مطعم فلسطيني يختبر سماحة سكان نيويورك في وقت عصيب
يوشك أحد مطاعمي المفضلة في نيويورك على افتتاح فرع جديد على مسافة مربعين سكنيين من منزلي. يمنحني ذلك شعور غامر بالإثارة، بما أن يوركفيل، وهي الضاحية التي أقطن فيها وتقع في أقصى منطقة أبر إيست سايد، أشبه ما تكون بثقب أسود فيما يتعلق بالمطاعم في نيويورك.لكن الافتتاح الوشيك لـ"البدوي" (Al Badawi)، وهو مطعم فلسطيني يقدم مأكولات عالية الجودة ويقع عند تقاطع شارع 89 مع الجادة الثانية، يملؤني بشعور بالشؤم.وجد مالكا المطعم، وهما الطباخة آيات مسعود وزوجها عبدول العناني، اللذان يملكان عدداً من المطاعم الفلسطينية الأخرى، نفسيهما في خضم خلاف سام اندلع في نيويورك وفي أنحاء الولايات المتحدة حول الحرب بين إسرائيل وحماس.ينصب تركيز أغلب وسائل الإعلام على كيفية انعكاس المواجهة بين النشطاء المؤيدين لإسرائيل وهؤلاء المؤيدين لفلسطين في الميادين العامة وداخل الجامعات، وعلى الصعوبات التي تواجهها أنشطة الأعمال الكبرى لكي تتأقلم مع الوضع. لكن بالنسبة لأمثال مسعود والعناني، فهذا تحدٍ وجودي.تواجه المطاعم التي لطالما تناول فيها اليهود والعرب الطعام جنباً إلى جنب نوعاً خاصاً من الهجمات يتمثل في صورة سيلٍ من التقييمات السيئة على المنصات الإلكترونية هدفه خفض تصنيفات المطاعم وصد أي عملاء جدد. فلتنظر للأمر على أنه دخول ثقافة الإلغاء إلى عالم الطهي.بقلم: Bobby Ghoshمن سيكون وزير المالية التركي المقبل؟ لا يهم
من يكون بكامل قواه العقلية ويطمح إلى أن يصبح وزيراً للمالية في تركيا؟ بدأ اقتصاد البلاد ينزف على مدى أعوام جراء سوء استعمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطة، ويتفق غالبية المحللين على أن أي فرصة لعلاج الأوضاع ضاعت في ضوء إعادة انتخابه رئيساً.تقول الشائعات في أنقرة إن وزير المالية السابق ونائب رئيس الوزراء محمد شيمشك مرشَّح لتولي منصب قيصر الاقتصاد، لكن في حال انضمّ إلى تشكيلة حكومة أردوغان الجديدة، المنتظَر إعلانها الجمعة، فسيكون ذلك بمثابة انتصار للأمل على تجارب سابقة.يجب أن لا يقع المستثمرون في الخطأ نفسه، كما لا يجب التعويل كثيراً على وعد الرئيس الغامض بتشكيل فريق يتمتع بـ"مصداقية دولية" لإدارة الشؤون المالية للبلاد، إلى أن يتخلى أردوغان بوضوح عن أفكاره الاقتصادية العبثية، التي ساعدت على تحويل تركيا من بلد مفضل لمستثمري الأسواق الناشئة إلى حالة ميؤوس منها. مثل فنزويلا والأرجنتين، ينبغي النظر إلى أي تعيينات يُجريها باعتبارها فقط واجهة مزيفة لتحسين صورته.بقلم: Bobby Ghoshالدولار الأميركي مقابل الليرة التركية
34.4677 TRY+0.0882
الدولار الأميركي مقابل الليرة التركية
34.4677 TRY+0.0882
الرئيس التركي أردوغان يستعد لعقد ثالث في السلطة
يبدو أن رجب طيب أردوغان سيستمر في إساءة معاملتنا لفترة. حيث أدت نتيجة انتخابات الأحد إلى جولة إعادة بينه وبين منافسه من المعارضة، كمال كيليجدار أوغلو، وتشير النتائج إلى أن الرئيس سيخوض جولة ثانية في 28 مايو، متفائلاً بفرصه في الفوز.سيستمد أردوغان أملاً كبيراً من الانتخابات البرلمانية المتزامنة، التي احتفظ فيها التحالف الحاكم الذي يقوده حزبه "العدالة والتنمية" بالأغلبية. ولم يحقق منافسه أي انتصارات كبيرة في المنافسة على المنصب الأعلى.فشل كمال كيليجدار أوغلو في الحصول على الأغلبية اللازمة لمنع أردوغان من تمديد حكمه إلى عقد ثالث. وفشل الرئيس في تحقيق الفوز من الجولة الأولى بفارق كسر من نقطة مئوية.بقلم: Bobby Ghoshالليرة التركية مقابل الدولار الأميركي
