بلومبرغ
سجلت شركات صناعة السيارات أسوأ مبيعات أوروبية لها في شهر سبتمبر منذ أكثر من ربع قرن، مما يضع الصناعة على طريق تحقيق نتائج دون مستوى العام الماضي الكارثي.
تراجعت عمليات تسجيل السيارات الجديدة بنسبة 25% لتصل إلى نحو 972.7 ألف سيارة، وهو أدنى مستوى منذ عام 1995، وفقاً لما قاله اتحاد مُصنِّعي السيارات الأوروبي يوم الجمعة.
وأرجع اتحاد المصنعين هذا الانخفاض لحد كبير إلى نقص أشباه الموصلات الذي تفاقم بعد أن عطّل تفشى فيروس كورونا مرافق تغليف واختبار الرقائق في جنوب شرق آسيا.
توقعات بانكماش مبيعات 2021
بعد ثلاثة انخفاضات متتالية، تراجعت المبيعات في أوروبا في عدد شهور أكثر من تلك التي شهدت ارتفاعاً هذا العام.
وفي حين أن الانكماش لم يكن من الممكن تصوره في أوائل العام 2021، -حيث كان اتحاد مُصنّعي السيارات الأوروبي يتوقعون نمواً نسبته 10% تقريباً هذا العام- إلا أن بعض باحثي السوق يتوقعون ذلك حالياً.
قالت "إل إم سي أوتوموتيف" في تقرير: "نتوقع حالياً ألا يتغلب هذا العام على نتيجة العام 2020 الضعيفة للغاية. نفترض بقاء مشكلات التوريد طوال العام المقبل، والتي ستستمر في تقويض ترابط محركات الطلب الأساسي الإيجابي ومبيعات السيارات الجديدة".
ارتفاع هوامش الأرباح
في غضون ذلك، تمكّنت شركات صناعة السيارات من إدارة أزمات الإمدادات من خلال إعطاء الأولوية إلى طرزاتها الأكثر ربحاً وتقليص إنفاقها على التسويق والحوافز، مما أدى إلى انتعاش هوامش الربح.
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، رفعت "بي إم دبليو" توقعات العائدات السنوية من تصنيع السيارات إلى ما بين 9.5 - 10.5%، أي بزيادة من 7% إلى 9%.
لكن الحظ لم يحالف الموردين، إذ قامت شركات بتخفيض نطاقها الاسترشادي للأرباح في الأسابيع الأخيرة، وشملت كل من "فوريشيا" (Faurecia SA) الفرنسية، و"هيلا جي إم بي إتش آند كو" الألمانية، و"أبتيف بي إل سي" المدرجة في الولايات المتحدة.
"دايملر" تتوقع هوامش أرباح قياسية لـ"مرسيدس"
أزمة نقص الرقائق
بعد شهور من محاربة نقص المكونات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وقيود الشحن، يواجه المُصنِّعون المزيد من الاضطرابات، وفقاً لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني.
وقالت الوكالة: "نحن نتوقع أن تبدأ إمدادات أشباه الموصلات في إظهار علامات تحسن فقط في النصف الثاني من العام المقبل فصاعداً. مع ذلك، سيظل هناك نقص إلى حد ما حتى منتصف عام 2023".
تعاني أكبر الاقتصادات الأوروبية هي الأخرى، حيث خفَّضت معاهد البحوث الألمانية الرائدة توقعاتها المشتركة للنمو هذا العام إلى 2.4% فقط من 3.7%، مستشهدة بضائقة الإمدادات التي ستُعيق تعافي البلاد في العام القادم.
وتوسعت بريطانيا بشكل أبطأ مما كان متوقعاً في شهر أغسطس بعد انكماش مفاجئ في شهر يوليو.
تراجع مبيعات مرسيدس
كان لشركة "دايملر" أسوأ أداء بين أكبر مُصنِّعي السيارات الأوروبية الشهر الماضي، مع انخفاض عمليات التسليم لديها إلى النصف تقريباً عن عام سابق.
خفضت الشركة توقعات مبيعات "مرسيدس-بنز" في شهر يوليو، قائلة إنها تتوقع أن تتماشى تقريباً مع العام 2020، بدلاً من الارتفاع بشكل كبير.
كذلك سلمت كل من "فولكس واجن" و"ستيلانتيس" أكبر شركتين لتصنيع السيارات في أوروبا، عدداً أقل من السيارات بنسبة 30% تقريباً الشهر الماضي مقارنة بعام سابق. وانخفضت أسعار كل من "رينو" و"بي إم دبليو" بنحو 24%.
سجلت جميع الأسواق الرئيسية انخفاضاً مزدوج الأرقام في شهر سبتمبر، وشهدت بريطانيا وإيطاليا تقلُّص المبيعات بمقدار الثلث تقريباً.