بلومبرغ
من مكتب "وي وورك" في ميامي، أصبح ممولٌ غامض اسمه باتريك أورلاندو، قوة غير متوقعة وراء ما بدى للحظة أحد أسهم الميم، ألا وهي الشركة الإعلامية الناشئة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
من المقرر أن تقف شركة أورلاندو مالياً وراء "مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا"، التي تعد محاولة من الرئيس السابق للرد على شركات التكنولوجيا الكبرى.
يقول ترمب إنه يخطط للبدء بشبكة اجتماعية تسمى "تروث سوشيال"، لكن لديه طموحات أوسع لإنشاء تكتلٍ يضم أعمال الأخبار والبث المباشر والتكنولوجيا لتنافس "سي إن إن" و"ديزني+".
سيتم طرح الشركة للاكتتاب العام بواسطة دمجها مع شركة "ديجيتال ورلد أكوزيشن كورب" التي تتخذ من أورلاندو مقراً لها.
وإذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فسيحدث ذلك قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، مما سيمكن ترمب من الوصول إلى ملايين المؤيدين بعد طرده من "تويتر" و"فيسبوك" بسبب تحريضه على التمرد في مبنى الكابيتول.
التقاء المال والسياسة
أدت الأخبار المفاجئة بأن ترمب كان يسعى لإطلاق منصته الخاصة عبر شركة استحواذ ذات أغراض خاصة إلى ارتفاع أسهم شركة "ديجيتال ورلد"، مدفوعة بدخول مستثمري التجزئة بأعداد كبيرة.
وأدى ذلك إلى ارتفاع السهم بأكثر من 350% يوم الخميس، مما منح الشركة تقييماً بنحو 1.8 مليار دولار.
وبغض النظر عن ما إذا كان ترمب قادراً على النجاح في تنفيذ هذا المشروع التجاري، فإن ذلك لايزال حتى الآن أمراً غير مهم تقريباً.
إن هذا الارتفاع في سهم شركة الاستحواذات الخاصة يعتبر نقطة التقاء بين قوتين قويتين - واحدة مالية والأخرى سياسية – في موقفٍ يمثل التقاء الأسواق مع جنون وسائل الإعلام الاجتماعية، ما يشبه الاندفاع الجامح لـ"غيم ستوب" في وقتٍ سابق من هذا العام.
مكتب في ووهان
وتجمع هذه الصفقة بين مجموعة غير متوقعة من الشخصيات. أطلق أورلاندو- وهو تاجر مشتقات سابق لدى "دويتشه بنك"، شركة "بنيسيري كابيتال" المصرفية منذ ما يقرب من عقد من الزمان. كما شارك في تأسيس شركة لتجارة السكر وعمل في تكرير السكر.
في الآونة الأخيرة، تبنى شركات "الشيك على بياض". ويشغل أورلاندو أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "يونهونغ إنترناشيونال"، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة تأسست في جزر كايمان، ويقع مكتبها في مدينة ووهان الصينية.
جمعت "يونهونغ إنترناشيونال" 60 مليون دولار العام الماضي، وكان من المفترض أن تندمج مع شركة تصنيع البطاريات "غيغا كاربون نيوتشرالاتي"، لكن الصفقة ألغيت في سبتمبر.
يذكر أن أورلاندو لم يرد على المكالمات ورسالة بريد إلكتروني للحصول على تعليقه.
"ديجيتال ورلد"
جمعت شركة "ديجيتال ورلد" مبلغ 293 مليون دولار في سبتمبر من مجموعة من صناديق التحوط بما في ذلك "دي إي شاو آند كو"، "سابا كابيتال مانجمنت"، "هايبريدج كابيتال مانجمنت"، و"بالم بيتش"، و"لايتهاوس إنفستمنت بارتنرز" التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها.
وعلى عكس معظم شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، ليس لدى الشركة مستثمرون كبار من القطاع الخاص، أو استثمار خاص في الأسهم العامة. إنهم يدعمون عمليات اندماج شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة من خلال المساعدة في تمكين حصول صفقة ما حتى عندما يقرر المستثمرون الأوائل استرداد أسهمهم. ويُعرف عن مجلس إدارة "ورلد ديجيتال" تساهله مع الأشخاص ذوي الخبرة الإعلامية.
المدير المالي لـ"ورلد ديجيتال" هو لويز فيليب دي أورليانز إي براغانكا، وهو عضو في الكونغرس الوطني في البرازيل. وكثيراً ما يشار إليه على أنه "أمير" بسبب مطالبته بالعرش البرازيلي البائد باعتباره سليل الإمبراطور بيدرو الثاني.
براغانكا، الذي دعا إلى العودة إلى النظام الملكي في البرازيل، عمل كمدير لقسم أمريكا اللاتينية في "تايم وورنر".
قال براغانكا، 52 سنة، في منشور على "إنستغرام" تضمن صورة له مع ترمب: "هذه المنصة الجديدة ستحارب طغيان شركات التكنولوجيا العملاقة".