0.0290 USD-0.0689
الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي
0.0290 USD-0.0689
لماذا بيليه أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق؟
لن يُحسم الجدل حول ما إذا كان بيليه، الذي توفي يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز 82 عاماً، أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق (مع اعتقادي أن هذا اللقب ينتمي إلى ليو ميسي)، لكن لا شك أنه كان أهم لاعب في تاريخ الرياضة الأكثر شعبية في العالم.لعبة كرة القدم الحديثة –التي تستقطب مليارات المشجعين وتدر عائدات بمئات المليارات من الدولارات– لم تكن ممكنة لولا بيليه. بوصفه أول نجم رياضي عالمي حقاً، جعل اللعبة في متناول جمهور عالمي. في المقابل، لفت ذلك انتباه المعلنين والجهات الراعية إلى كرة القدم الذين يسعون وراء انتباه هذا الجمهور.مشجعو كأس العالم ينفقون أموالاً قياسية في ملاعب البطولةتأثير هائل في رياضة كرة القدمكانت حقيقة أن بيليه من أصحاب البشرة السمراء نقطة حيوية لجاذبيته، وللتأثير الهائل الذي قد يحدثه في كرة القدم، فعندما ظهر لأول مرة على المسرح العالمي في كأس العالم 1958 في السويد، كانت الرياضة لا تزال في الغالب حكراً على الرجال البيض، إذ فازت إيطاليا وأوروغواي وألمانيا الغربية بالنسخ الخمس السابقة من البطولة.كان وصول البرازيل إلى النهائي في عام 1950 نذيراً للتغيير الذي سيحدث، ومع وصول بيليه البالغ من العمر 17 عاماً إلى العالمية بعد بطولتين من هذا التاريخ، برز المزيج المثالي من المواهب والكاريزما والنجاح المطلوب لتحطيم الانقسام العرقي.برز فجأة لاعب يمكن للجمهور غير الأبيض التماهي معه، وفي حين استاء المتفرجون الأوروبيون من براعته الرياضية، رأى الأولاد والبنات الصغار الذين يلعبون في شوارع وميادين آسيا وأفريقيا أنفسهم فيه، وقد ساعد أيضاً أنه جاء من المنطقة الأقل حظاً من بلدية باورو، في ولاية ساو باولو البرازيلية.سبق بيليه الملاكم محمد علي ببضع سنوات، وهو الرياضي ذو البشرة السمراء الذي أصبح أيقونة عالمية، وفي الستينيات كان من الصعب معرفة أي منهما لديه أشهَر وجه على هذا الكوكب، وأظن أنه كان البرازيلي."بلومبرغ": "ملحمة" مونديال كلّف قطر 300 مليار دولار تتجه للسكوناللؤلؤة السوداءأطلق عليه كتّاب الرياضة المعاصرون (معظمهم من البيض) لقب "اللؤلؤة السوداء"، ورغم أن ذلك ينطوي على نفحة من الفظاظة، فإنه لا يهم جحافل المعجبين من أصحاب البشرة السمراء الذين تتسابق قلوبهم مع الإثارة لمشاهدة واحد منهم يتألق في اللعب.دُعي المنتخب البرازيلي وفريق سانتوس، وهو النادي الذي لعب فيه بشكل احترافي، للعب في جميع أنحاء العالم، واكتظت الملاعب بحشود الأشخاص الذين جاءوا لرؤية "O Rei"، أي "الملك".ازداد الصخب عندما واصلت البرازيل السيطرة على كرة القدم العالمية لأكثر من عقد من الزمن، وفازت بكأس العالم في عامي 1962 و1970 مع وجود بيليه الهداف. وتزامن هذا مع انتشار التليفزيون في معظم أنحاء العالم، مما أدى إلى قرب النجم إلى معجبيه بشكل أكبر.