يواجه التعافي الهش لاقتصاد الصين من الوباء تحدياً جديداً، وهو سلسلة صعود للدولار لا تعتريها هوادة.
يساعد صعود العملة الأمريكية اليوان على تسجيل أكبر صعود له في ثمانية أشهر على أساس الوزن التجاري في سبتمبر، وفقاً لما أظهره مؤشر من بلومبيرغ يقلد مؤشر "RMB" لنظام تداول العملات الصيني. يظهر هذا المقياس، الذي يقارن العملة الصينية مع 24 من نظيراتها، أنها وهنت مقابل الدولار بأقل من العملة الصينية المدارة بشدة.
يهدد تقدم اليوان مقابل نظرائه بالإضرار بتنافسية البضائع الصينية في الأسواق الرئيسية، وفقاً لبنك "إتش إس بي سي"، رغم أن الطلب على الصادرات ما يزال قوياً حالياً. يعزز هذا من الرياح المعاكسة التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد، وهو قد تباطأ نتيجة عودة إصابات كوفيد وأزمة الكهرباء والقيود التنظيمية.
قال جو وانغ، وهو كبير الاستراتيجيين لتداول العملات لدى "إتش إس بي سي"، إن "مؤشرا مرتفعا للدولار سيجعل سلة نظام تداول العملات الصيني أقوى، وبذلك يؤذي تنافسية الصادرات الصينية، كما يجعل سندات اليوان أقل جاذبية من حيث العملة... في نهاية المطاف فإن سعر الدولار إلى اليوان يحتاج أن يرتفع بعض الشيء ليعكس اتجاه الدولار عالمياً".
قوة الدولار
عزز مؤشر بلومبيرغ لسعر الدولار الفوري مسلسل صعوده هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر، فيما اخترقت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مستويات مفصلية صعوداً، بعد أن قال الاحتياطي الأمريكي إنه قد يبدأ بتخفيف شراء السندات قريباً. تراجعت معظم العملات الآسيوية نتيجة ذلك، وكان أداء الباهت التايلاندي هو الأسوأ خلال الشهر، حيث خسر 4.7% يليه البيزو الفلبيني الذي انخفض 2.4%.
لكن اليوان بالكاد تزحزح بالمقارنة مع الدولار في أسواق البر الرئيسي أو خارجها بناءً على توقعات بأن بنك الشعب الصيني سيدعم العملة فيما لو تعرضت لتخارج. تبدو حاجة بكين للحفاظ على استقرار السوق حالياً ضاغطة بقوة، في خضم القلق حول ديون "تشاينا إيفرغراند غروب".
الصين تضخ 17 مليار دولار في النظام المالي لتهدئة مخاوف "إيفرغراند"
ارتفعت رزمة بلومبيرغ التي تعكس سلة نظام تداول العملات الصيني في جميع جلسات التداول هذا الشهر عدا ست منها إلى 99.97 يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها منذ مطلع 2016. أحدث بنك الشعب الصيني المؤشر في أواخر 2015 بعد أن خفض البنك المركزي العملة بشكل صادم.
هل تستمر قوة اليوان؟
قد تتواصل قوة اليوان أمام الدولار مع الحفاظ على ارتفاع العملة مقابل عملات الشركاء التجاريين، حسب رأي جاو هاو وهو اقتصادي لدى "كوميرتز بنك".
يوصي بعض المحللين بالمراهنة ضد العملة الصينية على خلفية تدني فارق العائدات الصينية مقارنة بسندات الخزانة، ومع احتمال تخفيف البنك المركزي لسياسته فيما لو تعمقت أزمة "إيفرغراند".
خطة "الفيدرالي" تضع سندات الخزانة الأمريكية في خطر
شبّه خون غوه رئيس أبحاث آسيا في "أستراليا أند نيوزيلاند بانكينغ غروب (Australia & New Zealand Banking Group) اليوان بطلاء "تفلون" المانع للالتصاق، وقال إنه يمكن أن يهوي مقابل الدولار في حال وحيد، وهو تصعيد كبير في التوترات الأمريكية الصينية، مضيفاً أنه "بخلاف مشاهد القلق السابقة المتعلقة بالصين، ليس هناك أي مؤشر على تدفقات صادرة هذه المرة، معرباً عن اعتقاده أن اليوان قد يتقدم أكثر مقابل نظرائه.