفر العالمي على إثر تفشى وباء كورونا. وبحلول أبريل، تراجعت حجوزات الغرف بنسبة 72%. وأطلقت "إير بي إن بي" سياسة استرداد شاملة وخصصت أكثر من مليار دولار لتغطية رسوم إلغاء الحجوزات.
بحلول شهر يونيو، بدأت الأمور تتحسن حيث ركب سكان المدن الذين سئموا المكوث في منازلهم سياراتهم وسافروا إلى البلدات الجبلية والمجتمعات الريفية، وغالباً أقاموا هناك لأسابيع أو شهور في السفرة الواحدة؛ مع انتشار سياسات السماح بالعمل من المنزل.
دفعة محلية
تراجع السفر الدولي، لكن الطلب على الرحلات المحلية والرحلات القصيرة والإقامة خارج أفضل 20 مدينة أثبت مرونته. وفي الربع الثالث من العام الجاري، انخفضت عائدات شركة "إير بي إن بي" بنسبة 18% فقط، مقارنة بانخفاض نسبته 60% تقريباً لشركة" إكسبديا غروب"، وشركة "ماريوت إنترناشيونال". وكانت فترة الشهور الثلاثة أيضاً الأكثر ربحية لـ"إير بي إن بي" على الإطلاق؛ استنادا إلى الأرباح قبل خصم الفوائد، والضرائب، والإهلاك ونفقات سداد الديون.
خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، تكبدت شركة "إير بي إن بي" خسارة صافية قدرها 697 مليون دولار من إجمالي إيرادات بلغ 2.5 مليار دولار، مقارنة بخسارة صافية قدرها 323 مليون دولار من إجمالي إيرادات بلغ 3.7 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي، وفقاً لملفاتها.
يدير الطرح العام الأولي لشركة "إير بي إن بي" كل من "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس غروب". ومن المتوقع أن يتم تداول أسهم الشركة في مؤشر " ناسداك غلوبل سيليكت ماركيت" تحت الرمز (ABNB).