الفوز بكأس العالم قد يكون نعمة اقتصادية على الأرجنتينإيرادات ضخمة يحققها الفيفابناءً على جاذبية بيليه، توسعت سوق كرة القدم بسرعة، مما جعل هذه الرياضة -ولا سيما منافستها التي تُقام كل أربع سنوات- مبهجة للمعلنين بقدر اهتمام الجماهير.حقق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إيرادات قياسية بلغت 7.5 مليار دولار من بطولة كأس العالم الشهر الماضي التي استضافتها قطر.في وقت متأخر من مسيرته الكروية، جلب بيليه كرة القدم إلى حدودها النهائية في الولايات المتحدة. وخلال السنوات الثلاث التي قضاها في منتصف السبعينيات مع فريق نيويورك كوزموس تعرّف الأميركيون على هذه الرياضة، وتابع 10 ملايين شخص البث المباشر لمباراته الأولى، وهو جمهور غير مسبوق لمباراة كرة قدم.لم تدُم التجربة الأولى للدوري المحترف في الولايات المتحدة لفترة طويلة بعد تقاعد بيليه عام 1977، لكن المحاولة الثانية، وهي الدوري الأمريكي لكرة القدم، قد رسخت جذور اللعبة. وبدا أنه يشعر بسعادة كبيرة من استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم عام 1994، وحقيقة فوز البرازيل بها، لأول مرة منذ انتصاره عام 1970.لترقد يا إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو بسلام.. أثّرت في كرة القدم من خلال لعبك وقوة نجوميتك التي ألهمت العالم.بقلم: Bobby Ghoshبوبي غوش: لماذا بلع أردوغان كبرياءه وصافح السيسي؟
اعتاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ مواقف لا تتماشى مع كبريائه خلال العام الماضي، حيث تودد لدول عربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين طالما نظر إليها باستهانة. لكنه يحتاج الآن إلى إنقاذ اقتصاد بلاده المنكوب. وقراره تبادل القبلات والتصالح مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، يعكس الحقائق الجيوسياسية أكثر من الضرورة الاقتصادية.على النقيض من الدول النفطية، لا يمكن لمصر أن تقدم لتركيا استثمارات كبيرة أو خطوط ائتمان. تحتاج القاهرة إلى مساعدة اقتصادية من دول الخليج العربية، لا تنحصر فقط في تغطية فجوة في التمويل الخارجي تبلغ 16 مليار دولار. لكن السيسي، المقرب من السعودية والإمارات، يمكن أن يكون مفيداً لأردوغان في الحفاظ على تلك العلاقات التي تم إصلاحها حديثاً. بإمكانه أيضاً أن يعمل كوسيط مع الولايات المتحدة، التي كثيراً ما يصطدم معها أردوغان.السعي لوساطة مصريةربما تكون الخدمة الأكثر إلحاحاً التي يمكن أن يقدمها السيسي لنظيره التركي هي التوسط بين تركيا واليونان. تدهورت العلاقات بين أنقرة وأثينا لدرجة أن أردوغان يهدد الآن بشكل روتيني بعمل عسكري. لكن هذه العدوانية هي في الغالب ذات طابع تمثيلي، ومصممة لإيقاظ قاعدته قبل الانتخابات العامة التي ستُعقد الصيف المقبل. وسيحتاج إلى مساعدة أطراف ثالثة لمنع خروج الأمور عن السيطرة.بعد أن استعدى حلفاء تركيا في "الناتو" -خصوصاً عندما حال دون انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف- قد يستعين أردوغان بعلاقات السيسي الجيدة مع اليونانيين لمنع الخطاب العدائي من الخروج عن السيطرة. وعلى حد تعبير الزعيم التركي، "ننتظر من [مصر] إحلال السلام مع أولئك الذين يعادوننا في البحر الأبيض المتوسط".