أندرياس كلوث: أميركا أمام خيارين الحمائية أو القيادة
يحبذ الرئيس جو بايدن أن يصف الولايات المتحدة بأنها "دولة لا غنى عنها"، وهو يقصد بذلك أنها القوة الوحيدة التي تتسم بأنها قوية وخيّرة في آن معاً بما يكفي لتحافظ على ما تبقى من النظام الليبرالي، الذي تحكمه القواعد والمؤسسات متعددة الأطراف إلى جانب عناصر أخرى، ويقوم على تجارة وتمويل دوليين حرّين نسبياً.لكن ماذا لو انقلبت الولايات المتحدة، حتى خلال عهد بايدن، على النظام الذي يُفترض أنها تحميه لتصبح أداةً للقومية الاقتصادية والتشرذم الدولي وبناء تكتلات متعادية؟برزت شكوك بوقوع هذا خلال حقبة السلام الأميركي، وهي فترة ريادة الولايات المتحدة الطويلة التي تلت الحرب العالمية الثانية. لكن أكثر ما أرعب حلفاء أميركا خارج البلاد كان تولي دونالد ترمب رئاسة البلاد. كانت رؤية "أميركا أولاً" التي انتهجها ترمب ارتداداً إلى موقف انعزالي كانت عليه الولايات المتحدة في ما مضى.بقلم: Andreas Kluthانحدار أميركا يلوح في الأفق والتجديد أمر مشكوك به
سؤال يشغل الخبراء والساسة منذ سنوات: هل تستطيع أميركا أن تظل أعظم قوة في العالم، والأفضل في الدفاع عن مصالحها الخاصة وكذلك النظام العالمي؟ أم أن الولايات المتحدة تمر بالمراحل الأولى من الانحدار العام؟ كان مشهد الطائرة الهليكوبتر الرئاسية "مارين وان" وهي تحلق على ارتفاع منخفض باتجاه البيت الأبيض في الآونة الأخيرة تذكيراً مفيداً بأن الأمر كله يعتمد على وجهة نظرك.بقلم: Andreas Kluthهل يوشك العالم على الانهيار؟ اسألوا شعوب العصر البرونزي
ثمة وجه آخر للتساؤل عمّا إذا كانت شعوب العصر البرونزي المتأخر تعلم أن حضارتها كانت على شفير الانهيار، وهو إن كنا نحن أنفسنا في الولايات المتحدة والعالم في المراحل الأولى من الانهيار، هل سندرك ذلك؟ وماذا سنفعل حياله؟استحوذ انهيار المجتمعات على فكر المؤرخين وعلماء الآثار وخبراء علم الإنسان، بدءاً من المؤرخ اليوناني بوليبيوس في العصور القديمة وحتى إدوارد غيبون في القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى مجموعة متنامية متعددة التخصصات من العلماء اليوم. هذا إلى جانب ظهور نوع كامل من أفلام نهاية العالم ذات الحبكات القاتمة على غرار فيلم "Mad Max" في هوليوود.السؤال العلمي، الذي لم يحظ بإجابة قاطعة، هو ما إذا كنا سنواجه مصير هذه المجتمعات نفسه. بالنسبة للعالم جاريد دايموند، فقد يكون أولئك الأسلاف هم إسكندنافيو العهود القديمة في غرينلاند أو قاطنو جزيرة إيستر، أما بالنسبة لخبير علم الإنسان جوزيف تينتر، فهم الرومان في أواخر حقبة الإمبراطورية الرومانية، وشعب المايا، وشعوب حضارة شاكو.بالنسبة لآخرين، مثل مؤلفي كتاب "كيف تنهار العوالم" (How Worlds Collapse)، فهذه المجتمعات هي شعوب العصر البرونزي المتأخر، وسلالات هان وجين في الصين، وشعوب الأزتيك ودولة كييف روس، بل وحتى نحل العسل (الذي بدأت مجتمعات الخلايا الخاصة به تنهار منذ عقود، منذرة بتداعيات هائلة على التلقيح وبالتالي على الغذاء والبشر).بقلم: Andreas Kluthالأسلحة ذاتية التشغيل أخطر من الذكاء الاصطناعي في الحروب
لا ريب في أن الذكاء الاصطناعي سيغير من طبيعة الحروب كما يغير من طبيعة كل شيء آخر تقريباً. ولكن هل سيكون هذا التغيير كارثياً ومدمراً أم تطوراً تدريجياً إلى أشكال أرقى؟ دعونا نأمل في التطور التدريجي من أجل البشرية.يؤدي التطور التكنولوجي دائماً إلى تغيير طبيعة الحرب. وهكذا هو الأمر منذ ظهور العجلات الحربية التي تجرها الخيول، ومهماز السرج، والبارود، والقنابل النووية والطائرات المسيرة في وقتنا الحاضر، كما يوضح لنا الأوكرانيون والروس كل يوم.المثال الذي أفضله (بسبب أنه بسيط للغاية) هو معركة كونيغراتس في القرن التاسع عشر التي انتصر فيها البروسيون على النمساويين، وبالتالي ضمنت توحيد ألمانيا من برلين بدلاً من فيينا. إذ يرجع انتصار البروسيين إلى حد كبير في تلك المعركة إلى امتلاكهم بنادق تعبأ بالذخيرة من النهاية الخلفية للماسورة، فكانوا يستطيعون إعادة تلقيمها بسرعة أثناء استلقائهم على الأرض، في حين كان النمساويون يستخدمون بنادق تعبأ من الفوهة الأمامية، فكانوا يعيدون تلقيمها بشكل أبطأ وهم واقفون.إذا كان الذكاء الاصطناعي مماثلاً لذاك النوع من التكنولوجيا، فربما تأمل الولايات المتحدة أو الصين، في صراعهما على القيادة في هذا المجال، في تحقيق التفوق العسكري لفترة وجيزة. غير أن الذكاء الاصطناعي بوصفه تكنولوجيا عسكرية يبدو أقل شبهاً بالبندقية التي تعبأ من الخلف، وأقرب إلى التلغراف والإنترنت أو حتى الكهرباء. بمعنى أنه ليس سلاحاً بقدر ما هو بنية أساسية ستغير تدريجياً كل شيء، بما في ذلك القتال نفسه.اقرأ أيضاً: أميركا تزيد تكلفة برنامج التسلح الأعلى في العالمبقلم: Andreas Kluthبرنامج بوتين النووي الفضائي "جنوني" ولكنه فرصة
