بلومبرغ
قبل إطلاق فيلم جيمس بوند المقبل - "نو تايم تو داي No Time to Die"، عرضت صانعة الساعات السويسرية "أوميجا Omega" نسخة مصنوعة من الذهب البلاتيني من طراز "سيماستر دايفر 300 م" التي يرتديها الممثل دانيال كريج، وهو يلعب دور العميل 007.
وتسلط الساعة - البالغ سعرها 51.7 ألف فرنك سويسري (57 ألف دولار) للقطعة، والمصنوعة بنسبة 95% من البلاتين - الضوء على انتعاش في الطلب على المعدن الفضي الأبيض، وشركة "أوميجا Omega" ليست الشركة الوحيدة التي تلاحظ هذا الاتجاه، إذ يساهم الاهتمام بالساعات الباهظة في رفع الطلب إلى الضعف تقريباً على المجوهرات المصنوعة من البلاتين في أوروبا في الربع الثالث بالمقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة.
تعافي الأسعار
ويساعد هذا الطلب البلاتين على التعافي بعد أن تخلَّف عن الذهب والبلاديوم خلال أغلب العام، وتعلل قيمته النسبية كجزءٍ من جاذبيته.
وسجل البلاتين أكبر مكسب شهري له في نوفمبر منذ 2008 مع انتعاش الشراء من قبل المستثمرين، كما قاد الطلب في الصين الارتفاع في مشتريات المجوهرات، فقد بدأ المستهلكون الأثرياء القيام بمشتريات اندفاعية بالنقدية التي اكتنزوها خلال الوباء.
وقال تريفور رايموند، مدير الأبحاث في المجلس العالمي للاستثمار البلاتيني "WPIC": "لاحظنا أنَّ كوفيد تسبب في إعادة تقييم المحبين للهدايا، وارتبط البلاتين بقوة بهدايا الحب عالمياً، وفي الصين".
الطلب الصيني
ويتوقع مجلس "WPIC" ارتفاع استهلاك المجوهرات البلاتينية في الصين بنسبة 13% العام المقبل، وهو أول ارتفاع منذ 2013، ويزيد على مبيعات العام الجاري وعام 2019، كما أنَّ فرق السعر الكبير بين البلاتين والذهب خلال أغلب العام الجاري، قد عزَّز الشراء.
وقال "مايكل تشو"، رئيس مجلس إدارة شركة "شينزن بوفوك جيويلري كو Shenzhen Bofook Jewellery Co."، وهي صانعة مجوهرات صينية تتخصص في العمل بالمعدن: "أسعار البلاتين أكثر تنافسية بكثير، ورتفعت أسعار الذهب بحدة منذ الوباء".
وقالت "بوفوك Bofook" إنَّ مبيعات المجوهرات البلاتينية ارتفعت بنسبة 20% في الربع الثالث بالمقارنة مع الربع نفسه العام الماضي.
وقالت نانسي ونج، نائب المدير التنفيذي لسلسة المجوهرات "لوك فوك هولدينجز انترناشونال Luk Fook Holdings International Ltd" الواقعة في هونج كونج، إنَّ الشركة أطلقت مجموعة جديدة للرجال في يونيو، وتقدِّم العديد من المنتجات الجديدة لمقابلة الطلب المتزايد في سوق البلاتين.
وعزَّز العديد من صناع المجوهرات الصينيين مخزونات البلاتين في مارس، عندما هبطت الأسعار في تكرار لمشتريات مشابهة، حقَّقت لهم أرباحاً خلال الأزمة المالية العالمية، وفقاً لمجلس الاستثمار البلاتيني "WPIC".
عجز قياسي في المعروض
ويتوقع المجلس أن تسجل أسواق البلاتين عجزاً قياسياً في المعروض العام الجاري، نظراً لأنَّ اضطرابات الإنتاج لدى المنتجين الرئيسيين في جنوب افريقيا، تجاوزت تأثير الوباء على الطلب في قطاع السيارات، وبالرغم من أنَّ هذا العجز سيتقلص العام المقبل، فإنَّ ارتفاع الطلب من صانعي المحفزات الأتوماتيكية، أكبر مستهلك للبلاتين، ومصنعي المجوهرات، سوف يبقي على انخفاض المعروض في السوق.
وترتفع الأسعار في الوقت الحالي أيضاً، كما صعد البلاتين بحوالي الضعف منذ أدنى مستوى وصل إليه في منتصف مارس، بزيادة نسبتها 25% منذ بداية نوفمبر، ولكن
لا يزال سعره عند 1060 دولاراً للأوقية، وهو أقل بكثير من الذهب الذي يتداول فوق 1800 دولار للأوقية.
وقال رايموند: "إذا كان لدى شخص المزيد من الداخل القابل للصرف، وكان يعيد تقييم الحياة، فهو على الأرجح سوف ينفق هذا المال على الهدايا المصنوعة من البلاتين للمحبين"، مضيفاً أنَّ انخفاض سعر البلاتين بحدَّة عن الذهب أو البلاديوم غير معقول.