بالنسبة للسيسي، فإن إمكانية التوسط في الخصام التركي اليوناني ستمثل تأكيداً على أهمية مصر في شرق البحر المتوسط ومكانته كقائد إقليمي. وأي نقاط إضافية يكسبها مع أردوغان نتيجة ذلك العمل ستكون مفيدة للمساومة في خلافات أخرى بين بلدانهم، لا سيما في ليبيا.كيف تحاول تركيا الموازنة بين الشرق والغرب مع احتدام الحرب؟تصافح الرجلان في لقاء مرتب بالدوحة أواخر الشهر الماضي، فيما كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يظهر مبتهجاً. منذ ذلك الحين، أشار أردوغان إلى أن عقد اجتماع رسمي مع السيسي أمر وارد، "بعد محادثات على مستوى الوزراء". لم يتم تحديد أي مواعيد، لكن نظراً لأن الزعيم التركي يحتاج إلى بعض النجاحات في السياسة الخارجية لتعزيز احتمالات إعادة انتخابه في الصيف المقبل، يمكن للمرء أن ينتظر انعقاد قمة جيدة التنظيم في الربيع.جذور الخلافكانت مصافحتهم وابتساماتهم تتويجاً لذوبان الجليد في العلاقات الذي بدأ في أوائل العام الماضي، عندما أخبر متحدث باسم أردوغان "بلومبرغ نيوز" أن أنقرة تسعى لإصلاح العلاقات مع العالم العربي، بعد سنوات من الشكوك المتبادلة، خاصة بشأن دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر ودول الخليج العربية تهديداً وجودياً.السعودية بصدد إيداع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركيسمح أردوغان -الذي يتشارك حزبه "العدالة والتنمية" مع "الإخوان المسلمين" بعض النسيج الأيديولوجي- لعدد من قادة الجماعة بالعمل من تركيا.توترت العلاقات بين أنقرة والقاهرة في عام 2013، عندما أطاح السيسي بحكومة الإخوان المسلمين. وبحلول نهاية العام، طرد السيسي السفير التركي، وأعلن أردوغان أن السفير المصري شخص غير مرغوب فيه. وبلغ الحد بالزعيم التركي أنه وصف السيسي بـ"طاغية غير شرعي"، وأقسم ألا يتحدث معه أبداً.ازدادت الأمور سوءاً عندما تدخلت تركيا في الحرب الأهلية في ليبيا، وهي دولة تعتبرها مصر بمثابة منطقة نفوذ لها. بدوره، ساعد السيسي في تشكيل "منتدى غاز شرق المتوسط"، وهو تحالف يتخذ من القاهرة مقراً له، ويهدف إلى تعزيز التعاون في استخراج الغاز الطبيعي من منطقة بحرية تطالب تركيا ببعض من مواردها. لم تتم دعوة أنقرة للانضمام إلى المجموعة.بقلم: Bobby Ghoshبوتين يريد حرباً ثقافية مع الغرب.. لكنه لا يملك سلاحها
حتى في الوقت الذي انسحبت فيه قواته في شرق أوكرانيا وسط حالة من الفوضى الأسبوع الماضي، فتح فلاديمير بوتين جبهة جديدة في حربه ضد الغرب: "معركة من أجل التفوق الثقافي". فقد أعلن الرئيس الروسي أنَّ هدف سياسته الخارجية سيكون عبر قيادة هجوم مضاد عالمي ضد "فرض وجهات نظر نيوليبرالية من قبل عدد من الدول".زعم بوتين أنَّ روسيا مؤهلة بشكل فريد لهذه المهمة، لأنَّها يمكن أن تقدم للعالم بديلاً عن الليبرالية. وقال في بيان إنَّ "قروناً من التاريخ منحت روسيا تراثاً ثقافياً ثرياً وإمكانات روحية، وضعتها في موقع فريد لنشر القيم الأخلاقية والدينية الروسية التقليدية بنجاح".سيبدو هذا الأمر مألوفاً إلى حد بعيد لأي قارئ للتاريخ الروسي الحديث. قبل مائة عام، أطلق قادة الاتحاد السوفيتي الجديد ادعاءات مماثلة حول وجهة نظر عالمية، تتمحور حول موسكو لتحدي الليبرالية. وباعتبارهم من الشيوعيين، قاموا بتأطير المنافسة في إطار اجتماعي واقتصادي؛ ولأنَّهم، كانوا يفاخرون بإلحادهم، لم يكن من المرجح أن يستحضروا قيماً دينية روسية. لذلك؛ لم ترتقِ تلك المحاولة إلى مستوى "معركة من أجل التفوق الثقافي"."