هل يتعذر توقع الركود في 2024 كالسنوات السابقة؟
من المعروف أن حدوث الركود أمر يتعذر التنبؤ به. على سبيل المثال، توقع العديد من الخبراء بنهاية عام 2019 حدوث ركود لمجرد أن الانتعاش استمر لفترة طويلة. لكن فترات الانتعاش الاقتصادي لا تندثر مع تقادم الزمن، بل يُقضى عليها بسبب حدث مفاجئ- مثل الجائحة. لذا فإن توقعات عام 2019 كانت صحيحة، ولكن لسبب خاطئ.هل سنشهد ركوداً هذا العام؟ توقعي الوحيد هو أنه: لن يتمكن أحد من الوصول إلى توقع سليم لأسباب صحيحة. ذلك لأن الإجابة تعتمد على المجهول. هل يتصاعد الصراع العالمي؟ هل ستكون هناك جائحة أخرى؟ هل سترتفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية؟ هل تؤدي كارثة طبيعية إلى عرقلة سلاسل التوريد، أو محو رأس المال الثمين؟كالعادة، تتجه كل الأنظار نحو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وما سيطرأ على السياسة النقدية. يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي وعداً ومجازفة في آنٍ واحد: فهو يمتلك الأدوات اللازمة لتوجيه الاقتصاد على المسار الصحيح، ولكن لكي يتمكن من ذلك، يتعين عليه أن يتصور تخمينات سليمة بشأن المستقبل.صندوق النقد: حسم "الفيدرالي" لمسار الفائدة يضمن هبوطاً سلساً للاقتصادبقلم: Betsey Stevenson
القواعد لا تعرقل الرأسمالية إنما تساعد على نجاحها
كنت مهووسة في صباي بمحاكمات ساحرات مدينة "سالم" الأميركية. ليس بالساحرات نفسهن، رغم أن هناك أوجهاً عديدة يمكن تناولها حول نساء استخدمن السحر في تحديد مصائر أشخاص آخرين. لكن ما استهواني وأرعبني، في نفس الوقت، كانت الهستيريا الجماعية التي دفعت مجتمعاً بأكمله لتصديق أمر كان زيفه جلياً؛ وهو أن السحر حقيقي.لو كنت أكثر اهتماماً بسبل التلاعب بمعتقدات بعض الأشخاص لأصبحت مختصة في علم النفس. لكن ما أردت اكتساب معرفة أكبر حوله كانت الدوافع وراء رغبة البعض في التلاعب بمعتقدات الآخرين.الإجابة تكمن في علم الاقتصاد، حيث يرى المحللون الاقتصاديون -مع أخذ القيود في الحسبان- أن الناس تميل إلى اتخاذ قرارات ترفع جودة حياتهم إلى أقصى درجة ممكنة، وليس من الضروري أن تصب تلك القرارات في صالح المجتمع. بصيغة أخرى؛ الدوافع قد تقود شخصاً إلى اتهام غيره بممارسة السحر.بقلم: Betsey Stevenson
كلوديا غولدن تنقل النساء من هامش العمل بالاقتصاد إلى محوره
ما يزال الرجل يهيمن على الاقتصاد كمهنة، حيث نجد امرأةً واحدةً بين كل تسعة أساتذة اقتصاد متفرغين، فيما أن حصة النساء أقلّ من ربع الاساتذة المساعدين، وهي نفس نسبتهن بين من يتخصصون بالاقتصاد في دراستهم الجامعية. لطالما كان هذا الاختصاص غير جذاب بين النساء كما يصعب عليه استبقاء من يستقطبهن.حين التحقت كلوديا غولدن الفائزة بجائزة نوبل لعام 2023 بجامعة كورنيل لتدرس الاقتصاد في الستينات، ثمّ جامعة شيكاغو لتحصيل الدكتوراه، كان عدد النساء أقل من ذلك. ولم تبدأ الرابطة الأميركية للاقتصاد بنشر عدد الإناث العاملات في المهنة حتى 1972، حين بلغت نسبة النساء 7.2% فقط من إجمالي حملة الدكتوراه الجدد و2.4% من الأساتذة المتفرغين.لا شكّ أن غولدن أبدت عزماً شديداً في ذلك الزمان لتنبش الأرشيف وتوثّق حقائق عن "عمل وأجور النساء العزباوات بين 1870 و1920" و"الوضع الاقتصادي للنساء في حقبة الجمهورية المبكرة".فقد تعيّن عليها الاعتماد على الرجال ليقرؤوا أبحاثها وينشروها، كما اضطرّت للتعويل على آراء رجال أجروا دراسات معمّقة حول العمل، ولكن نادراً ما اكترثوا بشأن طريقة الإطعام والإكساء أو تربية الأجيال المقبلة.كلوديا غولدن تفوز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2023بقلم: Betsey Stevenson