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، عن أفضل صورة لوجهه الخالي من التعابير والذي اكتسبه أيام عمله في جهاز الاستخبارات السوفييتية، عندما وقف إلى جانب وزير دفاعه المداهن، وفعل ما اعتاد أن يفعله قبل أن يرتكب أي فظاعة جديدة. وقال بوتين: "لقد كنا دائماً ضد نشر الأسلحة النووية في الفضاء، ونعارض هذا بشكل قاطع الآن".هذا التصريح جعلني أستعيد ذكريات فبراير 2022، عندما نفى بوتين تماماً وجود أي نية لمهاجمة أوكرانيا، ثم شن الغزو عليها بعدها بأسبوع.ومن جديد كان لدى جواسيس أميركا معلومات مناقضة لما يصرح به بوتين. وتأكيداً لما تسرب بالفعل من الكونغرس، أخبروا الحلفاء أن بوتين قد يطلق هذا العام جهازاً نووياً في أحد المدارات، والذي يدور فيه نحو 7800 قمر اصطناعي حول الأرض في سحابة نفايات فضائية ناتجة عن حطام الأقمار القديمة، تتزايد يوماً بعد يوم.بقلم: Andreas Kluthالدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
97.8744 RUB-0.4708
الدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
97.8744 RUB-0.4708
أندرياس كلوث: شبح عودة ترمب إلى البيت الأبيض يخيم على العالم
نفس السؤال الذي يخيم على الديمقراطية الأميركية يلقي بظلاله على جميع الجوانب السياسية في العالم: ماذا لو عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 2025؟قد يفوز بالرئاسة أو لا يفوز، لكن إذا فاز فسيشعر بالتحرر حتى من الأغلال القليلة التي قيدته خلال ولايته الأولى، وسيحاول إخضاع كل أفرع الحكومة الفيدرالية لسيطرته الشخصية لملاحقة خصومه المحليين.وبالقدر ذاته من الخطر، سيعود ترمب إلى سياسته الخارجية الفوضوية، مدفوعاً بالغرائز والعقد، عوضاً عن المصالح والمبادئ. وصف جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في عهد ترمب، تلك النتيجة بأنها أرخبيل من النقاط لا تربط بينها حبال المنطق.بقلم: Andreas Kluth"بريكس" ليست مناهضة للغرب ولا تكتلا
على الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية أن تستقبل بقدر من التحفظ وعدم الاكتراث تلك الأبهة الظاهرية والمواقف الاستعراضية في قمة مجموعة "بريكس" هذا الأسبوع في جوهانسبرج.صحيح أن هذه "المجموعة"-التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- تمثل أكثر من 40% من سكان العالم، وأن دولاً أخرى في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية قد تنضم إليها. وصحيح أيضا أن مجموعة "بريكس" ترغب في تقديم نفسها على أنها كيان جيوسياسي غير غربي أو مناهض للغرب ويعد بديلاً عن الهيمنة الأميركية. لكنها ليست كذلك ولن تكون.بداية، هناك دائما مبالغة عند إطلاق شيء ما - سياسة أو مؤسسة أو مجموعة أو نادٍ - لمجرد أن شخصاً توصل إلى اختصار رائع. هذه هي بالضبط الطريقة التي بدأت بها مجموعة بريك (التي أصبحت فيما بعد بريكس). صاغ جيم أونيل المصطلح في عام 2001 أثناء عمله خبيراً اقتصادياً في مصرف الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" وكان بحاجة إلى تسمية سريعة ومختصرة لوصف العديد من الأسواق التي بدت واعدة للمستثمرين، ولكن بخلاف ذلك لم يكن هناك شيء واضح مشترك.كيف أصبحت "بريكس" مؤثرة ولماذا يريد الآخرون الانضمام إليها؟تبنت دول "بريكس" التسمية لأنها تناسب مسارين: انتشار وشيوع صناعة الأسماء المختصرة، ولكن أيضاً صيحة ظهور التكتلات. أعتقد أن صيحة تشكيل التكتلات انبثقت من انتقال العالم من عالم ثنائي القطب إبان الحرب الباردة إلى لحظة القطب الأوحد في ظل الهيمنة الأميركية والعودة المفترضة إلى التعددية القطبية منذ ذلك الحين.بقلم: Andreas Kluthالدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
97.8744 RUB-0.4708
الدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي
97.8744 RUB-0.4708