الخريف الحار" في أوروبا يسعد بوتينيبدو أنَّ بوتين، الذي يميل للنظر إلى الحقبة السوفيتية عبر نظارات وردية، قد نسي سبب خسارة فريقه لتلك المعركة، والذي تمثل في عدم توفر أسلحة كافية. أما روسيا خاصته، فهي في الغالب، أقل استعداداً للقتال. وتذكيراً بما قاله أوسكار وايلد (أو شكسبير أو مارك توين)، يجب ألا تنخرط في معركة من أجل التفوق الثقافي عندما تكون غير مسلح.العقوبات تدفع المليارديرات الروس إلى أحضان بوتينالهند والتجربة السوفيتيةنظراً لنشأتي في الهند في سبعينيات القرن الماضي، كانت لدي رؤية واضحة للمنافسة، وأتذكر كيف ولماذا خسر السوفيت، برغم أنَّ الميدان كان يميل لمصلحتهم. فعلى الرغم من عدم انحياز نيودلهي اسمياً في الحرب الباردة لواشنطن أو لموسكو، لكنَّها كانت تميل بشدة إلى الجانب السوفيتي. وبعد كل شيء، دعم الاتحاد السوفيتي الهند في التنافس الإقليمي مع باكستان المدعومة من الولايات المتحدة، وقدّم لها الأسلحة والمعرفة الصناعية والتجارة بشروط مواتية، شجّعت الهنود على النظر إلى الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، بنوع من الريبة، بل حتى العداء، في حين كان يُنظر إلى الروس على أنَّهم أصدقاء.أيضاً تم تشجيعنا على عدم استهلاك المنتجات الغربية، فقد أبقت قيود الاستيراد معظم العلامات التجارية الأميركية بعيدة المنال، وبالتالي؛ يشكل فقدان الميزة التنافسية في هذا المجال عائقاً كبيراً أمام السوفيت كما كان من الممكن أن يكون. لم نضطر يوماً إلى مقارنة سيارات "فورد" و"جنرال موتورز" بسيارات "لادا" وفولغا كلانكرز"، على سبيل المثال.العقوبات تدفع المليارديرات الروس إلى أحضان بوتينلكن عندما تعلق الأمر بالمنتجات الثقافية، لم يكن من الممكن إخفاء افتقاد السوفيت للتميز. فالهنود، لا سيما الهنود الشباب مثلي، تشرّبوا الأدب والموسيقى والسينما والأزياء من الغرب. وعلى الرغم من شحن موسكو كميات من الكتب إلى الهند - التي تُرجمت إلى اللغات الهندية وبيعت بأسعار مدعومة بشدة - لكنَّها لم تلق رواجاً كبيراً بين أقراني.جعبة خاويةلم يكن لدى السوفيت ما يضاهي مجموعة كتب "هاردي بويز" (Hardy Boys) أو "بيتي وفيرونيكا" (Betty and Veronica). حتى أولئك الذين يميلون إلى الأدب الأكثر جدية، وجدوا أنَّ المؤلفات السوفيتية تميل إلى الإسفاف بحدة، بخلاف أعمال بوشكين وتشيكوف. (مع ذلك، قرأنا للمؤلفين الروس المحظورين في موسكو، مثل ألكسندر سولغينتسين).لم يكن ضمن مجموعتي من ألبومات موسيقى الروك والبوب، أي شيء يخص السوفيت، كما لم يكن هناك شيء كزوج رائع من الأحذية الرياضية السوفيتية مثلاً. وعلى الرغم من أنَّ القناة التلفزيونية الحكومية الهندية كانت تبث أفلاماً سوفيتية بدافع من تحسسها بالواجب؛ فإنَّ قاعات السينما المحلية عرضت أفلام هوليوود الأكثر شهرة. وكنتيجة لهذا التعرض للثقافة الغربية؛ أُعجبنا عموماً بأنماط الحياة الغربية المليئة بالقيم الليبرالية.