بلومبرغ
قفزت أسعار الألمنيوم إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من عقد (10 سنوات)، إذ أدت الاضطرابات السياسية في غينيا إلى تأجيج المخاوف بشأن توريد المواد الخام اللازمة لصنع المعدن.
استولت وحدة من الجيش على السلطة في غينيا، وعلَّقت العمل بالدستور، فقد حثَّ قائد القوات الخاصة، العقيد مامادي دومبويا، الجيش على دعمه، الأمر الذي تسبَّب في هز أسواق الألمنيوم العالمية اليوم الإثنين - إذ سجل السعر في لندن أعلى مستوى له في 10 سنوات، وصعدت العقود المستقبلية في الصين إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2006 - كما أدى عدم الاستقرار السياسي إلى زيادة احتمال حدوث اضطرابات في شحنات مادة البوكسيت من المورد العالمي الرئيسي.
ارتفع الألمنيوم بنحو 40% هذا العام في لندن، وقد أدت إجراءات التحفيز العالمية الضخمة إلى زيادة الطلب في الوقت الذي تكافح فيه المصاهر في الصين، أكبر منتج، للحفاظ على الإنتاج خلال أزمة الطاقة الموسمية، كما سعت بكين إلى كبح جماح انبعاثات الكربون في البلاد، والمواد الأولية المستخدمة في صناعة أكسيد الألمنيوم، والتي تجري معالجتها إلى معدن الألمنيوم، وتشكِّل غينيا أكثر من نصف جميع الواردات الصينية.
اقرأ أيضاً: الأسواق تستعد لطفرة جديدة في أسعار الألمنيوم بسبب نقص المعروض
ارتباك سوق الألمنيوم
قال أوليغ ديريباسكا مؤسس شركة "يونايتد كو روسال" (United Co. Rusal) في منشور عبر تطبيق "تليغرام"، إنَّ السوق "يمكن أن تهتز بشدَّة" بسبب الوضع السياسي في غينيا.
ارتفعت الأسعار في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.8% لتصل إلى 2775.50 دولاراً للطن، وهو أعلى مستوى منذ شهر مايو 2011، وجرى تداول الخام عند 2750 دولاراً بحلول الساعة 11:24 صباحاً بتوقيت شنغهاي، وفي الصين، قفزت العقود الآجلة بنسبة 3.4% إلى أعلى مستوى منذ عام 2006، قبل تقليص المكاسب إلى 1.8%.
يرى شيونغ هوي، كبير محللي الألمنيوم في شركة "أنتيك إنفورميشن ديفليوبمنت كو" (Antaike Information Development Co.) في بكين، أنَّ المستثمرين قلقون تماماً، نظراً لأنَّ الصين تشتري جزءاً كبيراً من خام البوكسيت من غينيا"، على الرغم من عدم وجود تقارير عن حدوث اضطرابات حتى الآن، وسيعتمد مدى أي تأثير على كيفية تطور الوضع.
أكَّدت شركة "ألمنيوم كورب أوف تشاينا" (Aluminum Corp. of China)، أكبر منتج، ولديها مشروع للبوكسيت في غينيا، أنَّ جميع عملياتها تعمل على نحو طبيعي، ولديها مخزون وافر من خام البوكسيت في مصانعها في الصين، كما ارتفعت الأسهم في بورصة هونغ كونغ بنسبة 10%.
خفض الإنتاج الصيني
أشار هوي إلى أنَّ المستثمرين يبحثون أيضاً في تخفيضات الإنتاج الجارية في مقاطعة غوانغشي الصينية، الأمر الذي يزيد من نقص المعروض في السوق.
تخضع صناعة الألمنيوم كثيفة الاستهلاك للطاقة لمزيد من التدقيق كجزء من حملة بكين لمكافحة التلوُّث.تنتج الصين حوالي 60% من الإجمالي العالمي، في ظل مخاوف بشأن الإنتاج، مما دفع بعض أكبر مصاهرها إلى التعهد بضمان وفرة الإمداد، وإخراج معادن من احتياطيات الدولة لتخفيف النقص في المعروض. أصبحت البلاد تعتمد تدريجياً على الواردات، وهو تطور نادر أدى إلى استنزاف الإمدادات العالمية من المعدن الذي يكون وفيراً في العادة.
الألمنيوم، المستخدم في كل شيء؛ بدايةً من قطع غيار السيارات إلى علب المشروبات والأجهزة المنزلية، كان أداؤه سيئاً بطريقة خاصة في بداية الوباء، ولكنَّه يتمتَّع الآن بعودة قوية مع عودة الطلب الاستهلاكي والنشاط الاقتصادي، وعلى المدى الطويل؛ فإنَّ المعدن جاهز للعمل للاستفادة من استخدامه في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.
يؤدي هذا الارتفاع إلى تحقيق مكاسب غير متوقَّعة للمنتجين الذين تضرروا من الأسعار الضعيفة على مدى سنوات، وغالباً ما كانوا يضخون المعادن مع تحمُّل خسارة، لكنَّ المكاسب التي تحقَّقت طوال العام الماضي تضيف مزيداً من التعزيز للمخاوف بشأن التضخم، إذ يتطلَّع المصنِّعون بشكل متزايد لنقل التكاليف إلى المستهلكين.