بلومبرغ
قال أكبر مدير تنفيذي في شركة "شيفرون" إن العالم يواجه أسعار طاقة مرتفعة في المستقبل القريب نتيجة مقاومة منتجي النفط والغاز للحاجة إلى الحفر مجدداً.
أضاف مايك ويرث، المدير التنفيذي، في مقابلة في مقر "بلومبرغ" بنيويورك: "هناك أشياء تتداخل مع إشارات السوق في الوقت الحالي لم نرها من قبل، وبالنهاية تتحسن الأمور، لكن قد يستغرق الوصول لهذا الأخير وقتاً طويلا". ويتوقع "ويرث" أسعاراً قوية للغاز والغاز الطبيعي المسال والنفط على الأقل "لفترة من الوقت" دون أن يحدد إطاراً زمنياً.
رغم ارتفاع أسعار النفط والغاز هذا العام مع تعافي العالم من وباء كوفيد 19، فإن كبار المنتجين كانوا مترددين في استثمار أموالهم في مشاريع جديدة، وهو تحوّل في السلوك، مقارنة بالارتفاعات السابقة، ما يغذي مخاوف نقص المعروض. وتواجه أوروبا بالفعل أسوأ أزمة للغاز الطبيعي منذ عقود، مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية حتى قبل الشتاء عندما يكون الطلب في أقوى حالاته.
اقرأ أيضاً: أسعار الغاز الطبيعي تهدد تعافي الاقتصاد العالمي وتنذر بمشكلات اجتماعية
يكمن أحد أسباب حذر المديرين التنفيذيين من ضخ أموال الاستثمار في المعروض الجديد في أن المساهمين لم يظهروا لهم دعماً، حيث يريدون إعادة الأموال إليهم على الفور، بدلاً من رؤية إعادة استثمارها في المشروعات الجديدة، وقال "ويرث" إنه على الرغم من أن أسواق السلع المرتفعة "تشير إلى أنه يمكننا الاستثمار أكثر"، فإن أسعار الأسهم ترسل لمجالس الإدارة إشارة مختلفة.
وقال: "هناك إشارتان أتطلع إليهما، لكن لا أرى سوى واحدة في الوقت الحالي.. ونحن نستطيع الاستثمار أكثر لكن أسواق الأسهم لا ترسل أي إشارة تقول إنها تعتقد أنه يتعين علينا القيام بذلك".
ولا يرغب بعض المستثمرين في دعم مشاريع جديدة، بعد أن أهدرت شركات النفط والغاز مليارات الدولارات على عمليات ذات عائد منخفض خلال العقد الماضي، ويراقب آخرون علامات تغير المناخ، ويحاولون التأكد بشــأن ما إذا كانت الشركات تقوم بإجراء تغييرات بالسرعة الكافية، وفي نفس الوقت، تعد المخاطر حقيقية، حيث أمرت محكمة هولندية شركة "رويال داتش شل" بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 45% بحلول عام 2030 في وقت سابق من العام الجاري، واضطرت شركة "إكسون موبيل" للتراجع عن خطة توسع قوية نتيجة كوفيد 19 وقلق المساهمين.
آليات جديدة
وتابع "ويرث": "لديك بعض الآليات الجديدة الحقيقية، سواء كانت سياسة حكومية، أو جهود لتقييد رأس المال الوافد إلى الصناعة لجعل الوصول إلى أسواق رأس المال أكثر صعوبة على القطاع... وهذا على المدى القصير يمكن أن يخلق بعض المخاطر للاقتصاد العالمي".
من غير المرجح أن تخالف "شيفرون"، ثاني أكبر شركة نفطية غربية، الاتجاه وتلاحق زيادة المعروض، ورغم امتلاكها أقوى مركز مالي بين أقرانها، خفّضت إنفاقها الرأسمالي بنحو الثلث العام الماضي، وتعهدت، وهو أمر غير معهود منها، أن تبقي عليه عند مستويات منخفضة حتى عام 2025، ومثّل الإعلان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن تعزيز الإنفاق على تكنولوجيا انتقال الطاقة، جزءاً من تلك التخفيضات.
اقرأ أيضاً: نقص الطاقة في أوروبا يثير الذعر بأسواق آسيا
وذكر "ويرث" أنه عندما تطرح مشروعات جديدة على الطاولة، تصبح انبعاثاتها المستقبلية "جزءاً كبيراً من عملية صنع القرار"، وتعهدت "شيفرون" بخفض كثافة انبعاثاتها تصاعدياً خلال العقود القادمة، مشيرة إلى أن عملياتها عالية الكربون مثل رمال النفط قد تجد صعوبة في الحصول على الضوء الأخضر.
قد تشهد أسعار النفط بعض الاستقرار، في المدى القصير على الأقل، وستساعد قدرة "أوبك" على إعادة البراميل التي سبق تقليصها إلى السوق في استقرار الأسعار خلال الأشهر المقبلة، لكن مع تقييد الإنتاج بشدة خارج الكتلة، قد تظل الأسعار قوية على المدى المتوسط، وفقا لـ"ويرث"، ويركز منتجو النفط الصخري، الذين كبحوا الأسعار في معظم العقد الماضي مع إغراقهم السوق بفيضان من النفط، على جني الأرباح أكثر بكثير من حفر آبار جديدة.
اقرأ أيضاً: روسيا تقلص صادرات النفط لوقف ارتفاع أسعار الوقود محلياً
وتساءل "ويرث" قائلاً: "إذا تطلعنا إلى السنوات القليلة القادمة، وإذا واصل الاقتصاد العالمي النمو والتعافي بعد كوفيد، هل هناك إعادة استثمار كافية في الطاقة التي تدير العالم اليوم؟.. أم هل نتحول سريعاً جداً للطاقة التي ستدير عالم الغد لدرجة أننا تسببنا في مشكلة على المدى القصير؟".