كل هذا ساعد الغرب، وخصوصاً أميركا، على ممارسة القوة الناعمة في الهند التي لا يمكن أن تضاهيها أسراب من طائرات "ميغ 21" أو تكنولوجيا التصنيع السوفيتية. وفي مسقط رأسي، مدينة فيساخاباتنام الساحلية، لم يغب عن انتباهنا أنَّ المهندسين السوفييت المعارين إلى مصنع الصلب المحلي، كانوا متحمسين مثلنا تماماً لألبومات موسيقى الروك الأميركية والجينز الأزرق.منافسة من جانب واحدإذا كان التنافس الثقافي قد بدا في ذلك الوقت أنَّه من جانب واحد، فهو اليوم كذلك أيضاً، وبشكل سخيف. أنتجت روسيا بقيادة بوتين القليل من المؤلفات الثقافية الجديرة بالملاحظة، هذا إن وجدت أصلاً. في عالم أكثر تقبلاً للترفيه بلغات غير الإنجليزية، لا توجد مسلسلات تلفزيونية روسية شهيرة، وليس هناك جنون بموسيقى بوب روسية، كما لا توجد "هوليوود" روسية. هناك فقط قناة "روسيا اليوم" (RT)، وقناة الكرملين "الإخبارية". وبرغم أنَّها تعمل على مدار الساعة، لتقدم لمشاهديها ومستمعيها عالماً موازياً من نظريات المؤامرة والأكاذيب، لكنَّها لم تكتسب سوى القليل من الزخم.على أوروبا إعلان اقتصاد الحربإن لم يكن لدى روسيا ما تنافس به كوريا الجنوبية أو تركيا في المجال الثقافي؛ فإنَّ موسكو ليس لديها الكثير لتقدمه خارجها. وعلى عكس القادة السوفييت الذين يقدسهم، ليس لدى بوتين إيديولوجية اجتماعية اقتصادية لإثارة إعجاب العالم بأسره. وبخلاف المعدات العسكرية؛ لا يرغب أي شخص في أي منتجات أو خدمات روسية. (كما أنَّ الأضرار التي تحدثها المعدات العسكرية الخاصة بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، قللت أيضاً من جاذبية الأسلحة الروسية). قد يكون الهنود سعداء بشراء النفط الروسي بسعر مخفض، لكنَّهم مؤيدون للغرب أكثر من أولئك الذين نشأوا في حقبة السبعينيات.غياب القوة الناعمةإنَّ القوة الناعمة القليلة التي كانت تمتلكها روسيا - في الغالب من نتاج اللغة والتاريخ المشتركين، والتي تقتصر بالضرورة على جيرانها المباشرين - جرى تقويضها إلى حد كبير بسبب غزو بوتين لأوكرانيا، كما جعلت الحرب عملية استحضار القيم الأخلاقية الروسية، أمراً أجوف وبلا قيمة.بغض النظر عن نقل المعركة إلى الغرب؛ لن يتمكن بوتين حتى من الفوز في المنافسة ثقافياً في حديقته الخلفية. ومن الجدير بالذكر أنَّ مغني الراب ورجل الأعمال الموالي لبوتين الذي تولى إدارة شبكة مقاهي "ستاربكس"، لم يقم قام باستبدالها من خلال مقاهٍ روسية صغيرة فقط، وإنما بنسخة رخيصة من النسخة الأصلية.بقلم: Bobby Ghoshالدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
100.0000 RUB+0.7696
الدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
100.0000 RUB+0.7696
قنبلة نفطية موقوتة قبالة سواحل اليمن تهدد الاقتصاد العالمي
يمكن استيعاب أن معظم الطاقة الدبلوماسية الدولية المحدودة المخصصة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن يتم توجيهها بشكل مفهوم إلى منع وقوع الخسائر في الأرواح ، سواء بسبب إراقة الدماء أو المجاعة. لكن في الوقت الحالي بعد أن تم تمديد الهدنة لمدة شهرين بين الأطراف المتحاربة، يتعيّن اتخاذ إجراءات عاجلة لإحباط نوع مختلف من الكارثة وهو حدوث تسرب نفطي يمكن أن يُصنّف كواحد من أسوأ الكوارث البيئية في العالم ويعطل الطريق الحيوي للتجارة العالمية.السعودية تُعيِّن الدبلوماسي المخضرم عادل الجبير مبعوثاً لشؤون المناخطوال سنوات ولغاية اليوم، عملت الحرب الأهلية على صرف الانتباه عن مصير "صافر" العائمة، وهي ناقلة نفط عملاقة متهالكة محملة بـ1.1 مليون برميل من النفط الخام، والتي أصبح يعلوها الصدأ وهي راسية قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي اليمن.بذل الحوثيون، وهم جماعة متمردة مدعومة من إيران بدأت الحرب في 2014، بعض الجهود المتقطعة لبيع النفط، لكن الحرب والعقوبات الدولية ردعت المشترين.بقلم: Bobby Ghoshمزيج برنت
73.10 USD+1.52
مزيج برنت
73.10 USD+1.52
سياسة أردوغان إزاء انضمام السويد وفنلندا للناتو تعبّر عن يأسه
ما الذي يريده رجب طيب أردوغان بالضبط من حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟ والأصح، هل على الحلف منحه إياه؟مؤخراً، فيما كان الحلف يستعد لتلقي طلب رسمي من فنلندا والسويد للانضمام إليه، وضع أردوغان بكلّ بساطة العصي في الدواليب لإعاقة إتمام ذلك، من خلال القول إن بلاده "لن تنظر بإيجابية" إلى هذا التوسع.وبموجب قوانين الناتو، يجب أن توافق كلّ الدول الثلاثين الأعضاء على انضمام أي دولة جديدة. لكن أردوغان لا يكتفي بالتهديد باستخدام حق النقض ضد توسيع الحلف، بل أيضاً بتقويض إظهار الناتو كجبهة موحدة في وجه العدوان الروسي القريب من حدوده بشكل خطير في أوكرانيا.انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو" أفضل ردّ عالمي على تنمّر بوتينالنشاط الكردييبرر أردوغان موقفه الرافض بأن الدولتين الطامحتين لعضوية الناتو تأويان ناشطين من الأقلية الكردية في تركيا، ينتمي بعضهم إلى حزب العمال الكردستاني الذي تصنفّه أنقرة كمنظمة إرهابية. وقال أردوغان في حديث متلفز "الدول الإسكندنافية أشبه ببيوت ضيافة للمنظمات الإرهابية".لطالما تذمرت تركيا من النشاط الكردي في شمال أوروبا. وهي تعتبر أن الأعضاء الحاليين في الناتو والغرب بشكل عام لا يتعاونون معها بالشكل الكافي في قتالها ضد الانفصاليين الأكراد. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصنفان حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية، إلا أنهما يدعمان وحدات حماية الشعب الكردي، وهي مجموعة كردية على صلة بالحزب تنشط في سوريا، وتحديداً في قتالها ضد الدولة الإسلامية.ولكن على الرغم من أن تصريح أردوغان الأخير بدا مألوفاً، إلا أن توقيته ينمّ عن انتهازية. إذ كان من المعروف خلال الأسابيع الماضية أن هلسنكي وستكهولم تعتزمان التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو، ولم توجّه أنقرة أي إشارات معارضة في الفترة الماضية. لا بل على العكس، حين تحدث أردوغان مع الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو في أبريل المنصرم، أفيد أن الرئيس التركي تطرق إلى مسألة العضوية، وأعرب عن تأييده لها.أكبر مدن تركيا تقع ضحية لحرب أردوغان الباردة على المعارضةتغيّر الموقفبينما في يوم 15 مايو، قال نينيستو إن تغيّر الموقف التركي "أثار حيرته" بعض الشيء. وفي اجتماع وزراء خارجية الناتو في برلين خلال اليوم نفسه، خرج وزير خارجية أردوغان، مولود جاويش أوغلو، مرّة أخرى عن إجماع الحلف، معرباً عن قلقه من التوسع. وقال للصحفيين: "لأتحدث بشكل محدد، عقد ممثلو هذين البلدين اجتماعات مع أعضاء حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي، كذلك كانت السويد تقدم الأسلحة لهم أيضاً".في غضون ذلك، قال المتحدث باسم أردوغان إنه لا يغلق باب الحلف في وجه الدولتين، وإنه من الممكن إقناع تركيا بالتخلي عن اعتراضاتها. في هذا الإطار، سوف تنصاع السويد وترسل وفداً إلى أنقرة لمعرفة ما الذي يتطلبه تغيير موقف أردوغان. كما قال نينيستو إنه سيجري اتصالاً آخر مع الرئيس التركي، ومن المرجح أن يعمل زعماء دول أخرى أيضاً على تليين موقف أنقرة.مزيد من الاهتمامالسيناريو الأفضل من وجهة نظر الناتو هو أن يرضى الزعيم التركي بالاهتمام الذي سيحصل عليه، بما أن لديه نقطة ضعف تجاه دائرة الضوء الدولية. إذ يمكن لبعض التصريحات الشكلية حول التعاطف مع مخاوف أنقرة من قبل الفنلنديين والسويديين، بالإضافة إلى وعد بالتيقظ تجاه أي نشاط معاد لتركيا على أراضيهما أن يتيح لأردوغان الإدعاء أمام جمهوره المحلي بأنه تمكّن من انتزاع تنازلات مهمة من الأوروبيين.ولكن بدون شكّ سوف يطالب أردوغان بالمزيد، ومن بين طلباته أسلحة أكثر تطوراً من شركائه في الناتو، وربما بعض المساعدات المالية. إلا أن الدول الأعضاء في الحلف الساعية للحصول على موافقة أردوغان لا ينبغي عليها مجاراته في هذه المطالب، إذ إنه في وضع لا يسمح له بالتمسّك بموقفه لفترة طويلة.شعبية مهددةالجمهور المحلي هو المفتاح لفهم ما يشغل ذهن أردوغان حالياً. فالأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا، والتي يعدّ ارتفاع التضخم وانهيار الليرة التركية من أبرز المؤشرات على حدتها، جعلت الرئيس التركي الآن أكثر من أي وقت مضى في عقدين، يقبع في موقع هشّ سياسياً إزاء وجوده في السلطة. حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع نسبة تأييده، فيما تظهر النقابات العمّالية القوية تململها، وتحشد الأحزاب المعارضة قواها، ويظهر خصوم جدد له.وقبل أقل من عام على موعد الانتخابات الرئاسية، فإن أردوغان بحاجة ماسة لتحقيق انتصار ما. حيث كان قد تراجع عن تفاخره المعهود، ووضع جانباً ازدراءه المزمن تجاه حكّام الخليج، في محاولاته المحمّلة بالأمل بأن ينقذوا الاقتصاد التركي. ولكن، حتى لو تحققت الاستثمارات الموعودة بمليارات الدولارات، ستمرّ سنوات قبل أن يشعر المواطنون الأتراك العاديون بأي منفعة منها.تصاعد تكلفة مكافحة الفقر في إسطنبول مع توحش التضخمأما على الساحة الدولية الأوسع، أردوغان الذي كان يُغضب شركاءه في حلف شمال الأطلسي على مدى سنوات بسبب اعتباره فلاديمير بوتين "صديقاً عزيزاً" له، يبدو شخصية هامشية في المواجهة الأخطر بين الحلف وروسيا منذ الحرب الباردة. (سعى الرئيس ليعلب دور وسيط السلام بين موسكو وكييف، إلا أن محاولاته لم تؤت بثمارها).وبالاستعداد للانتخابات في العام المقبل، سيقوم أردوغان على الأرجح بمزيد من الخطوات المتهورة. فمن المتوقع مثلاً أن يكرر تهديده السابق بفتح الباب أمام طوفان من اللاجئين نحو أوروبا، إلا إذا قدّم له الاتحاد الأوروبي المزيد من المساعدات. وحالياً فإن التحدي الذي يواجه شركاء تركيا في الحلف والدول الساعية للانضمام، يتمثل بأن يتمكنوا من البقاء في حالة من تمالك الأعصاب الجماعي.بقلم: Bobby Ghoshالليرة التركية مقابل الدولار الأميركي
0.0290 USD-0.0689
الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي
0.0290 USD-0.0689